رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر
واصل
قبضت على ذراعه بمرح متزايد تشدد بحزم لا يخلو من الإلحاح
بطل عمايلك دي غازي انت عارف انها مجالتش لحد غريب ثم كمان دا خبر ما يستخباش ودي عيلة لازم هتفرح لما تسمع وتيجي تبلغني المهم بجى رديت بإيه
طالعها قليلا بنظرة مبهمة فهمتها لكنها تغاضت كالعادة حتى تسمع منه
جولتو البت صغيرة ولسة على ما تكمل تعليم
كدة من نفسك يا غازي طب مش لما تاخد رأي ابوها وامها الأول او حتى رأي البت
قاطعها بحزم مرددا
بت لما تبتها هي هتفكر كمان في الجواز من دلوك ما تتنيل تكمل تعليمها
طب جول لابوها حتى
واجولوا ليه انا عارفه نطع وما هيصدج اساسا
ضړبت بكفيها لتردد بمزيد من الذهول وفمها لم يتوقف على الابتسام
عاد لنفس النظرة التي تفصح عما بداخله من حزن وعدم تقبله لزواج الصغيرة التي كانت تحملها روح قبل ذلك على يدها يستهجن فرحتها لها وعدم الحماس لفرحه بها ولأنها تفهمه جيدا هذه المرة لم تتغاضى عن مصارحته بمزاح
بلاش اللي في مخك ده عشان انا عارفاه زين وكذا مرة اجولك نصيبي جاعد والله
امسك بطرف ذقنه بسبابته وابهامه يسألها باهتمام شديد أربكها
امتى يعني جوليلي يا بت ابوي وريحيني
ابتلعت غصتها وقد المها هذه النبرة الملحة برجاء منه فقالت بضعف عله يقتنع
لما ربنا يفتح الباب ساعتها هتلاجي الفرحة منورة وشي انا مش جافلة الباب يبجى أكيد ان شاءالله اليوم ده هاياجي
صړخت بها تردد بندب بعد أن قص
عليها زوجها عما حدث منذ قليل وما فعله أبيه معه في مجلس الرجال في المندرة حتى قال ينهرها پغضب
فوضيها يا شربات وكفاياكي ولولة انا راسي تعبانة ومش حامل كلمة تاني
شهقت بصوت عالي وافتر فاهاها مطولا باستنكار زاد من سخطه حتى صاحت بسخرية وتهكم
ظلت تردد بها بغناء وتصفيق مستفز جعلته يستشيط من الغيظ حتى هدر يزجرها پغضب وهو يلوح بقبضته في الهواء أمامها
لم تأبه بتهديده بل زادت بسخريتها لتقول بصوت يخرج بفحيح
عايز تكسر عضمي انا يا فايز طب كنت اعملها مع اللي سرجك وكل حجك وحج عيالك وانت حي وما موتش يا سيد الرجال يا سبع
يبجي انتي اللي جيبته لنفسك
هتف بها وقد غلبه شيطانه بعد أن فاض به ولم يعد يتحمل استفزاز كلماتها السامة فنهض مندفعا ليفرغ شحنة غضبه بضربها فانتبهت هي تنهض صاړخة لتهرب منه وقبل أن تتمكن ذراعه من الإمساك بها جيدا تصدر ابنه الأكبر ليفصل بينهم والذي خرج من غرفته على أصوات شجارهم مجفلا مع شقيقاته الصغار أيضا فصړخت مستغيثة به
ألحجني يا ولدي أبوك عايز يموتني ويكسر عضمي يا مالك من غير سبب
تصدر الفتى ذو السابعة عشر ربيعا أمام أبيه يحدجه بأعين تصرخ بالتحدي تدفعه حمائية الدفاع عنها فاستعاد وعيه فايز على خوف بناته الصغيرات وتحفز ابنه نحوه ليرتد للخلف ويصرف النظر عن فكرة ضربها مسح بكفيه على وجهه ليجلس على الاريكة معطيا لهم ظهره الذي انحنى بتفكير قاسې
تأملته قليلا شربات بأنفاس متهدجة تشعر بحجم غباءها حينما فقدت السيطرة وطار عقلها من هول المفاجأة التي اخبرها بها وحملت عليه بكلماتها القاسېة لتخرجه من طوره وفعل مالم يجرؤ لفعله طوال سنوات زواجه بها وقد نسيت مايشعر به هو الان
ابتلعت ريقها لتستعيد تماسكها ثم ربتت على ذراع ابنها لتصرفه
خلاص روح انت يا مالك
رد ابنها بخشونة لا تناسب سنوات عمره
وان رفع يده تاني وحاول يضربك
همت لتجادله ولكنها استدركت بعقلها الجهنمي تقول
خلاص يبجى مشي اخواتك البنات وتعالى اجعد معانا عشان تعرف سبب العركة ما هو الموضوع برضو يخصك ع الأجل عشان تعرف باللي ضاع مننا وانت ليك حج فيه
حجي انا ياما ومين اللي ضيعه مني
غمغم بها مالك وهو يتبعها بعد أن أدخل شقيقاته إلى غرفتهن واقترب لينضم مشاركا في جلسة والديه فخاطبت شربات زوجها بهدوء بعد أن جلست بجواره
متزعلش مني يا فايز بس كمان لازم تجدر اني اتفاجأت عجلي طار مني
رد فايز بفتور وقبضته أسفل ذقنه بهيئة يبدوا عليها الهم
لما انتي عجلك طار منك أمال انا اعمل ايه دا انا كنت