رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر
يتطرق للموضوع الأهم بالنسبة اليه ويستدرجه بنعومة في سحب ما يريده منه
جابلت ولدك الصبح النهاردة كان رايح يوصل عمته كبر ما شاء الله دا ماشي جنبها اللي يشوفه يجول راجل كبير
رد عزب بتفاخر مبتسم
محمود انت هتجولي عليه دا سارح في الطول لما هايفوتني انا كمان كانه طالع لعيلة امه
الله اكبر عليه ربنا
يحفظه
كنت رايح اوصل اختي على بيت جوزها شوفناهم صدفة وجفنا نسلم عليهم ما انت عارف فتنة كانت زميلة اختك في المدرسة دا حتى عرضنا نوصلها معانا بس هي مرديتش حنبلية جوي
اومأ بابتسامة ليس لها معنى ليرتشف من كوب الشاي خاصته قبل يخرج قوله
تلاجيها بس اتكسفت منك ما انت عارف الموضوع الجديم والحساسية اياها يعني حتى لو مر عليها سنين بس برضوا
ومين
جالك ان ناسيها ولا ناسي عملة ابوك فيا لما صغرني وبدى عليا الغريب
شحب وجه الاخر بحرج شديد جعله يتعرق بارتباك ملحوظ ليبتلع قائلا بتوتر
ما هو مكنش بيده حاجة برضوا الرأي كان رأي البت ودي كانت أصغرنا يعني وابويا مكنش بيرفضلها طلب
عارف لو كان الأمر بيدي ساعتها والله ما كنت اسيبها أبدا على كيفها انا دجة جديمة واعرف زين ان البنت اذا طلبها واد عمها حتى لو على ظهر الجمل يوم فرحها تنزل وتبجى من نصيبه على رأي المثل الجديم
عقب متهكما غير ابه
ضهر جمل بجى ولا طيارة مش هي رفصت النعمة برجليها كانت هتبجى هانم في بيتي معززة مكرمة خليها بجى تخدم في بيت العيلة المحروس وامه وجده وجدته كمان ناجص بس فايز وعياله عشان تبجى تمت
هتف بها عزب ليواصل احتجاجه
الخامورجي دا كمان هو احنا ناجصين بلاويه
پغضب متعاظم كان يخطو بأقدامه نحو جهة لم يحددها بعد المهم هو الهروب من وجه زوجته المؤنبة له بصړاخها وسخطها والبحث الان عن ملاذ له يفرغ فيه كبته بل وينسى به همومه اما الذهاب الى اصدقاء الشراب أو أن يأخذ طريقه نحو برهومة المورد الرئيسي للمكيفات في الحالتين سيدفع مبلغا طائلا لكن المهم الان هو مزاج رأسه حتى ينسى كل شيء
صدر الصوت الخشن والمعروف لإسماعه هاتفا باسمه التف للخلف وجده يتقدم نحو بخطواته الثقيلة كجسده انتظر حتى اقترب منه يصافحه مرحبا
عامل ايه يا فايز
بادله المصافحة يتمتم برد التحية بفتور انتبه له الاخر فتابع يسأله بفضول
مالك كدة حاني ضهرك وشكلك راكبك الهم حتى الكلام بترد بالعافية
استشاط داخله واحتدت أنظاره بانفعال ظاهر ينهره
ابتسامة كسولة اعتلت وجه الرجل ليرد على قوله بمكر
خدت فلوسي يا فايز وحمد لله ان ابوك طلع راجل زين وسدهم عنك بدل ما كانوا راحوا عليا زي اللي راح منك
مالت برأسه نحو مضيقا عينيه بريبة يسأله
جصدك ايه يا صدجي
انتصب الرجل يناظره بخبث منتقيا كلماته بقصد
جصدي انت عارفه زين يا فايز وهو سبب الحنية دي
ابوك طلع راجل مش هين خالص يا اخي يعني انا بجالي سنين احايل واصبر عليك في الفلوس اللي كنت بتسحبها بالهبل مني على أمل ان هيجي اليوم اللي اتلم فيه ع البيت اللي كنت ناوي اعمل منه أكبر برج فيكي يا بلد واجهزه بجى لعيادات الدكاترة والصيدليات والمعامل في الحتة المهمة دي في جلب البلد يعني كان اسمه هيلعلع زي الطبل
جوم هو في لحظة واحدة يجلب الطراببزة على راسي بس اجولك يا فايز مش انت الغلطان انا اللي طلعت اهبل لما فكرت ان واحد زيك ممكن تيجي من وراه فرصة يا راجل دا انت الأرض اللي واجف عليها بتكرهك يبجى ابوك هو اللي هيحبك ولا يورثك كمان مش انا خسران لكن بجولهالك اها عنده حج والله يورث الزين ويسيبك
بصق كلماته ثم تحرك من أمامه ذاهبا ليختم اخيرا بقوله
جبر يلم العفش
تجمد محله وقد عصف به الذهول ليظل فاغرا فاهه مثبتا عينيه لمدة من الوقت حتى بدا كالمغيب يطالع ظهر الرجل الذي صب عليه وصلة من السباب والتحقير غير مقدرا لحالته ولا لعواقب قوله وكأنه أمن جانبه بعدما كان يتودد إليه كالعلقة ويعرض عليه المال بدون حساب لكن الان ولم يعد لديه منه منفعة فقد أظهر وجهه
الحقيقي له
عادت إلى الغرفة بعد أن هدهت صغيرها حتى تمكن منه النوم لتجد الان زوجها على نفس حالته من الوجوم والشرود واضعا كفه على جانب وجهه بحالة من الشرود جعلته لم ينتبه لدخولها حتى اقتربت منه بصوتها الرقيق سائلة
انت لسة مجلعتش الجلبية التجيلة دي ولا غيرتها
انتفض مجفلا في