الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 18 من 175 صفحات

موقع أيام نيوز


البداية لكن سرعان ما استجاب لها قائلا
شوية كدة وجايم 
لا دلوك 
هتفت بها مقاطعة بحزم حتى التصقت به تخاطبه بنعومة تعلم بحجم تأثيرها عليه
يالا بجى انت عارفني زين مبعرفش انام غير في 
استطاعت بفعلها أن تختطف منه ابتسامة غزت محياه حتى ارتخت تعابيره ليرد مستجيبا لها
وبعدين معاكي يا بت هريدي دا وجته ده انا في إيه بس يا بنت الناس

زادت من أفعالها حتى صارت كقطة تتمسح به مرددة بدلالها عليه
مليش دعوة انت عودتني على كدة يبجى تتحمل دا غير انك مجولتليش ولا كلمة حلوة من الصبح ولا انت ناسي انك طلعت بدري على شغلك النهاردة وانا جعدت اليوم كله في بيت ابويا 
استطاعت ان تسحبه مما كان يثقل كاهله لعالمها حتى اندمج مضيقا عينيه بأسف يعقب وقد ارتفعت كفيه على جانبي رأسها
وه يعني على كدة محطيتش يدي على الشعر الناعم ده ولا اتأملت في سواد الليل فيه
هزت برأسها نافية فتابع بدراما
ولا صبحت على العيون الكحيلة ولا وصفت في جمالهم
كررت بالنفي تتصنع البؤس ليواصل هو وقد حطت كفيه على وجنتيها
يعني كمان مخطفتيش عضة من تفاح الخدود
قالها وقد قرب وجهه منها ليفعل ولكنها وقبل أن يقترب ضحكت مقهقهة بصوت مجلل تبعد رأسها عنه مرددة
طب جوم الأول جوم غير جلابيتك وبعدها نعد براحتنا اغلاطك
انصاع لينهض مستسلما لأمرها معقبا بغمزة من وجنته
واهو بالمرة نشوف ايه هو العقاپ المناسب 
انتفضت خلفه بحماس لتسبقه نحو الخزانة تنتفي له شيء مريح يرتديه للنوم فتوقف ينتظرها حتى اذا الټفت له بالبيجامة القطنية كان قد ذهب عنه العبث وحل الجمود فتهدلت أكتافها بإحباط تخاطبه
مالك يا حجازي ليكون رجعت بفكرك للموضوع اياه احنا ما صدجنا 
صمت قليلا يرمقها بتفكير قبل أن يفاجئها بقوله
بجولك ايه يا نادية انا من الصبح هنزل وابلغ جدي اعتراضي لازم يرجع الأمور لطبيعتها وان كان على كره ابوي ف انا اتعودت خلاص يعني حتى لو طردني بعد ما يورث البيت من جدي ف انا راجل واجدر اعولكم واعول نفسي 
هتبجبلي يا نادية لو الظروف حكمت وسكنتك في بيت جديم ولا من الطين
أسقطت ما كانت تحمله ارضا والټفت ذراعيها حول تجيبه بصدق ووله
ولو في اخر الدنيا انا برضوا جابلة البيت الطين ولا الجديم معاك يا حجازي يبجالي جصر 
دفعت باب الغرفة بخفة حتى تتمكن من الدخول إليه وتفاجئه بحضورها ولكنه كان منشغلا في الحديث على الهاتف مع أحد تجار الفاكهة يتفاوض معه على السعر النهائي لشراء إحدى الأنواع من مزارع العائلة الكثيرة 
لو يتخلى فقط عن عنجهيته معها ويعطيها قيمتها التي تستحقها لكن لا يهم الان فقد أتت اليوم بناء على وصايا والدتها وشقيقها ناجيحتى تستقطبه نحوها ولا تعطي فرصه لهذه المدعوة روح أن تملأ قلبه ضغينة من نحوها 
أنت ايه اللي جابك هنا
هتف يجفلها بسؤاله فور أن التف للخلف وتفاجأ بها أمامه قبل أن ينتبه على ما تريديه من ملابس 
تعقد حاجبيه وظهرت الۏحشية ملامحه في توجيه السؤال الاخر لها
كيف طلعتي من أوضتك بالمنظر ده مش خاېفة لحد من البنتة ولا الشغالين يشوفك
مطت شفتيها المطلية باللون الوردي لتتغنج بخطواتها نحوه قائلة
رغم انه بيتي واعمل فيه اللي يلد عليا لكن اطمن محدش من الشغالين جاعد الساعة دي عشان يشوفني ولو ع البنتة فهما نايمين يعني مفيش غيرك بس اللي شافني بالجميص الجديد ايه رأيك حلو
القى بنظرة شاملة طافت عليها من رأسها حتى قدميها في الأسفل ثم زفر بدون أدنى تعليق ليجلس على طرف التخت بوجه متجهم لا يبدوا عليه أي تأثير
فتك بها الغيظ لمقابلتها بهذا التجاهل وعدم تقديره لمبادرته للصلح ثم حجب اعجابه بها وكأنه يبخل أن يعطيها حقها بالإطراء بعد تقيمه تغاضت لتقترب جالسة بجواره بصوت مغوي تخاطبه
إيه يا غازي لسة جلبك محنش علي كل دا عشان غلطة خربط بيها لساني من غير ما اقصد 
التف إليها رافعا

حاجبه بشړ فقابلت فعله بتبرير على الفور
على فكرة هي بت عمي زي ما هي اختك وتعز علي زي ما تعز عليك دا المصارين بيتخانجوا مع بعض في البطن يبجى احنا اللي بعيد عننا النكد 
ظل يتمعن النظر بها بوجه مغلف وكأنه يسشف صدق حديثها أم الكذب ورغم علمه بالحقيقة إلا أنه فضل التريث معها 
بجد يا فتنة يعني هماكي جوي بت عمك ولا شايفها كاتمة على نفسك بجعدتها من غير جواز لحد دلوك
شهقت بجزع تدعي العتب لقوله
يا مري كيف هتجول الكلام ده دي بت عمي يعني لو مشالتهاش الأرض أشيلها فوج راسي دا بيتها زي ما هو بيتي 
ردد خلفها بقصد
ما هو بيتها فعلا 
تلفظت بارتباك
أيوة امال ايه دي روح دي اختي الكبيرة وغلاوتها من غلاوة عيالي
كاااذبة يعلم جيدا أنها تكذب ولكن ليس بيديه حيلة الحكمة تقضي أن يدعي التصديق حتى لا يزيد الأمر سوءا بين الاثنتان 
ها يا غازي مش ناوي تنور دا الأوضة مضلمة من غيرك 
زفر يخرج دفعة كثيفة من الهواء المثقل
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 175 صفحات