السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سلوى عليبة

انت في الصفحة 3 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

دائما.
أعمل هنا منذ أسبوع .وجدت نفسى بهذا المكان فالجميع يعاملننى بحب وزادهم هذا تعاملى معهم . فالجميع عندى سواء من أطباء للممرضات وحتى العاملات . 
زادنى عملى ثقة وقوة حتى انى لم أعد ارى وجههى كما يرونه الجميع وهذا بفضل من حولى بهذا الصرح الرائع .فلقد عالجوا قلبي قبل أن اعالجهم أنا . 
مررت بحجرة دكتور سالم مدير المركز وهو اسم على مسمى .وجدته يجلس حزينا فسألته بإهتمام مالك يادكتور 
أجابنى بحزن حبيب ابن أخويا عمل حاډثه وأثرت على عينه ومش راضى يتقبل الواقع وأنا بعترف انى فشلت كطبيب معاه. 
رددت عليه بحزن عليه طب فين باباه واللى حواليه عشان ميحسسهوش أنه لوحده . 
أجابنى بحزن أشد حبيب ده حكاية لوحده .
وضعت كف يدى تحت صدغى وقلت له كلي آذان صاغية يا دكتور . 
إبتسم وهو يقص علي حكاية هذا الحبيب بداية من إسمه الغريب والجميل أيضا قال لى 
حبيب ده يبقى ابن اخويا الكبير . باباه حارب الكل عشان يتجوز مامته والكل كان رافض لأن مامته كانت بنت السواق بتاع بابا الله يرحمه . بس هى كانت سبحان الخلاق جماال رهيييب . وبعد محاربات اتجوزوا وللأسف اكتشف أن عندها عيب خلقي فى القلب وصعب تخلف وصعب أصلا تتحمل الجواز . بس هم صمموا واتجوزوا وهو منعها من أنها تحمل ولأنها بتحبه أكتر ماهو بيحبها حملت ومعرفتوش غير بعد مابقى الحمل خطړ أنه ينزل وفى نفس الوقت خطړ أنه يستنى . أكمل بحنين للذكرى وفضلت فى المستشفى لغاية ما ولدت وسبحان الله قبل ماتولد أخويا راح لشيخ وقعد يعيط ويقوله أن الدكاترة بيقولوا انها بنسبة 9٩ مش هيقدروا ينقذوها . يومها الشيخ قاله داووا مرضاكم بالصدقة وفعلا قعد يطلع فلوس لله بكمية رهيببه ويطلب من الكل يدعيلها .وسبحان الله ولدت وربنا نجاها والدكاترة بقوا مستغربين لأن حالتها كانت مستحيله. سمى أبنه حبيب لأنه رمز للحب اللى بينه وبين مراته .وفى سبوع حبيب قرر يعمل المركز الطبى ده ويخلى جزء منه مجاني عشان اللى مش قادر يتعالج . 
كنت أنظر إليه وعيناي مغرورقتان بالدموع لوجود مثل هذا الحب .نظرت إليه ليكمل .
أكمل وصوته متحشرج إثر كتمانه للبكاء وحبيب عنده 5سنين مامته تعبت جامد واټوفت وأخويا من زعله عليها اتوفى بعدها بكام شهر بعد ما وصانى على حبيب. كنت أنا متجوز بقالى سنتين ومعايا حمزة ابنى عنده يادوب سنه . أخدته وفعلا بقى هو ابنى الكبير ويعلم ربنا انى بحبه وبفضله عن ولادى .لانه ذكرى أخويا وابنى اللى ربيته . 
سألته بتأثر طب هو عمل حاډثة إزاى
رد بحزن بالعربية بتاعته .كان نازل متأخر وعمل حاډثه وللأسف فى قزاز دخل فى عينه وأثر
عليها.
ظللت طول يومى متأثرة بكلام دكتور سالم .خاصة عندما عرفت أنه مهندس ويعشق عمله .أى أن عيناه هى أساس عمله . 
مضى أكثر من ثلاثة أيام .كنت أود أن أسأل دكتور سالم عليه ولكنى خجلت من ذلك. حتى وجدت حركة غير طبيعية فى المشفى .وهناك من يجرى هنا وهناك . ويطلبون من قسم الجراحة طبيب على وجه السرعة . نعم فالمركز كان متكاملا أى أنه ليس للعلاج النفسى فقط بل هو قسم فيه . 
أوقفت واحدة من الممرضات لأسألها ماذا هناك 
فقالت لى أن هناك شاب قد دخل لغرفة العمليات بسبب چرح نافذ بذراعه وقد ڼزف كثيرا وكل من بالمشفى يسرعون إليه.
أصبت بالإندهاش ولكن ما حالي أنا بهذا فلأذهب لعملي . 
ذهبت لعملي وبدأت أمارس جلسات العلاج الجماعية والفردية التى اقوم بها . فهنا وجدت نفسي بالفعل. 
ولكن ولغرابة الأمر وجدت صديقتى تقى وهى تأتى علي. فهى منذ أن عملت بالمشفى لم تأت لى ولا مرة بل نتقابل بعد العمل طبعا على حسب ظروف بيتها فهى متزوجة ومعها طفل. 
قمت إليها وعلى وجهى علامة الإندهاش ولكن وجدت وجهها حزين. رحبت بها ثم سألتها مباشرة 
إيه سر الزيارة دى ياترى 
أجابتنى بحزن شديد أنا هنا مع مروان . 
نهضت بسرعة وانا اقول بقلق مروان جوزك ماله تعبان ولا إيه يابنتى اتكلمى 
أجابتنى سريعا يابنتى مروان كويس فيه إيه بس .د صاحبه . كنا مع بعض بنشترى طلبات للبيت بعد ما سيبنا

انت في الصفحة 3 من 12 صفحات