رواية رائعة بقلم الكاتبة سلوى عليبة
.
إنتهينا من النزهة وكل رجع لمستقره إلا أنا .فرجعت بجسدى ولكن عقلي مشغول بما أخبرتنى به تقى .
جلست بغرفتي وأنا تنتابنى الحيرة . دق بابي ومن غيره والدي الحبيب والذى يعرفني من نظرة عيني وبالتأكيد علم أن هناك شيئا بداخلي.
فتحت بابي لأبي وأنا أرتمي بأحضانه فكما يخبرني دوما أن هذا مكاني ولن يأخذه أحد .
أخبرته بما أخبرتني به تقى . فنظر إلي بحب وقال وانت ايه رأيك
أجبته بحيرة مش عارفة .محتارة وخائڤة .
تنهد بقوة وقال أكلمك بصراحة.
أومأت إليه دون كلام .
فأكمل بتأثر كنت دائما بخاف عليكي بسبب جمالك .وفى نفس الوقت بتباهى بيكى وسط الكل .مش عشان شكلك جميل لا عشان أخلاقك اللى لما الكل بيتعامل معاكى يقول يا زين ماربيت يا سامي بنتك جميله رغم جمالها وأخلاقها لكن متواضعة وبتحب الكل وروحها زى العسل. ضحك للذكرى وقال كنت برد وأقول ماهى عسل فى كل حاجة .
انك مفيش حاجة غيرتك ولا هزتك وانك فعلا راضية بقضاء ربنا .
ضحكت على كلامها وكذلك ابي .فأكملت أمي انت هتوافقي على الشغل ماشى .مش بنتى اللى تستخبي وكمان مالك مانت زى القمر أهو فيك ايه يعنى .شوية بقع فى جنب وشك اليمين وإيه المشكلة .يابنتى اللى ميحبش روحنا وأخلاقنا قبل شكلنايبقى ملوش لازمة فى حياتنا.
ها أنا ذا أقف بين يدي خالقي .اساله المشورة كما عودنى أبي . صليت إستخارة بعد أن أديت فرضى ثم قرأت وردى من القرآن الكريم وذهبت فى ثبات عميق .
استيقظت وأنا لا أعرف ماهذا الذى رأيته ولا من هذا الشخص غير أن قلبي يخفق بشدة كلما تذكرت وجهه الجميل.
وجدت نفسى أتصل على تقى لأبلغها بموافقتى على الالتحاق بهذا العمل وأنى سالتقى بها غدا للذهاب معها إلى هناك .
أقف أمام هذا الصرح .فهو ليس مركز طبى صغير إنه مركز كبيير بمساحة خضراء كأنه قطعة من الجنة . قابلت المسئول عن هذا الصرح وكان طبيبا فى الخمسين من عمره .على وجهه بشاشة ودماثة خلق . نظر إلي ولأول مرة أرى نفسى طبيعية بنظرة أحدهم . وافق على عملى عندما رأى الشهادات التى بحوزتي . ولم يتطرق أبدا
لمرضى ولا لهيئة وجهى بل كان مبتسما