السبت 23 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة سلوى عليبة

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز

متوقعه أن يرفض الحديث معى ولكن كونه رد على سؤالي فهذا معناه أنه تجاوب معى .نعم فتلك هى طريقتى معه للعلاج .وهى المواجهه.
أجبته بثقة أعرف عنك اللى محتاجة أعرفه .ومنها انك مهندس شاطر فى شغلك وعندك عمك وعيلتك اللى بتحبك .وانك عصبي ومبتسمحش لحد يقرب منك .
أجابنى بسخرية وقال ونسيت اهم حاجة إنى أعمى مبشوفش .صاح پغضب فاهمة يعنى ايه مبشوفش .بس انت هتفهمى ازاى وانت مش حاسه بي ولا بۏجعي .
ضحكت أنا تلك المرة وقلت بثقة ومين قالك انى مش فاهمة وجعك. بس تقدر تقولي ايه اللى حصل عشان ده كله لم أنتظر منه إجابة وأكملت أنا 
أقولك أنا انت اه اتعميت بس عندك أصحاب ممكن يساعدوك .صحيح انت مهندس وعينك مهمة فى شغلك بس ممكن تقول تصورك للحاجة وحد قريب منك ينفذها. بس ليه تعمل كده طبعا لازم تشيل الكل ذنب اللى حصلك . تخلى واحد زى دكتور سالم حزين وبيمووووت عشانك . اصحابك اللى بيحاولوا يطلعوك من اللى انت فيه تبعدهم عنك . ارتفع صوتي وأكملت إيه يعنى اللى حصلك على الأقل انت ليك عمليه ممكن تتعمل وتشوف بعدها بس حضرتك اللى رافض .عرفت بقى ليه بقول عليك جبان يا باشمهندس. 
صاح پغضب لا انت متعرفيش حاجة متعرفيش يعنى ايه تحسى بنظرات الشفقة من اللى حواليكي. 
رددت عليه دون وعى على الأقل انت بتحسها لكن أنا بحسها وبشوفها .تعرف أنا لو كنت اتعميت كان عندى أهون من اللى بيحصلى . على الأقل ساعتها مش هبعد أصحابى عنى لو حاولوا يساعدونى هحاول أقف من تانى عشان عيلتى . ممكن أحس فعلا أنهم بيشفقوا علي بس لما يلاقونى كملت مش هحس بده منهم . بدل مانا
بشوف نظرة إشمئزاز ياريتها تكون شفقة وانا هبقى مبسوطة . تصدق انت فى نعمة مش حاسس بيها. 
صمت حل على المكان لا أسمع غير صوت أنفاسي المتلاحقة وكذلك أنفاسه هو .
وجدت نفسي أخرج من الغرفة دون كلام .حتى أنى ذهبت لمنزلي دون الرجوع لدكتور سالم مرة أخرى . 
احتللت غرفتي ولم أسمح لأحد بالدخول علي. فلأول مرة تتملكني الحيرة واللوم .نعم ظللت ألوم نفسي على ما خرج من فمي من كلمات. فكيف أقول لشخص أعمى أنت بنعمة بعد أن كان يرى النور كيف أصف ظلامه بالنعمة 
نعم هو للراضي بقضاء الله نعمة ولكن هو ساخط يريد يدا تخرجه من صحراء سخطة لنعيم الرضى بقضاء الله . 
وكانت حيرتي بسبب كلماتي عن نفسي . ظللت أفكر وافكر .كيف سأواجهه غدا ولكني رغم ذلك رددت على نفسى بأنى لابد أن أكمل الطريق .وتذكرت رؤياي وأن طريقي له ملئ بأشواك الصد من جانبه ولكني سأظل أمد يدي مرارا وتكرارا حتى يلتقطها.
ذهبت لعملي فى اليوم التالي وجدت دكتور سالم بإنتظاري وعندما رآنى أشار لي أن أتبعه لغرفة مكتبه.
وقفت أمامه كالمذنبة فبالتأكيد قد إشتكى منى ابن أخيه ومن الممكن أن يعفيني من علاجه النفسى. كنت أنكس رأسي ارضا حتى قال لي مالك فيه إيه
نظرت إليه وقلت بهدوء منتظره كلام حضرتك. 
وياللعجب لقد وجدت إبتسامة على وجهه ثم قال أنت متعرفيش أنا مبسوط إزاىإمبارح حبيب مبطلش كلام عليكي. ضحك بقهقهة وقال هو صحيح كلام مش لذيذ يعنى بس كون أنه اتكلم كده عنك حتى لو بعصبية يبقى انت لفتي انتباهه وكده يبقى هو ممكن يستجيب معاكى بسهوله. 
وقف من على كرسيه ثم اتجه إلي وهو يقول تعرفى أن اى دكتور كان بيروحله حبيب مكنش بيرد عليه أصلا لغاية الدكتور مايعتذر . عشان كده أنا موافق على اى حاجة هتعمليها معاه .المهم أنه يتكلم ويطلع اللى جواه وساعتها ممكن نقنعه أنه يعمل العملية.
خرجت من مكتب دكتور سالم وأنا أشعر بالسعادة. نعم فسأظل خلف هذا الحبيب حتى يستجيب. 
أنهيت عملي أولا وتعمدت ألا أذهب إليه إلا متأخرا طرقت بابه وانا اعرف انه لن يسمح لأحد بالدخول .ولكن رغم هذا فتحت باب الغرفة ودخلت عليه فكان يجلس بأريحيه يضع ظهرة على قائمة التخت وكأنه يفكر بأمر ما. لم يتحرك من مكانه ولكنه قال بفظاظة قلت مش عايز حد يدخل عندى.
جلست بجوارة

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات