رواية رائعة بقلم الكاتبة سلوى عليبة
متوقعه أن يرفض الحديث معى ولكن كونه رد على سؤالي فهذا معناه أنه تجاوب معى .نعم فتلك هى طريقتى معه للعلاج .وهى المواجهه.
أجبته بثقة أعرف عنك اللى محتاجة أعرفه .ومنها انك مهندس شاطر فى شغلك وعندك عمك وعيلتك اللى بتحبك .وانك عصبي ومبتسمحش لحد يقرب منك .
أجابنى بسخرية وقال ونسيت اهم حاجة إنى أعمى مبشوفش .صاح پغضب فاهمة يعنى ايه مبشوفش .بس انت هتفهمى ازاى وانت مش حاسه بي ولا بۏجعي .
أقولك أنا انت اه اتعميت بس عندك أصحاب ممكن يساعدوك .صحيح انت مهندس وعينك مهمة فى شغلك بس ممكن تقول تصورك للحاجة وحد قريب منك ينفذها. بس ليه تعمل كده طبعا لازم تشيل الكل ذنب اللى حصلك . تخلى واحد زى دكتور سالم حزين وبيمووووت عشانك . اصحابك اللى بيحاولوا يطلعوك من اللى انت فيه تبعدهم عنك . ارتفع صوتي وأكملت إيه يعنى اللى حصلك على الأقل انت ليك عمليه ممكن تتعمل وتشوف بعدها بس حضرتك اللى رافض .عرفت بقى ليه بقول عليك جبان يا باشمهندس.
رددت عليه دون وعى على الأقل انت بتحسها لكن أنا بحسها وبشوفها .تعرف أنا لو كنت اتعميت كان عندى أهون من اللى بيحصلى . على الأقل ساعتها مش هبعد أصحابى عنى لو حاولوا يساعدونى هحاول أقف من تانى عشان عيلتى . ممكن أحس فعلا أنهم بيشفقوا علي بس لما يلاقونى كملت مش هحس بده منهم . بدل مانا
صمت حل على المكان لا أسمع غير صوت أنفاسي المتلاحقة وكذلك أنفاسه هو .
وجدت نفسي أخرج من الغرفة دون كلام .حتى أنى ذهبت لمنزلي دون الرجوع لدكتور سالم مرة أخرى .
احتللت غرفتي ولم أسمح لأحد بالدخول علي. فلأول مرة تتملكني الحيرة واللوم .نعم ظللت ألوم نفسي على ما خرج من فمي من كلمات. فكيف أقول لشخص أعمى أنت بنعمة بعد أن كان يرى النور كيف أصف ظلامه بالنعمة
وكانت حيرتي بسبب كلماتي عن نفسي . ظللت أفكر وافكر .كيف سأواجهه غدا ولكني رغم ذلك رددت على نفسى بأنى لابد أن أكمل الطريق .وتذكرت رؤياي وأن طريقي له ملئ بأشواك الصد من جانبه ولكني سأظل أمد يدي مرارا وتكرارا حتى يلتقطها.
وقفت أمامه كالمذنبة فبالتأكيد قد إشتكى منى ابن أخيه ومن الممكن أن يعفيني من علاجه النفسى. كنت أنكس رأسي ارضا حتى قال لي مالك فيه إيه
نظرت إليه وقلت بهدوء منتظره كلام حضرتك.
وياللعجب لقد وجدت إبتسامة على وجهه ثم قال أنت متعرفيش أنا مبسوط إزاىإمبارح حبيب مبطلش كلام عليكي. ضحك بقهقهة وقال هو صحيح كلام مش لذيذ يعنى بس كون أنه اتكلم كده عنك حتى لو بعصبية يبقى انت لفتي انتباهه وكده يبقى هو ممكن يستجيب معاكى بسهوله.
خرجت من مكتب دكتور سالم وأنا أشعر بالسعادة. نعم فسأظل خلف هذا الحبيب حتى يستجيب.
أنهيت عملي أولا وتعمدت ألا أذهب إليه إلا متأخرا طرقت بابه وانا اعرف انه لن يسمح لأحد بالدخول .ولكن رغم هذا فتحت باب الغرفة ودخلت عليه فكان يجلس بأريحيه يضع ظهرة على قائمة التخت وكأنه يفكر بأمر ما. لم يتحرك من مكانه ولكنه قال بفظاظة قلت مش عايز حد يدخل عندى.
جلست بجوارة