رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود
.. هتجلطيني يابنت
ارتفعت ضحكات الأخرى من الداخل بينما فوزية فظلت تحاول فتح الباب ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل فجذبت مقعد وجلست أمام الباب تقول بنبرة متوعدة
_ طيب اديني قعدالك اهو أما اشوف هتعرفي تطلعي ازاي من جوا .. خليكي قاعدة عندك
_ عاملة إيه ياست الكل
_ كويسة ياحبيبي .. إنت مالك شكلك مضايق من حاجة !!
_ مفيش حاجة متقلقيش تعبان بس من الشغل هطلع اريح في اوضتي شوية
هزت رأسها بأيجاب وقالت بحنو وهي تضغط على كفه بحب
_ ماشي ياحبيبي ريح دلوقتي وبكرا نبقى نتكلم
هز رأسه بالموافقة في ابتسامة باهتة ثم استدار واتجه نحو الدرج وقبل أن يصعد أول درجاته هتفت أسمهان بنبرة ليست طبيعية
تسمر بأرضه على أثر جملتها .. كيف ليست بالأعلى الساعة الآن تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل !! .. الټفت بجسده ناحية أمه وهتف بنبرة غليظة
_ إزاي يعني مش فوق .. امال فين !!
أسمهان بنبرة واضح عليها الحنق
_ هي مقالتلكش !! .. طلعت من الصبح وقالت إن في واحدة صحبتها عملت حاډث وهتروح تزورها في المستشفى واحتمال تتأخر ولغاية دلوقتي مرجعتش ورنيت عليها مش بترد
_ مش بترد .. وقاعدة برا لغاية الوقت ده ! .. تمام لما ترجع قوليلها إني مستنيها فوق
ثم استدار وصعد الدرج متجها إلى غرفته وهو يخرج هاتفه ويجري اتصال
________________________________________
بها ولكن بلا إجابة منها .. مما هيج عواصفه أكثر فما فعلته جلنار والڠضب المكبوت بداخله منذ لحظتها يبدو أنه سيكون من نصيب فريدة وستحظى بضعف حالته العصبية بالصباح .
دقائق مرت حتى أصبحت ساعة كاملة !! وأخيرا وصلت وكانت وجهتها فورا إلى غرفتها بالاعلى بعد أن أخبرتها أسمهان بأن زوجها بانتظارها بالأعلى وكانت يبدو عليها الحنق والقرف منها وهي تحادثها مما أكد لها أن عدنان هو عبارة عن قنبلة موقوتة بالأعلى وتنتظرها حتى ټنفجر بها ! .
الباب ببطء وخوف ثم دخلت وهي تنظر للجالس على الفراش وهيئته مرعبة رمقها بنظرة دبت الړعب في أوصالها فظلت واقفة مكانها لا تتحرك كالصنم تماما حتى سمعت همسة متحشرجة خرجت منه وهو يسأل بهدوء ما قبل العاصفة
_ إنتي عارفة الساعة كام دلوقتي ! .. الساعة واحدة يا مدام يامحترمة
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت پخوف بسيط
وثبت واقفا وغار عليها كالثور الهائج وهو ېصرخ بصوت جلجل في أرجاء القصر كله حتى أن آدم الكامن بغرفته سمع صوت صياح أخيه
_ أنا مليش دعوة بالزفت اللي بتقوليه ده ولا بصحبتك ولا قرف .. أنا ليا دعوة بمراتي اللي قاعدة برا البيت لغاية الساعة واحدة بليل من غير ما تقولي ومبتردش على تلفونها كمان
كانت أسمهان من الأسفل تسمع صوت صياح ابنها وتبتسم پشماتة في تلك الشيطانة الصغيرة .. بينما فريدة بالاعلى فصابتها نفضة فور صرخته العڼيفة بها وقالت بارتعاد
_ التلفون كان في الشنطة والله ياعدنان ومسمعتهوش
قبض على ذراعها بقسۏة وجذبها إليها وهو يهتف بنبرة مرتفعة وانفعال
_ أنا ليا فترة سايبلك السايب في السايب وبتطلعي وتدخلي براحتك من غير ماتقوليلي وأنا مطنش بمزاجي عشان مش عايزة ازعلك مني .. بس لغاية هنا وكفاية أوي قسما عظما يافريدة لو رجلك عتبت برا عتبة القصر من غير أذني لتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه مني فاهمة ولا لا .. واللي حصل النهارده ده اعتبريه اول تحذير مني ليكي
ثم سكت لبرهة وهدأت نبرة صوته قليلا ليقول بصوت أشبه بفحيح الأفعى
_ مش معنى إني بحبك وإنك اغلي حاجة عندي يبقى تستغلي النقطة دي وتعملي اللي على هواك أنا صبري ليه حدود وإنتي عارفة ده كويس متضطرنيش إني اتصرف معاكي بالطريقة دي تاني ياريت
ثم ترك ذراعها بجفاء ونزع سترته وهو يستدير ويلقيها على الفراش وهو متجه نحو الحمام .. تاركا إياها تقف پصدمة لا تصدق أن هذا هو عدنان الذي طالما كان مثال في الحنان والحب ولم يعاملها بهذه الطريقة قط منذ زواجهم لابد أن تلك الأفعى جلنار هي السبب ! .
أجاب نشأت على الهاتف بتلهف ليسمع صوت الطرف الآخر وهو يقول بحماس
_ عايز الحلاوة الاول بقى ياباشا على الأخبار السكرة اللي جبتهالك دي
_ اخلص ياحيوان .. اتكلم وإلا اقسم بالله أااا ....
قاطعه وهو يقول پخوف وضيق
_ خلاص وعلى إيه ياباشا من غير إلا .. بنت سيادتك موجودة في أمريكا مع الواد اللي اسمه حاتم الرفاعي .. بس مش قاعدة معاه في نفس بيته هو في بيت وهي في بيت وبتشتغل معاه في شركته
_ والعنوان
_ العنوان في