رواية رائعة بقلم الكاتبة ندا محمود
كاليفورنيا .......
هتف نشأت بفرحة
_ استنى اتصال منى عشان اقولك تاجي وتاخد بقية فلوسك
أجاب الآخر بنظرات جشعة وصوت مسرور
_ تسلم ياباشا .. وأنا هستنى اتصالك
انهى معه الاتصال وألقى بالهاتف بجواره وهو يبتسم بسعادة .. وبدأ يعد الخطط الجديدة من الآن فعثوره على ابنته خير فرصة له بكل شيء وليس عمله فقط ! .
_ الفصل الخامس _
كانت جلنار تجلس في حديقة المنزل وتتصفح هاتفها وتشرب كوب اللبن الصباحي الخاص بها وبجانبها صغيرتها كذلك تمسك بكوب اللبن وترتشف منه ببطء .. حتى صاحت فجأة بسعادة طفولية
_ مامي .. خلصت اللبن
نظرت لها جلنار وشهقت بدهشة مصطنعة وهي تبتسم ثم قالت
_ شطورة ياحبيبة مامي
ثم ابتعدت عنها وضيقت عيناها بذهول وهي تحدق في الجهة التي أمامها وتهمس بوجه معالمه جادة ومريبة
_ إيه اللي هناك ده
التفتت الصغيرة فورا برأسها للجهة التي تنظر منها أمها وبمجرد ما التفتت برأسها غارت جلنار عليها تدغدغها في جسدها الصغير بقوة فتنطلق منها ضحكات عالية وهي تحاول الفرار من أمها وتارة يمتزج ضحكها بصړاخ .. حتى تركتها وهي تبادلها الضحك وثبت هنا جالسة بعد أن التقطت أنفاسها من شدة الضحك وقالت وهي تلتصق بأمها
اختفت ابتسامة جلنار وقالت بخفوت
_ بابي أول مايفضى هيكلمنا ياحبيبتي
_ طيب احنا إمتى نرجع بيتنا
اطالت النظر في أعين ابنتها الحزينة وقالت بأسى
_ مش عارفة
أطرقت الصغيرة رأسها لأسفل بيأس ثم عادت تستكمل اسألتها
_ بابي قاعد مع تيتا وطنط فييدة
_ هنا أنا قولتلك كذا مرة ياحبيبتي طنط فريدة مش بتحبنا خالص
اتسعت عيني الصغيرة وقالت بتعجب
_ يعني طنط فييدة وحشة
مسحت
جلنار على وجهها وهي تزفر بخنق ثم أجابت على ابنتها بحزم
_ أيوة .. ويلا بينا ندخل عشان الجو برد وكدا ممكن تتعبي
تمسك بيدها كوب شاي وباليد الأخرى قطعة بسكوت تغمرها في الشاي وتخرجها لتضعها في فمها وهي تشاهد التلفاز على إحدى قنوات المسلسلات التركية المدبلجة .. زاد انتباهها وتركيزها على المشاهدة عندما جاء مشهد بين أبطال المسلسل وهم يتشجارون فظلت محدقة بالتلفاز وهي تلوي فمها بقرف من شخصية البطل في المسلسل .. ثم التقطت قطعة بسكوت أخرى وفعلت معها كما فعلت بالأخرى وهتفت بقرف وهي تلقيها بفمها قاصدة بطل المسلسل
سكتت للحظات تستمع لرد البطلة على البطل في التلفاز ثم هتفت بخنق
_ هما إيه المتخلفين عقليا دول .. يابت سبيه هما كلهم صنف عرة والله
وفجأة شعرت بكف قوى نزل على رقبتها من الخلف فانتفضت واقفة والتفتت بجسدها للخلف فوجدتها جدتها صاحت في ضيق
_ هو حد جه جمبك ياحجة بټضربي ليه
اقتربت منها فوزية وهي تشمر عن أكمامها وتقول بوعيد وابتسامة متشفية
_ لتكوني فاكرة عشان غلب عليا النوم امبارح وهربتي مني هسيب اللي عملتيه يعدي بسهولة كدا
ظلت مهرة تتقهقر للخلف وهي تقول بنبرة خائڤة
_ استهدي بالله بس وهنتفاهم .. طب بزمتك إنتي كنتي ترضهالي .. ده عبيط جاي
________________________________________
يتقدم ولأبس بنطلون فسفوري اللون رشق في عيني جابلي حول والله
فوزية بغيظ
_ ياختي بركة !
ابتسمت مهرة ببلاهة بعدما أحست بهدوء انفعال جدتها قليلا ثم تحركت بحذر وخبث نحو جدتها حتى قفزت بجوارها ولفت ذراعيها حول أكتافها تقول بمكر
_ يازوزا أنا مواصفات فتى أحلامي مختلفة
_ أكيد اهطل زيك
مهرة بشفتين مزمومتين
_ لا لا انتي مش هتفهميني وبتستهزئي بأحلامي التافهة
تنهدت فوزية بعدم حيلة ثم اتجهت وجلست على الأريكة لتقول بصوت مرهق
_ يابنتي حرام عليكي عايزة اطمن عليكي وافرح بيكي قبل ما اموت .. انتي أمانة امك الغالية الله يرحمها لو حصلي حاجة هسيبك لمين
إجابتها بسخافة وهي تضحك
_ سبيني لضميري
انحنت فوزية وهمت بالتقاط شبشبها لكن مهرة قفزت وجلست بجوارها فورا وهي ټحتضنها وتهتف بضحك ومرح
_ ټموتي فين بس ده انتي صحتك زي البومب ده أنا قرب يجيلي كساح وإنتي بتجري زي الخيل
دفعتها فوزية بخفة هاتفة بسخط بسيط
_ نقي عليا يا بنت رمضان مش كفاية فقعالي مرارتي عايزة تجيبي اجلي كمان
_ ربنا يديكي الصحة يازوزا ويخليكي ليا .. هو أنا أقدر أعيش من غيرك برضوا
داخل منزل شقيقة أسمهان ....
سارت باتجاه أسمهان وهي تحمل كأسين من العصير الطازج ثم وضعتهم على منضدة صغيرة أمامهم وجلست بجوار شقيقتها وهي تسأل باهتمام
_ لسا مفيش خبر عن جلنار يا أسمهان
هتفت أسمهان بخنق محدثة شقيقتها
_ يعني أنا جيالك يا ميرفت عشان تجبيلي سيرة اللي ما تتسمى دي
ميرفت بعدم فهم
_ أنا نفسي افهم إنتي مش طيقاها ليه .. هي البنت عملتلك إيه دي حتى جيبالك حفيدة زي القمر ماشاء الله
أسمهان بغل وحقد
_ مش طيقاها عشان بنت نشأت