رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
عمها أحطها بين زراعيه يربت على ظهرها ويعتذر كثيرا
_ أنا يابنتي أسف أنت برضه لازم تحسي بيا أنا لما روحت لدكتور قالى حاجات كتير أووى لحد دلوقتى مش قادر أستوعب بس قلبي شايف أنك ياسمين
سامحيني يابنتي أنا مش هاين عليا أسامح اخويا لما الدكتور قالى حالتك كانت ممكن أتعالجت من زمان زعلت وقلت أزاى أنت اسحملتى كل دا
أنت بطلة ياياسمين بطلة انا والله ليا الشرف انك تكون بنت أخويا بدون أى حاجه عارفه ليه
لأنك كنت عارفه اللى فيك وكنت عايشة وبتنجحي شاطرة فى كرة القدم والدراسة وجايبه مجموع كبير مش اى حد يجيبه
قالها العم ناجى وهو يربت على كتفيها ويحاول كتم الدموع فهو يريد أن يكون قويا لكى يكون داعما لها فلم يكن لها ذنبا فى أى شئ
فأردف
_ أنا معاك فاللى تختاريه بس بشرط
رفعت ياسمين رأسها اليه وعيناها تسبح فى غيوم ضبابية
فابتسم وهو يقول
_ تعرفي امبارح عملت ايه
روحت قدمت ليك فى كلية الهندسة
بدون ليه ولا لا أنت هتكملى تعليمك و هعوضك عن كل حاجه شوفتيها
_ بدون بس
_ طب سبني وقت أفكر
ربت العم على كتفيها وهو يبتسم ويميل رأسه بايجاب وخرج من الغرفه ويرمقها بنظرات تؤلمه أكثر
فحينما عرف بهذا الامر شعر أن صخور الدنيا حطمت جسده وهلكته فما يخشاه تقبل المجتمع لها ومستقبلها المجهول
أرتفع القمر يضئ خلايا وجنتيها الحمراء ويرطب عيناها الزرقاء وهى تمشي على الطريق بمفردها ذاهبه الى بيت رامي بعد تسللت من وراء عمها
ماذا ستكون رده فعله هل سيبتعد عنها أم يشفق عليها أن تخيرت بين هذين الامرين لاختارت الشفقة
وبعد أن وجدت رامي فى المنزل وقد باد عليه الحزن هو الاخر
_ انا جتلك البيت كتير كل لما اروح يقولولى انك مش موجود بجد زهقت منك انت ضاع من اول ماتش
_ معليش يارامي كنت تعبان والله
تنهدت ياسمين وهى تميل رأسها بايجاب
و طلبت منه الخروج فى نزهه فوافق فورا لكنه ذهب واخذها معه الى جده بسيارته
مرت ساعه كامله فى الطريق فدهشت وهى تنظر الى خريطه السيارة
_ انت رايح فين بقالنا كتير وبعدين الخريطه دي جايبه على ساحل البحر ليه
_انت رغاي اووى النهاردة ليه وبعدين لسه قدامنا ست ساعات
قام رامي بزيادة سرعه السيارة پجنون وقال
_لو مسكتش هزود انا بقولك اهو
_ خلاص يخربيتك هتموتنا
عضت ياسمين على شفتياها بضيق تفكر بعمها فقد تأخر الوقت كثيرا
مرت سبع ساعات حتى اشرقت الشمس فلم تستطيع ان تطرد النوم من عيناها فاستسلمت له
طوال الطريق ورامي يقوم بمراقبتها ويتصفح وجهها بغرابة حتى جاءت سيارة كانت ستطيح بهم لولا انتباه رامي فى اخر دقيقة
فاستيقظت ياسمين
تتأوه اثر اصطدام رأسها بالباب ولكنها اكملت نومها مرة اخرى بسبب الارهاق الشديد
وعند الوصول الى منزل الجد
كانت الشمس وصلت لمنتصف السماء تخفيها السحب تارة وتظهر اشعتها تارة اخرى وصل صوت الشاطئ الى اذناها لتستيقظ داهشة انها نامت كل ذلك الوقت
كان المنزل صغيرا بلون اللبني يوجد على ساحل البحر يملك فناء واسعا وارضيته بالعشب الاخضر وشجرتان أحدهما موز والاخرى تفاح
وشرفه كبيرة فى المدخل
كانت ياسمين تنظر الي البيت بعجب فالشمس بقرصها الكبير تنعكس داخل عيناها ونسمات البحر تأتى اليها مسرعه بنعومة على كافة جسدها أمام المنزلمما يمرر داخلها بالهدوء والراحة فالنسمات تحتضن جفونها التى انتفخت من كثرة البكاء تشعرها بالاسترخاء
_ ازيك ياكبير ايه الاخبار
هتف بها رامي وهو يحتضن جده بعناق اشتياق فرد علي الجد
_ ياوحش ياواد ياوحش لسه فاكر جدك
_ ماانت عارف بقي اللى فيها يا كوكو
دا اسلام صحبي
_ اهلا وسهلا بيك ياحبيبي أنيست وشرفت قالها الجد لياسمين وهو يقوم بمصافحتها وينظر اليها بغرابة
وبعد أن جلست ياسمين فى حديقه المنزل تتصفح الزهور والاشجار وتنصت الى صوت البحر سحب الجد رامي الى الداخل وقال له
_ جايب ياخويا الولد الحلو دا منين مش عارف تجيبه لتوفى أختك
_توفى ايه ياجدي دلوقتى أأأأأه صحيح توفى الواد اسلام دا مفيش زيه أزاى أنا مفكرتش فى حاجه زي دى
_
عيل أهبل زي ابوك المهم شكلك مش عجبني انت مبتجيش ليا غير فى المصاېب
ايه المصېبه اللى عملتها
_ ليه ياجدو تقول كدا أنا جايا اطمن عليك
_ اهى نبرتك دى بتقلقنى أصلك ندل متعرفش حد غير فى المصلحة
تنهد رامي وهو ينظر الى جده فجده قادر على قراءة مابداخله بنظر واحده لكن هل يخبره بما لا يستطيع أن ينطق به
تنهد رامي وقال بعدين خلينا دلوقتى نهوى نفسنا
_ ماشي ياخويا أنا طالع أنادى توفى
ابتسم رامي وهو يتابع جده وفكر فى توفى فى أخته الصغيرة التى أنجبها والده من زوجة اخرى ومن ثم تخلت عنها والدتها لتقتن معهم لم تحب توفى والدة رامي والحياة معهم وبقت مع جدها ولأنها كانت تكره المدرسه فتوقفت فى المحله المتوسطه
رجع رامي