رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
يقف مبتعدا عن المنزل بعدة خطوات
وقالت وهى تجلس بجانبه فى السيارة
_ شكرا ياسيف على كل حاجة أنت ساعدتني جامد
_ مساعدة بجد لو بتعتبرى الحاجات البسيطة دي مساعدة فدا مش نيتي خالص
_ نيتك اللى هى ايه
_ هتعرفي قريب بس عاوزك تعرفي
أنك أجمل بنت شافتها عنيا طول حياتي
لم تستطع ياسمين أن تخبره بحقيقة ماتشعر بيه أمامه فهى تراه صديقا عزيزا ولأنها تشعر بالخجل أكتفت بقول
_ سيف أتمنى متتعبش نفسك وتبعتلي الصناديق دى تاني
_ صناديق ايه تقصدي الحاجات اللى هتجيلك بصي
_ قالت ياسمين مقاطعة
_ انا هقبل الحاجت دي وبعد كدا مش هقدر أخدها فياريت بلاش
_ هاه أكيد أدم كان هناك بيشترى للبني الحرمية طرحة قالتها ياسمين پغضب وهى تنام بغرفتها وتكز على أسنانها وهى تفكر كيف تأخذ من لبني المال حتى دار النوم داخل عيناها بغباره
أختارت أن تأتى اليها الحاجات فى ميعاد لا يكون به أحد بالمنزل وتكون هالة معها فقط وقامت بإخبار العم عبده بأن تلك الاشياء تخص هالة صديقتها
وبالفعل قامت هالة بأخذ بعض الاشياء معها وهى ذاهبة
وعند الذهاب الى الجامعة فى اليوم التالي رأت رامي ينتظرها فى مقعدها الدائم طوال المحاضرة يمهس اليها بكلمات متقطعة تصل اليها بوضوح ويعطي اليها ورقة بها عدة طيات فرانت الى يده لتراها فارغة من خاتم زواجه الماسي
ركبت سيارة أجرة لتصل الى العنوان لتراه
واقفا فى الاسفل المبني ينتظرها
_ أنت مچنون عاوز تدخلنى شقة أذكرلك فيها أنت فاكر أنى معرفش نيتك السودة
_ قولتلك قبل كدا أنك أخر واحد ممكن ابصلك
تابع رامي نظراتها الغاضبة فقال مصححا لكلامه
زفرت ياسمين بقوة وهى تنظر الى المبني ولمحت لافتة الكافية وقالت
_ خلينا نخلص أنا لازم أروح بعد شوية
وبعد أن صعدت ياسمين الى سطح ذلك المبني رأت أن الكافيه يملك منظرا خلابا من ارتفاعه الشاهق ورائحة رياحه العطرة التى تشرح الصدور ومنظر الشمس الغائبة تحت السحب الخفيفة
فقام من مجلسه الذي هو أمامها
_ عشان أفهم أنت بتقولى ايه كملى كملى
فتنهدت ياسمين تريد ان تنتهى من شرح المادة له خاصة أن الامتحان على الابواب
فقال رامي مقاطعا لها وهو يضع يده على وجنتيه
_ بتعملى شنبك بإيه ولا حلاقة
زفرت ياسمين بقوة منه ومن جراءته وما إن جاءت لتسبه لفظيا رأت أن عيناه متسلطة على شفتاها فشعرت بالتوتر وقامت باخراج مرآة صغيرة من حقيبتها تنظر الى وجهها
_ مش مفروض أنك بنت بقي تعملى زي الستات بلاش الحلاقة عشان الزرع نبت قبل أوانه
فقالت ياسمين بدون وعى
_ مستحيل
فذهبت الى الحمام وعلى وجهها العبوس
وعندما عادت اليه
_ روحتي حلقتيه هاهاها مش قادر بجد مضحكتش كدا من زمان يا اسلام
أحم أحم أقصد ياسمين
لم تعيره ياسمين أى أنتباه وأقبلت تتحدث عن المادة والأرقام وتقوم بعرض الاسئلة عليه وتنتظر إجابته بالرقم الناتج فظل صامت يتفقد عيناها
فاجابت هى بالرقم الناتج فقال مقاطعا
_دا رقم بتاعتك صح هو السلكون دا عبارة عن ايه بيبقي طبيعي
_ مشفتش فى بجاحتك وقلة أدبك ياأخى أنا بجد عاوزة أعرف أنت دخلت هندسة أزاى
أقترب منها وهو يتنهد ويخرج أنفاسه الساخنة فى وجهها لتبتعد عنه قليلا وملامحها بالكامل تطلق السباب له الذي أجاد فهمه على الفور
_ أبويا اللى حكم عليا ان ادخلها أنا كان نفسي أدخل فنون جميلة تعرف انى مدخلتش امتحان الثانوى اصلا
شعرت ياسمين بالشفقة عليه وقد تذكرت كلماته بشأن والده وعلى شدته معه فقالت بسخرية
_ تستاهل أحسن
_ ياسمين
هتف بها رامي لتنظر اليه ياسمين متفاجأة بأنه نطق اسمها لأول مرة بتلك الطريقة الرطبة
فأردف رامي
_ فاكرة لما شدتيني من قدام العربية فاكرة
بقولك
هحس بايه أنك بنت فعلا ولا ولد أنا عندى فضول
همس بها بالقرب من أذناها لتقف پغضب وتقول
_ أنت هتفضل تييييت كدا طول عمرك مش هتتغير بقي
أرحم نفسك
قالتها ومن ثم خرجت من أمامه مسرعة وعيناه تنظر اليها بغرابة
طل القمر بدرا برياح الخريف التى تعشقها أنفها جلست فى شرفتها تتابع النجوم وتترك الرياح تحتضن وجنتيها الحمراء ترطبها بنسماتها
سمعت هتاف العم عبده وهو يشير اليها من فناء المنزل لترى أن الساعي أتى اليها بصندوق لكن أقل حجما من المرات السابقة
ذهبت اليه مسرعة واقبلت تتفقد محتوي هذ الصندوق وهى تحدث نفسها
_ أنا مش قولت ياسيف متجبليش حاجة انا بدات أحس انى تقيله عليك
فتحت الصندوق وهى تمرر يدها داخله لترى زهور حمراء تترك اثر بالحمرة على يدها كلما ټلمسها
وتملك رائحة لعطر