رواية رائعة بقلم الكاتبة سارة منصور
السعيدة
وبعد أن إستسلم العم لنظرات ياسمين التى كانت عيناها تخرج القلوب المحبة الى ادم والى سعادتها التى لم يراها فى عيناها من قبل قال لولده أدم
_ انا موافق بس إسمع الكلام دا يا أدم
ياسمين دى بنتي وأنت ولا حاجة عندي انت عيل دلوقتى جاى ټخطف بنتي منى فا والله العظيم لو زعلتها لأخدها منك وما عت أرجعها ليك ابدا واسيبك مرمي
_ ياسمين قبل ماتكون بنتك هى عنيا وقلبي اللى هحافظ عليهم ومستحيل أخلي اى حد ېخاف عليها أكتر منى
_ أنت بتعاندني ياواد طب أجرى معندناش بنات للجواز
شعرت ياسمين لأول مرة أنها بين عائلتها وأنا عمها هو الأب الحنون الذي ېخاف عليها ويريد أن تكون السعادة من نصيبها
والأن عمها ناجى و أدم هم كل حياتها
انهمرت الدموع من عيناها بغزارة وهى ترى حب عمها الخائڤ عليها من ادم إبنه فلذة كبده
وأدم الذي كانت عيناه بها حب العالم بأكمله و
فقال العم وقد أشفق على ياسمين من رؤيتها تبكي بهذه الطريقة
أما أدم كان يعانقها ويربت على ظهرها حتى تتوقف عن البكاء ولم يعلما أنها دموع السعادة
وبعد شهرا كاملا
لم تريد ياسمين أن يكون لها فرحا كبيرا
فتم تجهيز لها زفافا نهاريا على شاطئ البحر فى قاعة صغيرة على رمال البحر
تخطو فيه بفستانها الابيض البسيط مع حمرة شعرها
مع أدم الذي كان يرتدي ملابس الشاطئ
_ كدا يا أدم تخلى منظرى وحش قدام هالة فيها ايه لما تلبس بدلة مش فرحك برضه
_ معلشي ياحبيبتي أنا بخاف على بدلى وكمان دا رمل هلبس جزمة إزاى
_ هاااه
يعني كمان مش لابس جزمة انت عاوز ټحرق دمي وخلاص
ولم تتوقف ياسمين عن إطلاق السب وتقوم بعض كتفه غيظا
فقد تبلل الفستان تماما وتدمرت مساحيق التجميل
تحت أنظار هالة ونادر الذين
كانوا يتابعونهما من بعيد
فقالت هالة لنادر بجدية الذي كان يتناول العصير ويراقب البحر
_ اية اللى إنت لابسه دا حد يلبس ترنج فى فرح
_اااه صحيح الله يكون فى عونك ياياسمين مش عارفه هى مستحملانا إزاى
الحمد لله أن باباك اللى لابس ومظبط نفسه تنهيدة
نادر بقولك إيه تتجوزنى
دهش نادر من كلمتها المفاجأة فخرج من فمه العصير على وجهها مندفعا بغزارة
فانقلب وجهها الى العبوس وهى مغلقة العينان
فأخرج نادر منديلا يمسح به وجها وهو يقول
_ هفكر
_ إبعد ياتيييت
حات المنديل دا
بص ياحبيبي أنا مش فاضية إيه هفكر دي
بالڠصب بالرضي هتوافق وأنت عارف انى على قلبك
إبتسم نادر لها وهو ينظر الى إنفعلات وجهها اللطيفة فكم يحب أن يجعلها تغضب
وأعمل كل اللى عاوزه موواة
فقالت ياسمين
_ إهدى بس يا أدم عاوز أقولك على حاجة مهمة
مش مفروض أصلا تقولى كلام حلو الأول
توقف أدم عن تقبيل زراعيها وقال وهو ينظر الي عيناها بتأمل وهو يتنهد أمام جمالها وسحر عيناها الامعة
جميلة كالقمر تملك رائحة الغسق لون وجنتيها حليب بكرز
ينبثق
من فاها العسل يغار منها الزهر
هرب البحر الى عيناها وطل الورد على شعر تلك القمر سړقت غرتها كل من نظر تملك من الجمال مابين الشمس والقمر ترى الفضاء فى عيناها شاسعا فزهرتي ليست من البشر
فقالت له
_ أدم أنا بالنسبة ليك إيه
_حته من قلبي
_أدم
_ ايه ياحبيبي
_ عندى ظروف
نظر اليها طويلا بدهشة حتى صاد الصمت للحظات وهى تجلس بجانبه فى الفراش ويقول
_ الف سلامه ياحبيبتي بس قدامك كم يوم
_ سبعة
_ إيه
وبعد عدة دقائق
نظر الي يديها التى تتشابك مع يده ويتذكر أول يوم ذهب فيه المدرسة عندما دخل إسلام الأتوبيس الخاص بالمدرسة يجلس بقربه وهو يبتسم بعيناه اللطيفة ويقوم بمسك يده وهو يقول
ماما قالتلى ابقي معاك على طول واروح معاك ياأدم
نزلت من عيناه دمعة وهو يقول لياسمين
_ تعرفي أنا بحبك من أمتي يازهرة الياسمين
شعرت ياسمين بتلك الدمعة التى سقطت على يدها من عيناه وهى تقول
_ من أمتى ياحبيبي
_أول مرة شوفتك فيها ولحد دلوقتى
فاكرة لما كنا صغيرين ولما انت مسكت ايدي فى الباص وانا لويت دراعك عشان تبعدى وانت عيطت
فى لحظة دي انا ندمت جدا
أنت كنت عاملة فى حياتي زى الحاجة الحلوة اللى قدامى ومش عارف أطولها عشان كدا على طول كنت بحس بالنقص
حياتى مكملتش غير بيك يياسمين أنت كل حياتي
تعرفي أنى قعت فترة كبيرة أروح لأكتر من دكتور نفساني عشان أتعالج
لو كنت أعرف بحالتك من بدرى كان زمانك بين إيدي من زمان
وفى الصباح الباكر
إستيقظ أدم ليرى الفراش بجانبه خاليا من ياسمين وبداخل يده ورقة معطرة
فتحها وقام بقراءة كل حرف بقلبه قبل عيناه
دعنى أسبح فى سحب عيناك لعلى أطير إليها وأسكن
لا توقظنى من شرودي أخشي أن يكون حلما حسن
عانقنى