الجزء الرابع من رواية ياسمين عزيز
مكانش قصدي.... أمسكها من كتفيها يهزها برفق مقاطعا كلامها صارخا بنبرة غاضبة بقى بتقولي إنك حتطلقيني قدام صاحبتك و كأنها كلمة عادية ملهاش اي معنى..... للدرجة دي هاين عليكي كل اللي بينا.. هان عليكي الحب و العشرة.... حتى لو مكنتيش بتعنيها.... حتى لو كنتي بتهزري المفروض كلمة زي متنطقيهاش على لسانك... لو كنتي... بتحبيني بجد مكنتيش قلتي كده . إغرورقت عينيها بالدموع و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا نافية مايقوله قبل أن تهتف بصوت مخټنق لا و الله انا بحبك... تركها لترتد قليلا إلى الوراء شاهقة بقوة لتتمسك بطرف السرير إلتفت شاهين نحوها بسرعة يتفحصها بقلق ظنا منه أنه قد دفعها بقوة دون قصد منه..... إرتدت ملامحه ثوب اللامبالاة من جديد هاتفا باستهزاء لا باين... باين اوي بأمارة الكوابيس اللي لسه بتجيلك كل ليلة...نظرات الړعب و الخۏف اللي لسه بشوفها في عينيكي كل ما قرب منك... بالرغم من كل حاجة عملتها على شانك لسه مش قادرة تتجاوزي اللي حصل زمان.... أنا كل يوم بعتذرلك و بتاسفلك و بحاول أعبرلك على ندمي و اعوضك بأي طريقة.... إتغيرت كثير على شانك... كل همي إنك تنسي و تحاولي تحبيني.. مش طالب غير حبك.. بس للاسف لسه الحال زي ماهو من ثلاث سنين..... أغمض عينيه بقوة وهو يوليها ظهره... لا يريد أن تأثر عليه بدموعها و بكائها رغم أن اكثر شيئ يكرهه في هذه الدنيا هو رؤية دموعها و حزنها. تنهد بصوت مسموع قبل أن يضيف كاميليا انا حسافر أمريكا الاسبوع اللي جاي عشان عندي صفقة مهمة.. ححاول ابعد الايام دي عشان ترتاحي و تهدي أعصابك...وتفكري بهدوء أنا عارف إني قسيت عليكي بالكلام بس ڠصب عني كان لازم اقلك كل اللي جوايا.... مسحت دموعها بقوة قبل أن تسارع بخطواتها لتعترض طريقه... وقفت الصغير أمامه قبل أن يصل أمام باب الغرفة رفعت رأسها تناظره بعينيها الدامعتين قائلة برجاءمتمشيش...إستنى إنت رايح فين هز حاجبيه قائلا بتعجب و إنت من إط مش عايزانى أروح ليه . تحدث بصوت بطيئ صبور رغم علمه بتهربها من أسئلته...محدقا بها بنظرات متفرسة لكل إنش من وجهها الفاتن رغم إحمرار عينيها ووجنتيها بسبب بكائها قضمت شفتيها بتوتر غير عالمة بتأثير تلك الحركة العفوية عليه.... مس حسيبك المرة دي غير لما تصارحيني بكل حاجة.... إحنا بقالنا اكثر من ثلاث سنين متجوزين.... بس دايما بحس إنك بعيدة عني لسه نظرات الخۏف بشوفها في عنيكي في كل مرة .... حاسس إنك مش مرتاحة معايا...تصرفاتك بتقول كده مثلا و لامرة سألتيني رايح فين و إلا كنت مع مين مش بتغيري عليا زي بقية الستات...مفيش مرة طلبتي مني حاجة كأنه مش من حقك حتى لما بتحبي تروحي لبيت أهلك بتبعثيلي فادي علشان يقلي... إحكيلي مالك...بصيلي في عينيا و تكلمي قولي كل اللي في قلبك مين غير خوف ولا قلق... إحنا لازم نصارح بعض عشان نقدر نكمل حياتنا بشكل أفضل .... مفيش قدامك حل غير داه عشان إنت عارفة إني مستحيل أسيبك..... إستجمعت انفاسها المسلوبة منها بسبب محاصرته لها خاصة بعد أن تأكدت من إصراره على جعلها تصارحه بالحقيقة... بسطت أصابعها المرتعشة فوق صدره تحارب بكل قوتها حتى لاتنهار أمامه فكيف ستخبره أنه محق في كل ماقاله... و انها لازالت تخشاه...تخشى شاهين الألفي.... نطقت أخيرا بعد صمت طويل ليخرج صوتها خاڤتا مرتعشا و متذبذباأنا...أصل... أنا لسه بخاف منك... شوية يعني لما بتعصب او تصرخ حتى على الولاد...عشان بفتكر زمان لما كنت بتصرخ عليا و كنت يعني پتكرهني...انا و الله مش بإيدي بس ڠصب عني مقدرتش انسى إاللي حصل معايا أنا عارفة إنك بتحاول بكل جهدك إنك تنسيني اللي فات بس للاسف مقدرتش مع إني مسامحاك...لكن إنت عارف إن يعني.... اللي حصل مكانش سهل.... رفعت عينيها قليلا لتجده ينصت لها باهتمام و هو يشير لها بعينيه ليحثها على إكمال كلامها دون أن يقاطعها لتستأنف حديثها من جديد الاڠتصاب هو أسوأ حاجة ممكن تحصل لأي بنت... و حتى لو فاتت عشرين سنة مش حقدر أنسى اللي حصل...انا كل حاجة حصلت معايا بسرعة أنا جيت اشتغل هنا و بعدها بأقل من شهر إتجوزنا مكنتش فاهمة حاجة... إنت كنت پتكرهني و بتعذبني مين غير سبب...تعودت على قسوتك و على نظراتك المشمئزة مني و بعدها قلتلي إنك عاوز تبدأ حياة جديدة معايا و انا مكانش عندي إختيار.. عشان إنت وقتها مخيرتنيش إنت بس قررت و انا كالعادة لازم أنفذ.... أنا تعودت