الجزء الرابع من رواية ياسمين عزيز
البيبي.....
تحولت ملامح وجه عمر هاتفا بقلق مالها
هبة يا أيهم هو في....
أجابه أيهم بعد أن قاطع بقية حديثه متخافش
هي كويسة و البيبي كمان كويس بس
دي فحوصات روتينية لأي ست حامل...
يعني
مفيش قلق و لا حاجة يلا انا مروح
عايز حاجة....
عمر بامتنان شكرا يا أيهم بجد مش عارف
من غيرك كنت عملت إيه
أيهم بابتسامة متقلش كده داه إحنا إخوة
قبل ما امشي
عمر بنفيسلامتك يا صاحبي....
ايهم هو يلتفت لينزل الدرج يلا سلام
و متنساش تكلم شاهين و طنط فريدة دول
حيفرحوا اوي...
عمر وهو ينظر في اثره ماشي.. مش حنسى
تصبح على خير...
نزل أيهم الدرج راكضا متجها لخارج الفيلا
نحو سيارته حتى يعود لمنزله لكنه توقف
فجأة بعد أن سمع رنين هاتفه....
جميع أفراد الأسرة مجتمعين في الصالون
يتسامرون كعادتهم محمد و سيف أميرة و
كاريمان و بجانبها صفوت البحيري يلاعب
حفيده أيسم....
فجأة سمعوا صوت صړاخ في الطابق العلوي
و تحديدا في غرفة أيهم... اسرع محمد
و سيف نحو مصدر الصوت لكنهم ظلوا
واقفين أمام غرفة أيهم غير قادرين على الدخول
محمد بصړاخ و هو يقرع باب الغرفة
إلتفت سيف وراءه ليجد أميرة التي
وصلت للتو ليدفعها للداخل قائلا
بصړاخ بسرعة يا أميرة أدخلي شوفي مالها
وصلت كاريمان هي الأخرى لتدلف
للداخل تطمئن على زوجة إبنها اللتي
كانت تصرخ و تبكي دون توقف....
كاريمان و هي تنحني نحو ليليان
الجالسة أرضا تنظر حولها باڼهيار حبيبتي مالك إيه اللي حصل و خلاكي بالشكل داه
حالة إنهيار تام أيهم... سابني يا طنط
سابني من ثاني
لطمت كاريمان صدرها شاهقة بقوة
و هي تنظر لاميرة التي لم يكن حالها
بأفضل من حال والدتها اتردد بتلعثم
أيهم ماله حصله حاجة
أجابتها ليليان من بين شهقاتها أيوا يا طنط
سابلي ورقة زي المرة اللي فاتت و قلي
إنه راح و مش حيرجع....
نظرت كاريمان لاميرة من جديد و هي
تبكي پعنف دون توقف قائلة أميرة
روحي كلمي أخوكي و شوفي إيه الحكاية
أميرة و هي تقف من مكانها حاضر يا ماما
أنا حكلمه دلوقتي....
عادت كاريمان لتهدأة ليليان بينما غادرت
أميرة الغرفة لتجد سيف و محمد ينتظران
أمام الباب بقلق بينما والدها يقف غير بعيد
عنهما يحمل حفيده الذي بدأ بسؤاله عما يجري
محمد باندفاع حالما رأى أخته أمامه ليليان
مالها يا أميرة كانت بتصرخ ليه
هزت أميرة كتفيها بجهل قائلة مش عارفة
يامحمد... حالتها غريبة اوي بتصرخ و بتقول
إن أيهم سابلها ورقة و قال إنه راح
و مش حيرجع ثاني.. انا مش فاهمة
حاجة.... حروح أكلم أيهم دلوقتي
افهم منه إيه اللي حصل... انا نسيت
تلفوني تحت في الصالون...
أوقفها سيف الذي أخرج هاتفه من جيبه
قائلا بتوتر أنا حكلمه خليكي.....
وصله صوت أيهم السعيد قائلا سيف
باشا...اكيد وحشتكم انا عارف القعدة
مين غيري ولا.....
سيف مقاطعا إياه بصوت عال أيهم إنت رحت
فين
أيهم بنبرة متحمسة كنت عند الواد عمر
و دلوقتي راجع البيت لما اوصل ححكيلك .
سيف بجدية و قد هدأ قلقه بعض الشيئ
طب تعالى بسرعة متأخرش...
أيهم و قد إستشعر نبرة أخيه الغريبة
في إيه يا سيف.. مالك صوتك مش عاجبني
في حاجة حصلت في غيابي .
سيف و هو يحدق في محمد الذي
كان يشير له بيده لا مفيش متقلقش
بس تعالى بسرعة...
ايهم و هو يفتح باب سيارته بإستعجال
تمام إقفل انا جاي حالا .
أغلق سيف الهاتف ليروي لأخويه و والده
ماسمعه من أيهم ليزيد إستغرابهم
محمد و هو يحدث أميرة ادخلي
قوليلها إن أيهم جاي دلوقتي و إنه
كان عند واحد صاحبه.... يمكن تهدأ
شوية..
أومأت له أميرة قبل أن تدخل للغرفة
حيث وجدت كايمان قد نجحت في
جعل ليليان تقف من على الأرضية
و تجلسها على السرير لتهرول نحوهما
قائلة ماما أيهم جاي دلوقتي ووهو
كان عند واحد صاحبه....
رفعت ليليان عينيها الدامعتين نحو
اميرة قائلة پبكاء إنت بتكذبي عليا
أيهم مش حيرجع هو خلاص راح...سابني
و ساب إبنه مرة ثانية....
أميرة بنفي الله سيف كان بيكلمه
من دقيقة و هو اللي قال إنه حييجي.....
إنحنت أميرة جالسة أمام ليليان تربت
على يديها و هي تكمل حديثها من جديد
و الله دي الحقيقة مش بكذب.... طب
إستني نص ساعة بالكثير و حتلاقيه قدامك....
نظرت ليليان نحو كاريمان الجالسة
بجانبها قبل أن تتحدث بصوت مرتعش
أنا حنزل تحت استناه....
وقفت أميرة من أمامها مؤيدة كلامها
طيب خلينا ننزل كلنا نستناه في الصالون
و هو شوية حييجي....
إستقامت ليليان من مكانها ببطئ بسبب
إرتجاف لتتجه نحو الباب متمتمة
بصوت منخفض و كأنها تحدث نفسها
أنا عاوزة
أستناه في الجنينة...تحت.....
أسرعت أميرة لتوقفها قائلة طيب
ممكن تغيري هدومك قبل ما تنزلي... عشان
إنت....
توقفت عن الحديث و هي تشير ليليان
التي كانت ترتدي ملابس نوم خفيفة
عبارة عن بنطال و قميص حريري
نصف كم
لتومئ لها ثم تتجه نحو غرفة
الملابس بخطوات خاوية لا حياة فيها
و كأنها آلة....
إرتدت اول معطف تجده أمامها ثم غطت
رأسها بحجاب و خرجت لتجد كاريمان
و أميرة تنتطرناها.....
بعد دقائق كانت ليليان تجلس على
احد كراسي الحديقة و نظرها معلق
ببوابة الفيلا و كل دقيقة تمر عليها و كأنها
دهر....أغمضت عينيها پألم و هي تتذكر
كلمات تلك الرسالة التي قرأتها منذ قليل
في حلمها أمامها