الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الجزء الرابع من رواية ياسمين عزيز

انت في الصفحة 35 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

من جديد
و كأنها حقيقة....
لم تستطع تصديق عائلتها التي كانت تحاول
طمئنتها و إزالة تلك الأفكار الحزينة من رأسها
إلا أنها لم تستطع.... كانت خائڤة من إختفاء
أيهم هذه المرة للأبد...تظن انه قد رحل و لم
يخبر عائلته بأمر مرضه..
غير بعيد عنها و تحديدا امام باب الفيلا
الرئيسي يقف سيف بجانب محمد متكئين
على الباب الكبير ينتظران هما أيضا قدوم
أخيهما حتى تنتهي هي المشكلة التي حلت
عليهم فجأة....
سيف بسخرية و هو يفرك كتفيه بيديه
لشعوره بالبرد الستات دول كائنات غريبة
تحس إنهم نقيض من كل حاجة... بصراحة
أنا عمري مافهمتهم...
محمد بضحك و لا أنا بس اهو بنحاول...
صمت قليلا قبل أن يتنهد و يتحدث مرة أخرى بصوت خال من المرح صعبانة عليا بنت عمك دي إتبهدلت اوي في حياتها...لا أم تحن عليها و لا
أب يحميها و إنت فاكر طبعا أيهم زمان كان
إزاي و دلوقتي لما تغير و بقى إنسان ثاني
بردو ما إرتاحتش.....
سيف مؤيدا معاك حق... الظاهر من كثر
الصدمات اللي واجهتها في حياتها عقلها لسه
مش مطمن إنها ممكن تعيش في يوم من الايام
مرتاحة.....
أشار نحوها مكملا بص إزاي قاعدة مستنياه
في الجو داه.... دا انا قربت أتجمد مكاني....
قاطعهم صوت أزيز سيارة أيهم التي دخلت
البوابة للتو ثم توقفت بالقرب من مكان
جلوس ليليان و كاريمان بعد أن تركتهم
أميرة لشعورها الشديد بالبرد...
أسرع أيهم ناحيتهم متسائلا بقلق في
إيه ياماما...قاعدين هنا ليه
نظر حوله ليجد سيف و محمد مقبلين
نحوهم ليعاود التساؤل من جديد
بابا و أيسم و أميرة فين هما كويسين صح
كاريمان بهدوء و هي تتنفس الصعداء بعد
إن رأت إبنها بخير أمامها فهي أيضا لم تكن
مطمئنة بسبب كلام ليليان رغم معرفتها بأن
ماروته لهم لم يكن سوى حلما و لكن هكذا
هو قلب الأم لاتطمئن حتى ترى صغارها
بخير أمامها...
ابوك جوا مع أيسم و أميرة و هما كويسين
متقلقش.. خذ مراتك و إطلعوا فوق هي
بس قامت من النوم مړعوپة عشان ملقتكش
جنبها فقلقت عليك عشان كده جبت
تستناك هنا....رواية بقلمي ياسمين عزيز
صفحتي الوحيدة على الواتباد
رفع أيهم حاجبيه بشك و عدم تصديق خوفا
من أنهم يخفون عنه شيئا تستنوني هنا في
الجنينة
سيف بمرح حكم القوي بقى...
غمزه مشيرا نحو ليليان برأسه ليبتسم
أيهم قائلا طيب خلونا ندخل جوا و نكمل
كلامنا لحسن عندي ليكم خبر بمليون جنيه....
حاوط كتف والدته بذراعه اليمنى و ليليان
بذراعه اليسرى ليسير بهم نحو الداخل
مكملا أنا كنت عند عمر...اصل مراته
طلعت حامل.... لو تشوفو شكله إزاي
و هو بيعيط من الفرحة...كان نفسي أصوره فيديو للذكرى.....
كاريمان و هي تبتسم بفرحة الحمد لله
عمر طيب و إبن حلال و ربنا عوض صبره
خير... و الله فرحتله انا بكره إن شاء الله
حبقى اكلم مراته و أطمن عليها....
سيف بمزاحو انا حبقى أكلمه و أفكره
في الحفلة اللي هو واعدنا بيها لو ربنا
رزقه بطفل....
محمد و هو يدفعه بخفة يا إبني
هو إنت دايما كده همك في كرشك....
سيف و هو يتظاهر بالالم يا عم إيه داه..
مليون مرة قلتلك بلاش كده... إيدك ثقيلة
عيني عليك يا نور يا أختي....
محمد بټهديد مزيف سمعني ثاني إنت قلت
إيه كأني سمعت كلمة نور...
كاريمان ياإبني سيبه داه اخوك الكبير..
أيهم بمزاح كبير بس مخه لاسع...
ركض سيف صاعدا درج الفيلا الامامي
ثم إلتف وراءه قائلا لمحمد بمشاكسة
قلت إن نور مراتك رقيقة و زي حتة
البسكوتة إزاي حتتعامل مع ثور زيك...يالهوي
إلحقوني داه حيفرمني.....
صړخ سيف مهرولا للداخل بعد أن رأى
محمد يركض وراءه كعادته عندما يشاكسه
رغم انه أخاه الكبير إلا أن تصرفاته الطفولية
لاتوحي بذلك ابدا...
جلس سيف بجانبه والده يلهث بشدة ثم
إلتفت بجانبه ليجد أيسم يجلس 
جده شبه نائم ليأخذه برفق حاملا إياه
بين ذراعيه يهدهده حتى لا يستيقظ
نظر لمحمد
و على وجهه إبتسامة مستفزة
و كأنه يقول له تعالى و اكمل ماكنت تفعله....
محمد بحنق بتتحامى في عيل.. ماشي
يا سيف بس اكيد مش حتقعد شايله للأبد....
سيف بغرور ساعتها حتنسى....
محمد مش حرحمك....
سيف پخوف مصطنع و الله انا سمعت
أميرة بتقول كده.... انا أصلا مش فاكر
شكل مراتك إزاي....
وصل البقية لتجلس كاريمان بجانب
سيف حتى تأخذ الصغير لكنه تشبث
به لتزفر بحنق قائلة يا إبني هات
الولد أنيمه و بلاش شغل العيال داه
و إنت يا محمد روح اوضتك و بكره
إبقى اللي إنت عاوزه... عاوزين ننام
بقى كفاية دوشة مش كفاية اللي حصل
من شوية ....
أومأ لها بطاعة بينما أعطاها سيف
الصغير ثم توجه الجميع نحو غرفهم بهدوء
غريب و هو ينظرون نحو بعضهم البعض ليستغرب
أيهم من تصرفاتهم و يتأكد انهم يخفون عنه
شيئا .....
داخل غرفة أيهم...
كانت ليليان تتجنب نظرات أيهم المتسائلة
و هي تنزع معطفعها و حجابها ثم إندست
تحت غطاء السرير تدفئ الذي
كاد يتجمد من شدة البرد....
أنتهى من تغيير ملابسه ثم

إستلقى
على الفراش بجانبها... إقترب منها يتحسس
حرارة جبينها ووجهها بعد أن لاحظ برود
عندما كانا في الحديقة...
همس بارتياح قائلا الحمد لله مفيش حرارة
بس انا لسه مش فاهم إنتوا كنتوا بتعملوا
إيه في الجنينة
أجابته ليليان بصوت متحجرش بسبب
كثرة بكائها اصل انا بقيت مچنونة
و بتخيل في حاجات مش موجودة....
رمش أيهم عدة مرات قبل أن يهمهم
بنبرة ضاحكة ظنا منه أنها تمزح مممم و إيه
كمان إحكيلي .
تجلست ليليان مكانها تضم
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 61 صفحات