الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة بقلم الكاتبة نرمين عادل

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

من الجهة الأخرى من شريط الترام وكانت تنظر إليه دائما وهو يجلس بجانب والده أمام المحل الخاص بهم لا تعلم عنه شيئا إلا أشياء بعيدة لا تفهمها هو يكبرها بعدة سنوات لكنه أصغر سنا من كريم تشعر أنها منجذبه إليه لسبب لا تعلمه لذلك فقد وضعت كل أحاسيسها في ذلك الدفتر الخاص بها الذي اتقنت فيه كتابه النثر باللغة العربية الفصحى.
تجلس في أوقات كثيرة تقرأ لحنين وهم معا ما خطته يدها وتتمنى دائما أن تعطي ذلك الدفتر إلى حبيبها الذي ستتزوجه لتشعره أنها كانت تكتب له منذ سنوات طويلة تخبئ له كثيرا من الحب! تناديه ولا تعلم من هو من سيكون صاحب ذلك الكنز الخاص بها!.
دخلت عليها حنين المطبخ
_قلتي بقى! استغليتي خروج خالتي عشان تكتبي براحتك يهد أم الخيال إللي إنت عايشه فيه يا بنتي حد يحب اثنين في نفس الوقت ده إيه المصېبه السوداء دي لو راجل نقول ماشي قلبك اوض اوض يا اختي!
لكن احنا ما ينفعش يا بنتي! اعقلي شوية أنت عندك ١٩ سنه وبتفكري برومانسية أوي ولا كأنك بنت عندها ١٠ سنين!
ضحكت رحمه بصوت عال
يا هبله هو في بنت عندها ١٠ سنين بتحب!
_ ياه أنت مش عايشه في الدنيا بيحبوا يا اختي البنات دلوقت بتحب من أولى ابتدائي بس أنت إللي ما تعرفيش ولا واخده بالك!
بلاش لت وعجن اقعدي جنبي اقرأ لك كتبت إيه بالليل وأنت عماله واقفه ترقصي على الأغاني! إللي بتقولي لماما إن أنا إللي مشغلاها اقعدي اسمعي كده مني واتعلمي كلمتين!
_ نفسي أعرف بتجيبي الكلام ده منين!
أول حاجه عشان تكتب بالفصحى لازم تكوني قريت القرآن الكريم أحسن معلم اللغة العربية الفصحى ودي أول حاجه أما الحاجه الثانيه بقى أنا بقرأ دواوين شعر كثيرة
_ طيب قولي كده بقى واشجيني
شوفي يا ستي ولا ستك إلا أنا طبعا
ضحكت حنين بصوت مرتفع 
_حاضر كلي أذان صاغية أيتها الشاعرة الصغيرة أهو قلت لك كلمتين بالعربي الفصحى عشان متقوليش بس إن أنا جاهله
مزعجه اسمعي وأنت ساكته!..
اقولها يا غيث لنفسي دائما
استوقفتها حنين وهي تقول
_ مين املي ولا رجائي ولا غيثي ده يا أختي الله ېخرب عقلك يا مجنونه!
تاني يا حنين غيثي أنا فاهمه يعني إيه غيثي واملي يعني أملي ومستقبلي السند الظهر العزوه الظل اللي يحميني من الشمس المطر إللي يخليني أعيش فاهمه بالعربي كده الحب حبيبي أنا هو غيثي علشان كده سميته غيث وامل واوقات رجاء كل كتاباتي موجهه لغايه اسم رمزي يعني وما تقوليش رمزي! 
ضحكت حنين
_ فهمت فهمت كملي ولا يهمك
اقولها وكأني اصون نفسي لك أنت إنني سأكون قدره المصون لك أتعلم معنى دره في معجم اللغة العربية دره بمعنى لؤلؤة عظيمة كما يقولون درة التاج والشاعر بشار بن برد يقول
درة بحريه مكنونة
وأنت كذلك في نظري 
لا يحزنك من سبقوك إلى عش الزوجية فلا تدر أين تكمن إرضاء الناس وهكذا أنا لا أستمع لكلمات عمتي العقربة التي تقول لي كلمات كالسم لأن ابنتيها تزوجا وأنا لم اتزوج بعد أو اخطب مع أني بلغت من عدة أشهر تسع عشر من عمري فقط!!
وأنا أعلم علم اليقين أن ابنتيها يعيشان بأدنى حد من الأمان والسعادة 
وأنا لا اكترث لثرثرة الجهل منهم القطار فات الأوان كبرتي فتاه لا يعجبها العجب وكأنها تحمل ريشه الطاووس على رأسها متكبره عنيده لا ترى امامها وكأننا مجرد حشرات.
لأننا تزوجنا أما هي منعدمة الجاذبية والجمال مشبعه بالعيوب والنواقص والكثير والكثير من الكلمات السوداوية التي يقولونها لي! هذا ما اسمعه دائما منهم وأنا أتمسك بالأمل حتى أجدك لقد قلت لك ذلك مرارا وتكرارا وأنا أكتب لك منذ سنوات 
تركت دفترها وهي مبتسمه وتنظر
إلى حنين التي كانت تنظر لها بتعجب وجزء من فمها قد فتحته في تعجب.
_ يا بنتي إنت مجنونه في عقلك الكلام! إللي انت كاتباه ده يودي في داهيه! ده كأنك بتتكلمي مع واحد بجد يعني إيه لما تتجوزي هتدي لجوزك الكتاب ده أو الكراسة إللي بتكتبي فيها!
صدقيني يا بنتي الرجاله شكاكه هيقول إن الكلام ده كان لحد تاني! عمره ما يتخيل إن أنت كنت بتحبيه قبل ما تشوفيه حتى من غير ما تعرفي ده مين! 
أنت يا بنتي بتحبي الحب ذات نفسه فبلاش تفترض إن الحب ده موجود لحد معين لأن من رأيي مفيش حد يستاهل صدقيني والله!
يا بنتي قلت لك الكلام ده ماينفعش ينكتب لكنه بجد أثر في فوق الوصف عارفه والله بتمنالك تلاقي إللي إنت بتدوري عليه لكن زي ما قلت لك في انسان يستحق مننا إحنا الستات كل الحب ده.
ولو لقينا الشخص ده وكل حاجه كانت سهله وكمان اتجوزتيه تفتكري يقدر ده ولا هيفتكر إن الكلام كان مكتوب لحد تاني 
أنا بقول لك كده بنصحك أنت عارفه أنا زي أختك الكبيرة!.
لا تعلم لماذا استوقفتها كلمة اختك الكبيرة وكأنها تنتظر لأحد أن يدخل من الباب
فأسرعت حنين بالضحك معها حتى تلهيها عن الأفكار السوداوية التي ستأتي بسبب إنها ذكرتها بكلمة اختك الكبرى!.
وفجأة شعرت پألم شديد في كتفها الأيمن ألم شديد لا تعلم من أين أتى فجأة هكذا!
وكأنها ضړبت فجأة عليه!
يا رحمة الواحده مننا لما الحاجة بتمس قلبها! لأ مش عارفة أقولها إحنا لازم نفكر بعقلنا شوية أنت كده وبتفكيرك ده هتخلي مشاعرك هي اللي تحركك طول عمرك حتى لو حبيتي حد وبصيت له هترفض الإعتراف بأي عيب عنده. لأن أنت بتحطيه بصورة تانية غير إللي هو فيها!
لم تشعر الفتاتان بذلك الشخص الذي قام بفتح باب الشقة بصوت خاڤت فهو يعلم أن لا أحد متواجد الآن! لكنه لم يكن يعلم بوجود حنين التي تفاجأ بها وهي تجلس في المطبخ تتحدث مع رحمه وقف في الخارج يتصنت على الكلمات!
وبهدوء تام وثبات دخل المطبخ حينما كانت الفتاتان تتحدثان
_ بتتكلموا عن مين يا حلوين!
صړخت حنين بصوت مرتفع أما رحمه فقد وضعت يدها على قلبها الذي كان نبضه شديدا حتى أنها شعرت أنه سيقف من تلك المفاجأة ومع وقوف حنين ومع أن رحمه قد وضعت يدها على قلبها إلا أنها تحدثت وهي تنظر إليه پغضب شديد
انت دخلت البيت ازاي!
_ بيت خالي وأنا حر فيه!
لا مش حر يا محسن بابا لما إدى المفتاح لعمتي لما كان مسافر العمرة هو وماما وأنا كنت قاعده عند خالتي أزاي معاك مفتاح وعمتي رجعت المفتاح لبابا!
_رجعته بقى ولا ما رجعتوش انا قلت أجي اطمن عليكم خبطت قلت يمكن خالي نايم ولا حاجه قولت اطمن عليه أنا عارف أنه تعبان اليومين دول لكن ما كنتش أعرف أنه مش موجود في البيت وبعدين سمعت كلامكم الحلو إللي انتم بتتكلموا عنه ده 
كانت حنين قد تمالكت نفسها
_ عيب عليك يا محسن تدخل علينا بدون استئذان وانت عارف إن خالك مش موجود واكيد شفت خالتي وهي خارجة مع أمي من باب العماره والا ما كنتش اتسحبت كده زي الحراميه ومش معنى إن مامتك معاها المفتاح أو انت عملت نسخه عليه إنك تدخل بيوت الناس كده!
وانت يا رحمة باباك غلطان كان لازم لما جه من السفر يغير قفل الباب
الغريبه إن رحمه كانت خائڤة ليست من محسن بل خائفه من لسان عمتها والدته.
_ من حقك تقولي الكلام ده ما إنت وبنت خالتك ماشيين على حل شعركم كويس إني كشفتكم علشان أقول لخالي إللي بيحصل في بيته ولا تلاقيكم بتفتحوا الباب للرجاله عشان يقعدوا معاكم! عموما أنا ليا كلام مع خالي لما يرجع!
استدار لكي يغادر المطبخ لكنه الټفت مرة أخرى إلى رحمه وهو ينظر لها كالذئب الذي ينظر إلى الحمل
على فكره يا رحمه في حاجه اسمها إن جحا أولى بلحم توره اوعي تفتكري إن حسيبك تدوري على حد ولا إنت ماشيه مع حد أنا أولى بيك لازم تعرفي الكلام ده كويس!
وكما أتى غادر كل ذلك حدث في فترة وجيزة لكنها أثرت في أشياء كثيرة في حياة رحمه تلك التي جلست تبكي من ذلك الألم الشديد الذي ألم بها مرة أخرى في كتفيها وأيضا خائفه إنها تعلم إن محسن ابن عمتها يريد أن يتزوجها وإن لها أعمام يقطنون بعيدا في مدينة أخرى ومع ذلك يتمنون لو أن والدها قد ماټ حتى يرثوا في والدها.
وبعد أن سمعت الفتاتان باب الشقة يقفل بصوت مرتفع خرجتا مسرعان لكي يشاهدونه و يطمئنوا أنه خرج بالفعل! وجلسوا على تلك الأريكة التي تقع بالقرب من باب
الشقة
_ فرحانه دلوقتي يا رحمه قلت لك بلاش كتر كلام بلاش تكتبي الحاجات إللي بتكتبيها وأحسن لك قطعي الكتاب إللي بتكتبي فيه ده وقلت لك بتعيشي الوهم لكنه سمع كلامك وافتكر إن الموضوع حقيقة وأنك بتحبي اتنين في نفس الوقت وممكن يقول لأمه انك تعرفيهم حقيقي مش مجرد وهم في خيالك! مين هيصدق إن الكلام إللي كتباه بتتكلمي مع واحد مش موجود أصلا 
انا مش خاېفة على نفسي يا حنين أنا خاېفه على بابا أنت عارفه أن قلبي ضعيف خاېفه عليه من عمي الكبير ومن عمتي عنايات ماما قالت لي إن عمتي قالت إن هي عايزة تجوزني ابنها لكن أنا رافضه.
كانت تتحدث وهي منفعله مما جعلها تبكي
_ما تعيطيش أول ما يجي باباك من الشغل لازم تتكلمي معاه بمنتهى الصراحه الناس دول وحشين أوي طمعانين فيكم أنت عارفه إحنا ملناش حد باباك هو الراجل الوحيد وأنا من بعد وفاه بابايا ما فيش حد من أهله بيجي لنا 
بالفعل كما توقع الفتاتان ذهب محسن لمنزله سريعا والذي يقع في حي باكوس داخل السوق في منزل قديم جدرانه ظهرت عليه علامات التشقق تجلس تلك العقربة التي تدعى عنايات التي تأمل أن ېموت اخيها في يوم من الأيام في يوم قريب حتى ترثه ويتزوج ولدها محسن من رحمه وهكذا تكون قد ضمنت كل الأموال 
حتى أنها كانت تتحدث في أوقات كثيرة وتقول له أنه عندما يتزوج من رحمه ابنة خاله سيعيش معها في منزل والدها ووالدتها في تلك الشقة الفاخرة التي تقع في حي لوران وعندما يسألها وهل رقيه والدتها ستجلس معنا! ترد عليه وتقول أبدا لن اجعلها تجلس معكم في يوم من الأيام بل ستأتي هنا للإقامة معي فهي ليست أفضل مني في شيء!.
نعم إن مصدر كل الآلام التي مرت بعائلة رحمه هي الغيرة.
غيرة أقرب الأقربين إليها عمتها تغير من والدتها!
الغيره أدت إلى المۏت والمړض إلى الهذيان هي تركت رحمه فقط دون أن تؤذيها أو تذهب للدجالين

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات