رواية جديدة بقلم الكاتبة نرمين عادل
بظلمها لرحمه فقط بل أتاها فرصه عندما قالت حنين أنها لن تسمح لهم باحتجاز رحمه في المنزل وستأتي بخطيبها خالد ووالده ووالدته حتى يتحدثوا معهم أن رحمه بريئه من كل كلمة قد قالها محسن لهم!.
وبالفعل اتى في المساء خالد ووالده ووالدته لكي يطمئنوا على رحمه واختلت عنايات بوالدة خالد واسمعتها الحديث من الهاتف النقال وبالطبع قلقت والدة خالد على مستقبل ابنها فمن الممكن أن تكون حنين أيضا تعرف شخصا ما وما خفي كان أعظم وقالت لها عنايات
وأخرجت والدة خالد ما في قلبها تجاه حنين
_ أنا ما كنتش موافقه على جوازة ابني من البنت دي لكن هو إللي قال زميلتي وشايفها مؤدبه ومحترمه وأنا كنت رافضه وكنت جايبه له بنت آية في الأدب والأخلاق لكن فوجئت بابني دبسنا في الجوازه دي ولما قعدت مع البنت وأمها أول حاجة سألت عليها هي حنين مطاهرة ولا لأ أنا أمي علمتني كده! البنت إللي تتطاهر تكون مؤدبه ومحترمه لكن قالت لي لأ إحنا ما بنطاهرش بنتنا ده حرام وقعدت تقول لي السنه النبويه بتقول ومش بتقول وكلام كده كتير.
_ بصراحه لما كنا بنيجي وكانوا بيطلعوا يقعدوا عند أم حنين كنت شايفه إن أخوك لقمه طريه في إيد مراته وأنا بصراحه أخاف على ابني يبقى كده في يوم من الأيام !
وعندما غادر خالد المنزل واختلت عنايات باخوتها واستمرت تلقي بسم الحية الرقطاء في آذانهم!.
شيئا غير أنها روت ما يدور بعقلها وقلبها لا أكثر ولا أقل إلا أن الشيطان كان لها رأي آخر ولم لا فالشړ في قلبها يعود إلى سنوات كثيرة مضت حين أصر والدها على زواجها من شخص قريب لها وهي لم تستطع أن تتحدث لأنها كانت فعلت الخطيئة مع أحد الأشخاص وحاولت أن تذهب إليه وتناشده أن يتزوجها لكنه رفض!.
وقتها استطاعت أن توهم زوجها بأنها عذراء! وذلك عن طريق طبيب ذهبت إليه هي وصديقه لها وتم زواجها وكل يوم يشتعل داخلها ڼار الغيره ڼار عاتية وفي يوم تشاجرت مع والدتها بصوت مرتفع مما جعل رقيه زوجة عبدالوهاب تستمع إلى حديثها بأكمله عندها كانت تعترف إلى والدتها بكل شيء.
ومنذ أن علمت ان زوجة أخيها عبد الوهاب تحمل جنينا في احشائها بحثت حتى وصلت إلى من يطلقون على انفسهم أنهم شيوخ! وهم في الحقيقة سحرة لا يعرفون الله وأتت بالسحر الذي وضعته في طعام تلك المرأة الحامل والتي أكلت منه مرارا وتكرارا لكن الغريب أن زوجة أخيها لم يحدث لها شيئا إنما حدث لتلك المولودة التي كبرت وأصبحت فتاة جميلة وبعدها لم تنجب رقيه لعدة سنوات ففرحت عنايات وكانت تتشدق أمامها بأنها أصبحت لديها عدة اطفال!.
وكان ذلك السحر الذي أدى إلى ۏفاتها بطريقة ليست طبيعية وكانت وقتها قد استطاعت رقيه أن تنجب تلك الصغيره رحمه اعتقدت وقتها عنايات أنها تشفت في رقيه!.
وها هي مرت السنوات وتلك المره ستتساوى الرؤوس لذلك لن تترك الأمر إلا بكسر عين رقيه وابنتها كما كسرت هي عينها في السابق!!.
واجتمعت عنايات بهم واقنعتهم بالكشف على رحمه عند الطبيب وتمنت بداخلها أن تكون خاطيه!.
بل لم تكتف بذلك بل أكملت أنه في حين ثبوت إنها ما زالت عذراء ستقوم بعمل ختان لها! حتى تضمن طهارتها بعد ذلك!!.
ووافق أخيها الأكبر منصور ففي نظرهم أن طهارة وعفة الفتاة في ذبحها! ومشاهدتها ټغرق في الډماء ولم لا فهو مجتمع توارث الأفكار الخاطئة أفكار تنظر للأنثى بنظرة دنيويه والغريب أن الأنثى هي من تذبح على يد الأنثى!.
ومع أن العلم قال أن الخټان سيؤدي لمشاكل كبيرة حين تتزوج الفتاة ولا يدركون أن ذلك سبب مشاكل كثيرة تقع ما بين الرجل وزوجته الذي يتهمها ب التبلد والبرود ولا يعلم أنها ضحېة لأفكار متخلفه لا تحترم الأنثى أو تقدرها.
الغريب بالأمر أن يأتي السند من شخص غريبا عليك لا يعرفك حق المعرفة الوحيدة التي وقفت في وجههم كانت زوجة العم الأصغر كانت صفية زوجة محمد والذي يعمل في دولة الكويت كانت لا تنظر للأموال التي يتحدثون عنها زوجها يعمل هناك وهي أيضا تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات منذ سنوات.
كانت عنايات تكرهها لكنها ولفريق السن الكبير بينهما كانت لا تشكل أي عائق أمامها ولأن صفيه كانت تعلم ما تفكر فيه عنايات كثير وهو المال كانت ترسل إليهم كل حين بحقيبة مليئة بالهدايا.
عندما ينزل أحد زملائها من الكويت ويرسلها إلى عنايات التي تفتح تلك الحقيبة وتجد فيها هدايا لم تكن هدايا ذات قيمة مثل الذهب ولكنها كانت تفتح وتجد اكياس من القهوة التي لا نجدها هنا قهوة حقيقية وأكياس من الفستق واللوز وعين الجمل والبندق وكانت تفرح وتعتبره جائزة كبرى.
عندما تجد تلك الحقيبة الصغيرة المطرزة التي بحجم اليد والذي يكون فيها علبة دائرية معدنية بها زعفران ايراني كانت ترقص من الفرحه وعادة ما تجد عبايه أو اثنين قطعة قماش أو قطعتين مجموعة متنوعه من أدوات التجميل التي تعطيها لبناتها كانت تفتخر أمام جارتها التي كانت تعشق أن تتشدق أمامها بتلك الأشياء حتى كما كانت تقول
حړقة دمي هي وجوزها على طول بيضحكوا يا ابني احړق ډمها بالحاجات إللي مرات خالك بعتها
هكذا كانت تقول لتوأمها وليس ابنها نعم كان محسن نسخه ذكورية من والدته
أما صفيه فكانت عقلانية تعلم جيدا أن ما يقال عن تلك الفتاة غير صحيح في البداية اعتقدت أنه صحيح لكن عقلها انبؤها أن هناك شيء خاطئ فطلبت من منصور أن
يعطيها ذلك الدفتر الذي يتحدثون عنه واخذته وجلست جانبا بمفردها حتى تقرأ ما كتبته رحمه وتعرف هل هي خاطئه تعشق الرجال أم أنها طفله حالمه!.
وجدت صفيه في ذلك الدفتر مجموعة كبيرة من الخواطر وبدأت تقرأ كي تفهم.
فنادت على زوجها محمد ان يجلس بجانبها وتقرأ له هذه الكلمات لعل قلبه يلين ويفكر قليلا ولا يتاثر بكلمات منصور أو عنايات الحاقدة
_ اقرا يا محمد كويس أنت إنسان متعلم شوف البنت بتقول إيه في آخر سطر كتبت إنها تنتظر قدومه معنى كده أن هي ما تعرفوش لو بتعرفه كانت وجهت له الكلام بعدين أنا عايزه أفهم هو كل شاعر أو أي كاتب بيكتب لحد معين بصراحه اختك تفكيرها غريب!
ثم سكتت صفيه ونظرت إلى محمد كي يشعر أن تلك الفتاه بريئه ويتحدث مع منصور لكنه قال لها
_ والله لو قلت إيه بالذي أنا مليش دعوه بالموضوع ده.
_ ملكش دعوه ازاي انت عمها!.
_ايوه عمها اللي مسافر علطول زي ما منصور قال لي أنت جايب صبيان وأنا وعنايات عندنا بنات ده حتى عبد الرحمن ومراته قاعدين ساكتين لكن إن جيتي للحق أنا الصراحه حاسس إنعبدالرحمن مش مقتنع و مراته كمان.
دلوقت قال لمنصور أنه عاوز يمشي وانه مش هيقعد كده كتير ولو قعد هيروح الأوضة إللي عنايات حابسه فيها رحمه ويفتح لها الباب انت تعرفي هدد منصور أنه هيطلب البوليس!!
_طب والله احسن ومنصور قال له إيه!.
_منصور ما قالش عنايات إللي ردت وقالت كلام كده غريب أن لو أنت بتقول كده يبقى أنت عارف حاجة عن البنت وسكت مراتك عارفة أنتم عارفين كلكم وكلام كده غريب عايزه تدخله في مشكله و تدخل مراته في مشكله!.
وفي هذه الأثناء دخلت عنايات غرفه رقيه والتي لم تجف دموعها لحظة واحدة لأسباب عديدة ومنها السبب الأول مرض زوجها فقد قال الأطباء أنه لن يستطع الكلام مرة أخرى أو السير
بعد ذلك!.
غياب السند والظهر التي اعتمدت عليه سنوات طويلة إلى من ستلجأ هل ستلجأ لأحد أقاربها أنهم لم يسألوا عنها سنوات طويلة ليس لديها غير أختها فاطمة والدة حنين حاولت أن تشرح لمنصور أن ابنتها بريئه فنهرها وقال إنها تعلم إن ابنتها مخطئة وأنها قد دللتها لأنها وحيدتها الآن وها هي قد جلبت لهم العاړ!
دخلت تلك العقربة واقتربت منها ونظرت إليها شامته وهي تقول
_ اتفقت أنا وأخواتي هناخذ بنتك للدكتور نعرف زي ما أنت بتقولي شريفه ولا مش شريفه غلطت مع اللي سكن قدامكم ولا لأ.
بكت رقيه كما لم تبك من قبل كيف أن يتهموا ابنتها تهمة كهذه
تلك الرقيقة الصغيرة حتى وإن كبرت بعدة سنوات ستظل صغيرة لم يلوث قلبها مثلهم مثل عنايات أو إحدى ابنتيها
تنفست رقيه بعمق حتى تستطيع أن تخرج بعض الكلمات التي تضغط بها على كرامتها وهي تعلم أن ابنتها بريئه وتعلم أنها مکيدة من عنايات وابنها محسن.
اقتربت منها رقيه وقالت لها
_ انت إللي فيك بتوقعيه على بنتي خلي بالك مش كل البنات زيك وأنت صغيرة وعشان تبقي فاهمة أنا عارفه أن سمعتك زي القرف في الحته إللي إنت ساكنه فيها وعارفه إنك غلطتي كثير حتى بعد ما اتجوزتي مش غلطتي أنت حبيتي مجرد حب من بعيد لبعيد لا أنت تلوثتي عارفه يعني ايه تلوثتي واللي فيك عايزه تمسحيه في بنتي!!.
_بتخرفي يا رقيه والله لو قعدت مليون سنه ما حد هيصدقك اتكلمي أكثر بقول لك افتحي الباب واخرجي وصوتي وقولي الكلام ده عليا وشوفي اخواتي هيعملوا فيك إيه ولا أقول لك اخواتي ليه! شوفي محسن إللي هجوزه البنت ڠصب عنك هيعمل فيك ايه
_كلامي مظبوط وإنت عارفه أنه مظبوط أنت نسيتي إن أمك كنت أنا اللي بخدمها قبل ما ټموت سبتها تقول كل إللي في نفسها لكن عمري ما نسيت إللي هي قالته عليك!
_ اتكلمي أكتر ما حدش هيصدقك كنت ساعتها اتكلمتي لكن جايه بعد