رواية جديدة بقلم الكاتبة نرمين عادل
لكي يصنعوا لها سحرا لسبب واحد أنها تريدها لولدها هكذا اضمن لأنها تعلم أنها حينما ېموت أخيها سيدخل معها باقي اخوتها في تقسيم هذا الميراث!.
_ يا ما إنت فين
_ هنا يا محسن قاعده في البلكونه مع أبوك!
دخل محسن للشرفة وشاهد والدته ووالده يجلسان ويحتسيان كوبين من القهوة الساخنة .
_ قاعده هنا ما انتيش عارفه إيه إللي بيحصل وأنت بتقولي ما بيفوتش عليك هفوة شوفي يا اختي واسمعي
_ رحمه بنت أخوك إللي بتقوليلي اتجوزها وعيش معاها في نفس الشقة وحطها في عينيك لغايه ما تاخذ إللي وراها وإللي قدامها وتربطها بالخلفه رحمه إللي أنا براقبها في كل حته بتروح لها عشان ما حدش ياخدها مني تعرفي الآنسة المحترمة بتعرف رجاله مش واحد دول إثنين! وكمان قاعده تتغزل فيهم عارفه وشكلها بتقابلهم في البيت وأمها وأبوها مطنشين ما هي الحيلة بقى!
_ إلا متأكد ما تعرفيش مين الولد طلع إللي اسمه كريم المرحمه س إللي عايش بره ده المطبخ بتاعهم بيطل على مطبخهم إللي بيفصل ما بين المطبخين سلم الخدامين يعني بالساهل تفتح له باب المطبخ يدخل لها!
_ ده مسافر.!
_ اه مسافر بس بيجي يقعد عند أمه طب انت عارفه من التاني إياد! عارفه يعني إيه إياد ياما إياد إللي مطلع عليك إنك بتعملي أعمال وسحر وكان السبب في سجن الشيخ شحاته فاكرة ياما ولا نسياه !
_كنت قاعد على محطة الترام براقب بلكونتها ما هي ليل ونهار قاعده فيها ماكنتش عارف السبب كنت أهبل لكن دلوقتي عرفته!.
وأنا قاعد بقى لقيت أمها خارجه من باب العمارة هي واختها فطلعت وفتحت بالمفتاح إللي إنت كنت عاملاه ودخلت وسمعت إللي همسكه عليها العمر كله!
ثم نظرت إلى زوجها وكأنها تطلب منه المشورة فضحك الثعبان وقال
لازم ټضربي على الحديد وهو سخن يا عنايات وتروحي تعملي لأخوك ڤضيحة دي إللي هتخليه يوافق إن بنته تتجوز ابننا !
تمر الأيام سريعا وما زالت رحمه تشعر بالقهر كيف لذلك الفاشل أن يفكر في الزواج منها!.
وفتحت رحمه باب المطبخ المؤدي لتلك السلالم الحديدية التي كانت تستخدم في ذلك المنازل القديمة والتي يطلق عليها سلالم الخدم وفي نفس اللحظه فتح كريم باب المطبخ المقابل مطبخهم ونظر فوجد رحمه تبكي بصوت مرتفع وتضع رأسها بين قدميها وباب مطبخهم مفتوح على مصراعيه!.
وبعد ذلك تطلع إليها وتحدث بصوت مرتفع
_ رحمه مالك يا رحمه !
نظرت له نظرة تحمل كثيرا من المعاني
لم يستطع كريم أن ينظر في عينيها فهو يعلم ما تشعر به تجاهه جيدا ومن فتره من تصرفاتها معه وعندما يذهب للجلوس مع ابيها.
لكنها في نظره فتاة صغيرة لكن الغريب أنه يشعر تجاهها بمشاعر لا يعرف ماهيتها جيدة.. لكنه ېخاف عليها من نفسه تلك النفس التي اكتشفها وهو يعيش بمفرده في فرنسا!.
اخرجته رحمه من أفكاره عندما قالت له
انت جيت من السفر امتى!
_ايوه أنا جيت من يومين وصدقيني من ساعتها وأنا نايم! برتاح هناك الوقت كله للشغل مش باخذ راحه خالص حتى ما قدرتش أجي أسلم على والدك واقعد معاه والعب معاه دومينو زي ما اتعودت من زمان لكن قوليلي هنا!
أنت كنت بټعيطي ليه اتخانقت مع قريبتك!
نظرت إلى الأرض بخجل وهي تقول
لا ما اتخانقتش مع حنين دي طيبة دي زي اختي لكن اتخانقت مع محسن ابن عمتي تصدق فتح الباب عليا بنسخه المفتاح إللي عملته عمتي لما كان بابا مسافر ومفيش حد في البيت غيري.
_ ازاي يعمل كده! ده يعلمك إن بعد ما ولدك أو والدتك يخرجوا من البيت تتربسي باب الشقه افرضي عامل نسخه واثنين وثلاثه من المفتاح وده يحل المشكله إللي بټعيطي علشانها
لا المشكله مش كده خالص!
_قولي ما تتكسفيش!
أنا بكتب خواطر عن الحب والكلام ده كنت بقراه لبنت خالتي فدخل عليا وقالي الكلام ده أنت كاتباه لحد ولمين وزعق ومن ساعتها لا حس ولا خبر! لكن عمي الكبير منصور اتصل ببابا وقال إنه هيجي ودي فرصه ليه ولعمتي اكيد ابنها زود على الكلام إللي سمعه مليون حكايه وحكايه!!
وبالفعل كان منصورقد اتصل بأخيه الأصغر عبد الوهاب والد رحمه وقص عليه ما قالته له أخته عنايات وما سمعه محسن من حديث رحمه وحنين!
وبالتأكيد قد زاد على الكلمات مئات الكلمات التي تظهر الفتاة أنها فتاة خاطية وأبلغه منصور أنه تحدث هو الآخر مع أخويه الذين يعملون في إحدى الدول العربية!!.
جرت هذه الأحاديث جميعها وما زال الأب في عمله ولم تكن رحمه قد حكت لوالدتها عما حدث بالتفصيل إنما تحدثت بإيجاز أن محسن قد أتى لزيارتهم وفتح باب الشقة.
وقال أنه جاء لزيارة خاله ولم يجده وقد كانت رحمه قد اتفقت مع حنين أنها كانت تحكي لها بعض القصص القصيرة التي تنوي أن تكتبها لتضعها على الإنترنت في تلك المدونة الشهيرة التي سمع عنها قبل ذلك! ولم تقل لها ما حدث بالفعل أو ما سمعه ابن عمتها وما قاله لها..
الفصل الثاني
وتمر الأيام واعتقد الأب أنها مشكلة هينه وقد تناساها أخيه منصور ذلك الذي يضع أنفه في كل صغيرة وكبيرة بحجة أن عبد الوهاب ليس لديه أبناء ذكور وكأنه أصبح الأب الأكبر لعبدالوهاب و المتحكم في كل صغيرة وكبيرة من حياته مما أثر أكثر بالسلب على صحة عبد الوهاب لأنهم ينظرون إليه أنه إنسان عاجز لم يأت بولد واحد!.
_منصور وعنايات ..!!
إيه في حاجه حصلت ولا دي صدفة إني اشوفكم أول ما أنزل من شغلي!
نطق بهذه الكلمات عبدالوهاب حين خروجه من عمله وشاهد إخوته يقفون ينتظرونه في المنشية أمام البناية التي بها عمله!!.
_لا إحنا جينا نتكلم معاك في موضوع مهم لكن ما ينفعش في البيت!.
_ ليه يعني إياك هتقولي تاني موضوع جواز رحمه من محسن إحنا مش قفلنا الموضوع ده قبل كده!
نظر منصور لأخيه وقال بفظاظة
_تعال اركب معايا العربيه نروح نقعد في أي مكان نتكلم فيه براحتنا!.
وبالفعل لم يستطع أن يناقشهم في أي شيء إنما ركب معهم العربة وأخذه منصور إلى كافتيريا بعيدة نسبيا عن الزحام تتميز بالهدوء وبعد قليل كانوا قد جلسوا وطلب له منصور قهوه.
_أنت فاكر أن إحنا جايين نتكلم في جواز رحمه من محسن أنت بقيت بتحلم مين دلوقتي هيبص لبنتك ولا محسن يرضى يتجوز بنتك بعد ما عرف إن هي بتمشي مع الرجاله!
_أنت بتقول إيه بنتي عارفه ربها كويس وأنا مربيها وأنت عارف كل ده
ابتسمت عنايات وتحدثت بصوت خبيث
_ انت عارف يا عبدالوهاب إن منصور يبقى كبيرنا ولازم تعرف إن بنتك ماشيه مع الرجاله ايوه وكاتبه كل إللي بيحصل ما بينهم في كراسة عندها!
وكاتبه اساميهم زي ما محسن سمعها يوم ما دخل وانت زعقت ماشيه مع كريم إللي بيجي كل كام شهر يقعد عند أمه وطبعا أكيد بيدخل لها من باب المطبخ وكمان ماشيه مع إياد إللي
ابوه يبقى صاحب المحل إللي إنت بتشتري من عنده الحاجات الغريبة دي!
_والله لو حلفت لي على الميه تجمد ما اصدقك إنت في أي كلمة تقوليها وأنت يا منصور إزاي تصدق فيا أو في بنتي الكلام ده!
كان منصور يستمع إليهما وهو يشرب قهوته ويفكر فيما سيقول له!.
_بصراحه..أنا مصدق محسن إزاي واحد قاعد في فرنسا يجي يقعد عند أمه في شقة قديمة هتقول في حته حلوه ولا حته كويسه مش القصد مين بيقعد في فرنسا يجي يقعد هنا عندنا
وبعدين ده كل كام شهر ناطط أكيد بيجي علشان ماشي معاها ولا يمكن هو عرف يضحك على بنتك يا خۏفي ليكون في حاجه حصلت ما بينهم! شكل بنتك هتجيب لينا العاړ
لازم محسن يستر عليها إحنا عندنا بنات عايزه تتجوز ولو الناس عرفت مش عارف هعمل إيه قدام نسايبي!.
كان وجه عبدالوهاب شديد الحمرة من الڠضب
_ بتقولوا كلام غريب وبتردوا على نفسكم! أنا مالي ومال نسيبك وهو ايش عرفهم ببيتي أو يعرف باللي بيحصل وبالكذب إللي بتقولوه ما تألفوش التأليفة وتصدقوها.
ضحكت عنايات وهي تتشدق بالحديث
_ والله لأثبت لك إن كل إللي إحنا بنقوله صدق وبنتك معترفه بصوتها إن هي بتعرف حد محسن لما فتح الباب وسمع الكلام بنتك بتقوله وبتعترف بيه لبنت خالتها طلع تليفونه وسجل كل حاجة وهو متسجل عندي بصوتها!
والواد من حبه فيها لسه امبارح بس مديني التليفون عشان أنا عن نفسي ما كنتش مصدقه وقوله أبدا إلا رحمه بنت أخويا في أدبها وأخلاقها طلعت غلطانه بعد ما سمعت الكلام إللي بنتك قالته!!.
وبالفعل أخرجت الهاتف من حقيبتها وقامت باسماع أخيها هذا التسجيل الذي كانت فيه رحمه تلقي ما كتبته من خواطر على مسمع ابنة خالتها حنين ومع أن الحديث الذي كان يدور ما بينهما يثبت براءة رحمه إلا أن محسن قد أخذ ذلك الحديث وذهب لصديقا له قام بمحو بعض الكلمات من الحوار!
الذي تم تسجيله ما بين الفتاتين والذي يثبت براءتها وأنها مجرد فتاة حالمة وأنها تعيش حالة من الحب من طرف واحد فقط! وأن لا أحد يعلم به وأنها تكتبه لذلك الغيث الذي ستبحث عنه وتلتقيه في يوم من الأيام !.
استمع عبد الوهاب لذلك الحوار المسجل وهو يحاول أن يتماسك لكنه شعر أن السماء قد طبقت على رأسه ولم يشعر بنفسه إلا بعد ذلك بعدة أيام!!.
هذه الأيام كان عبدالوهاب يرقد فيها في حالة غيبوبة نتيجة لتلك الصدمة.
وبالتأكيد اجتمع إخوته في منزله ظنا منه أن أخيهم سيموت ويأخذون كل ما في المنزل! وكل ما يملكه ولن يتركوا للزوجته أو ابنته شيئا!!.
ولم يسمحوا لحنين بالدخول إلى المنزل والإطمئنان على خالتها أو ابنة خالتها ومع إن حنين كانت قد عقد قرانها منذ وقت قريب على زميل لها في العمل وفي انتظار زواجهم لكنهم أيضا لم يتركوها تمضي بسلام!
بل قالوا عنها كلام في وجهها هي ووالدتها يمس شرفها! وإنها من جعلت رحمه فتاة سيئة السمعة.
ولم تكتف عنايات