رواية رائعة بقلم إسراء عبداللطيف
يديه قائلا ب نبره جديه تحمل بين ثناياها تحذيرا
_ أنت و جاسر ابنى اللى هتستلموا الشحنه فى معادها طبعا و الا أنت عارف طبعا ف أحسنلك يا أدهم بلاش تقف قدامي و تتحداني !
_ أنسي أنا خلاص فوقت أنا لايمكن أدخل السم ده فى البلد تانى فاهمنى
قالها ب ڠضب و هو يبعد يدي عاصم عنه ب عصبيه و خرج سريعا دون أن يستمع لإي كلمه أخري من عمه
_ ما براحه يا ابن عمي مالك واخد في وشك و ماشي كده !
_ أوعي أنت كمان من وشي أنا ناقصك !
قالها أدهم و هو يزيح ذلك الشاب ب يديه بعيدا و خرج من القصر
دخل جاسر إلي المكتب و جلس علي أحدي لمقاعد الجلديه أمام المكتب قبالة عاصم و عقد حاجبيه متسائلا
_ هو ماله أدهم يا بابا !
_أصله رجع لدور الشرف من تاني
قالها عاصم ب سخريه واضحه
أستند جاسر علي خلفية المقعد قائلا ب ضحك
_ مش هنخلص بقي أنا عارف نهله أختى بتحبه على أيه ده حتى نكدى !
تحدث مصطفي ب ضعف
_ ماتخفش ده جبان أوي أنا عارف هيلف شويه و يرجعلنا
زى كل مره يعني هيروح فين !
ركب أدهم سيارته و أنطلق بها ب سرعه كبيره محدثا نفسه و العبرات تنهمر على وجنتيه
_ أنا لازم أروح الفيوم لخالتى و أزور أمي أنت وحشتينى أوى ليه سبتينى لوحدي أنا لازم أروحلك أيوة لازم أروحلك مبقاش ليا حد من بعدك
بدأ أدهم في البكاء قائلا ب حسره
_ حتي يوم ما فكرت أجيلك يا أمي فشلت في المۏت !
كانت نور واقفه خلف الباب تتنصت عليه ف سمعت بكاءه و نحيبه و هو يقول هذا ف أدمعت عيناها فهي أيضا تشتاق لولدتها كثيرا و رفعت كفها لتجفف عبراتها و أدعت الأبتسام و همت ب الدخول ممسكه ب يديها صينية طعام صائحه ب مرحها المعتاد
ثم وضعت الصينيه علي الفراش أمامه
عقد أدهم ذراعيه أمام صدره قائلا ب ضيق
_ مش عايز حاجه
أنتصبت نور في وقفتها و بدا الحزن علي وجهها واضحا قائله ب آلم
_ بص لو أنت زعلان علشان والدتك ف أنا كمان والدتى سابتنى و ماټت ده أمر ربنا و مكتوب و كلنا ھنموت و أكيد هما في مكان أحسن من هنا ب كتير
_ خلاص أنا أسف ماتعيطيش
مسحت نور عبراتها و سرعان ما تغيرت ملامح وجهها للفرحه قائله ب مزاح
_ أيه ده ما أنت طلعت محترم و بتعتذر أهو
نظر إليها أدهم ب ضيق و ضيق عيناه معلقا ب
_ ليه هو أنا مش محترم يعنى !
_ الصراحه طريقتك من شويه كانت بتبين غير كده خالص سيبك المهم لازم تاكل حاجه علشان تاخد العلاج و تستريح و لو عايز حاجه أنده عليا أنا تحت
قالت نور جملتها الأخيره قبل أن تخرج من الغرفه و تغلق خلفها الباب تاركه أدهم ب مفرده
نظر أدهم إلى الطعام ف هو جائع حقا و شرع في ألتهامه ب شهيه
في قصر الشناوى ب القاهره
كان في مكتبه يراجع بعض الأوراقه ف دخلت عليه ابنته
_ هاي دادى
نهله هي ابنة عاصم الصغرى و تبلغ عشرون عاما ذات بشره بيضاء و عينان بنيه و شعر مصبوغ ب اللون الاشقر و جسدها رشيق و طويله ترتدى بنطال من الجينز الضيق للغايه و بدى بدون أكمام عارى الصدر و قصير و من المفترض إنها خطيبة أدهم
_ ماى بيبي أهلا
قالها عاصم و هو
عقدت نهله حاجبيها متسآله
_ هو فين أدهم يا دادى مش باين بقاله كام يوم !
_ حبيبك ياستي رجع لدور الشرف من تاني شويه و تلاقيه رجع القصر هيروح فين يعني !
لوت نهله فمها فى عدم رضا قائله ب ضيق
_ أوكى أنا خارجه
و خرجت من المكتب و رحلت بينما جلس عاصم علي مكتبه و هو يتذكر شئ ما
بصي يا رحمه إنت تاني مره تحملى و أنا عايز
يجيلي ولد فاهمه !
جلست رحمه علي الأريكه تبكي تلك السيده التي يبدو عليها إنها ذات وقار قائله ب حسره
_ بس ده مش بأيدى يا عاصم ده بأيد ربنا !
_ لو طلعت اللى فى بطنك دى بنت أنا ھڨتلها مش كفايه أول خلفة ليك طلعت بنت عايزة تبليني ب بنت تانيه !
قالها عاصم ب صرامه و ڠضب و هو قابض علي ذراع رحمه و أوقفها من على الأريكه ثم ألقاها بشده علي الفراش
_ ححاضر فهمت حاضر
قالتها رحمه ب خوف شديد
أسند عاصم يده أسفل ذقنه و حكها قائلا و هو يسلط نظره علي نقطة ما ب الفراغ
_ أموت و أعرف أختفيتي فين يا رحمه أنت و البنات !
في المزرعه ب الفيوم
وقف أدهم من علي فراشه و هو يشعر ب التعب و لكن قرر التوجه إلي الطابق السفلي و خرج للحديقه فوجد نور ترتدي سيلوبت جينز و كاب
على رأسها و ترسم ف أبتسم على هيئتها التى تبدو بها كالطفله ملحوظه أدهم هو شاب طويل مفتول العضلات صاحب بشره خمريه و عينان بنيه ضيقه حاده و شعر بني كثيف و يبلغ سبع و عشرون عاما و هو الابن الوحيد لمصطفي ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله و ثبت الكاميرا على نور و هو يبتسم و ألتقطت لها صوره
سمعت نور صوت ألتقاط صوره من الكاميرا ف نظرت للناحيه الأخري لتجد أدهم يقف ممسكا اهتفه و يثبته عليها ف وقفت ب ڠضب و توجهت ناحيته
وقفت نور قبالة أدهم و عقدت ذراعيها أمام صدرها قائله ب ضيق
_ أنت بتصور أيه إن شاء الله !
أبتسم أدهم و هو يعيد الهاتف إلي جيبه قائلا
_ أبدا و لا حاجه !
_ هات الموبيل ده و ريني كده هات
حاولت نور أن تأخذ الهاتف من أدهم و هو يبتسم و يبعده عنها حتي أسقطته أرضا و سقطت فوقه
ظل أدهم يضحك على ما تفعله نور بينما تعصبت هي كثيرا منه و ظلت تضربه ب كفها على صدره و همت تقف و تنفض عنها الأتربه العالقه ب ملابسها
بينما أستند هو ب مرفقيه على الأرضيه المزروعه و ظل يضحك حتي لمح تلك اللوحه التي كانت ترسمها هي ف وقف متسائلا
_ رسمك ده !
نظرت إليه نور ب سخريه و عقدت ذراعيها أمام صدرها قائله ب أستخفاف
_ لأ رسم أبويا !
نفخ أدهم ب ڠضب معلقا ب ضيق
_ بنت أنت ردي عدل سامعه !
فكت هي أنعقاد ذراعيها و وضعت أحداهما في منتصف خصرها قائله ب سخريه
_ لأ خوفتني بجد ما تيجي تضربني قلمين أحسن !
أدرك أدهم أنه لا مجال للتغلب على هذه الحمقاء ب الكلام و أغمض عيناه ل يسيطر علي غضبه و أخذ نفسا عميقا متمتما ب
_ يارب المفروض إنها بنت ناس بتجيب الكلام ده منين !
عقدت نور حاجبيها متسائله ب صوت مرتفع
_ بتقول أيه أنت سمعني كده !
فتح أدهم عيناه و نظر إليها ب أبتسامه سخيفه محاولا تغيير مجري الحديث قائلا و هو ينظر إلي اللوحه
_ لا بس رسمك جامد فعلا !
ضحكت نور و نتج عن ضحكتها أغلاق عينيها لا أراديا قائله ب فخر
_ أكيد طبعا مش رسمي
نظر أدهم إليها و هي تضحك و أرتسمت على ثغره أبتسامه عفويه لرؤيتها هكذا
أقتربت نور منه قائله ب هدوء و برائه و هي تشير بيدها إلي مكانا ام ب الحديقه
_ طيب ممكن تساعدني أشيل اللوحه و الحامل و أحطهم هناك كده
_ بس كده حاضر يا ستي
توجه أدهم ناحية الحامل و رفعه ب سهوله و وضعه في المكان الذي أشارت هي أليه
_ لا عال ده أحنا بقينا كويسين أوى ده أنا طلعت دكتوره شاطره أهو و ييجي مني !
قالتها نور وهي تضع يديها في منتصف خصرها و تبتسم
ألتف أدهم ناحيتها و هو عاقد حاجبيه متسائلا ب
_ أيه ده هو إنت دكتوره !
_ حيلك حيلك أنت ما بتصدق
قالتها نور وهي تحرك يديها أمام أدهم
_ أمال بتهزري يعنى !
_ اه في مانع ياعم أنا بدرس في فنون جميله وكم
_ بس بس خلاص إنت هترغي معايا و لا أيه
قالها أدهم و هو يحرك سبابته أمام وجه نور ل تصمت
_ ما أنت كنت كويس و بتضحك دلوقت أيه اللي حصل و بعدين تصدق أنك رخم و دمك تقيل و أنا غلطانه إنى أصلا ساعدتك !
قالتها نور ب ڠضب و هي ټضرب قدميها في الأرض ب عصبيه
_ بس بس يا فاشله
_ مين دي اللى فاشه !
_ لا وكمان عاميه هو فيه حد غيرك واقف هنا يا يا بتاعت فنون جميله
في هذه