رواية كاملة الجزء الثاني بقلم لادوو غنيم
معا والدتها ب المشفى تبكيا بجوار بعضهما اما جبران فلم يتركها بمفردها ظلا معها جالسا على المقعد أمامها يشعر
بالقلق عليها من شدة بكائها الذي يقهر قلبهظلا يراقبها بعيناه التي تحترق من رؤيتها بتلك الهيئة البائسة كان يود أن ينهض و يخبئها داخل صدره يحتوي حزنها بنبضات قلبه التى تنبض الأن بتمرد
اما عمران فجلسى بجوار الأخر قائلا
خلصت الأوراق و إلا لسه!
خلصتها هنتحرك ع المډفن الساعة سته بعد ما نصلى الفجر عليه عشان تكون الشمس طلعت
وجعك بس ربنا عالم أنى لو كنت أقدر أخد الۏجع من قلبك و حطه فى قلبى عشان أنت متتوجعيش كنت عملتها
كلماته الدافئة لم تخفف عنها ذلك الألم الذي ېمزق أوتارها فمالت بوجهها تذداد بكائا فنهض و جلسى بجوارها و قربها منه و مليئ ب الدفئ و العشق النابع من صميم قلبه النابض الذي ينبض بكنيتهاظلا يساندها بمشاعره الصادقة فكل رجفة كانت ترتجفها بين يداه تجعله يذاد حنقا من شدة خوفه عليها كم كأن يود أن يخرج قلبها من صدرها و يشقه و يخرج منه جميع الألم و الأوجاع ثم يغسله بمأ أنقى من الحليب ليتخلص من كل مشاعر الحزن ثم يرجعه إلى صدرها ليتبدل الحزن ب السعادة و الدموع ب البسمة
ب العالم أدرك أنها أغلى لدية من نبضات قلبه تأكد أنها لم تملك فقط عشق الروح لا بل تخطتها بمراحل عديدة و أصبحت النبض النابض للروح فبدوا نبضها ستموت الروح
عند الساعة السادسة صباحا كانوا يقفوا جمعيا داخل مدافن الرفاعى أمام قبر السيد محمود يلقوا علية السلام الأخير و لم يختصر الأمر فقط على رؤيه و والدتها و جبران و كريمان و عمران لا بل جأء جميع أفراد بيت المغازى فقد حضرا السيد رياض و كان الداعم الأكثر لرؤيه فقد ظلا بجوارها على مقعدة المتحرك و كلما سمعى صوت شهقات بكائها يرفع يده و يمسك بيدها مرتبا عليها ليخفف عنها و كانت أيضا الفتيات بجوارها نجمة و هلال يدعمونها بكلمات المواسية و السيدة فاطيما و السيدة ناهد
ظلوا جميعا معها لم يتركوها لدقيقة حتى أنتهت مراسم الډفن و طلبت السيدة كريمان من والدة رؤيه أن تبقى معهم لكنها قررت الذهاب إلى بيت أخيها لتظل بهى برفقة عائلتها و لم تكن أمام السيدة خيارا غير الموافقة و طلبت من عامري أن يوصلها اما الباقين فصعدوا إلى سيارتهم و ذهبوا إلى القصر و هناك عندوصولهم أتجها كلن منهم إلى حجرة نومه لينالوا قسطا من الراحة
كنت مفكره أنك لما تشوفى نور هتضحكى و أنها هتقدر تخفف عنك
ردت عليها تقول ب بسمة أشد حزنا
نور حبيبتي ربنا عالم أنى بعتبرها بنتى و بفرح لما بشيلها كفاية أنها بنت حبيبى بس كل الحكاية أنى مش قادره أخطاه نظرات بابا و هو بيطلب السماح منى مش قادرة أنسا نظرة القلق اللى كانت فى عيونه لأحسن ما سمحوش
تبسمت لها السيدة كريمان بأقتراح
طب أيه رئيك لو تروحى تعملى عمره لأبوكى كده هيعرف أنك مسمحاه و فى نفس الوقت هتغفريله ذنوبة
لمعت عيناها ببريق الأشتياق للقاء مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم و الوقف أمام الكعبة التى يوجد فوقها مباشرتا عرش الله رب العالمين
أنت بتتكلمى جد يا ماما !!
طبعا بتكلم جد بس أنت أدعى ربنا أنه يكتب هالكم و مفيش حاجة تاجل السفر أنا هروح أبلغ جبران هو فى المكتب معا رياض
ذهبت السيدة كريمان بكل الطف لتخبرهم ب الشئ الذي سيعيد البسمة لوجة زوجة أبنها و يخفف عنها قهرها اما رؤيه فظلت تحمل نور بين يداها حتى دخلا إليها جبران و جلسى بجوارها يبصر بعيناها قائلا بهدؤ
أمى بلغتنى عن موضوع العمره أنا موافق طبعا مدام الموضوع دا هيريحك و يخليكى تتحسنى
مالت تسند رأسها على كتفاه تتنهد براحة خرجت من جوف قلبها تتلو عليه كلماتها
أنا بحبك يا جبران رب العالمين ليا أنا مقدرش أتخيل حياتى من غيرك أنت مش بس جوزى و صديقى لاء أنت حبيبي و سندى و ضهري بحسك عكازي فى الدنيا جبران لقلبى ربنا عوضنى بيك أنت الحاجة الوحيدة اللى بتخلينى أحس أن ربنا غفرلى ذنبى لأنه هدانى بزوج زيك
رتب على رأسها بذات التنهيدة
و أنا بحبك يا رؤية عين جبران
أنت هتطلع معايا العمره صح
أن شاء الله لأنى مقدرش أسيبك لوحدك
طب ممكن أطلب منك طلب
أنت تأمر ياحبيبي
ممكن ناخد نور معانه خلينا نطلع أسرة معا بعض حبه نقف قدام الكعبة أحنا التلاته معا بعض
حاضر أعتبريه حصل مدام دي رغبتك
شكرا بجد على كل حاجة
ردفا تلك المرة قائلا بتحمم ذو بحة ماكرة
بس قوليلى هو مين حقيقي اللى باصص لنا فى الجوازة دأنا مختلتش بيكى غير يوم واحد لما أتصابة ايه أمشي أتصاب تانى عشان نعيد أمجاد اليوم العظيم اللى عشناه فى الشقة
أهتزت ب بسمة هادئة تقول
معلش اللي بيصبر ربه كريم
والله أنا صابر و عامل اللى عليا و ذيادة و مقدر كل الظروف بس عالله حبيبي بقى لما يروق كده يدلعنى شوية
أن شاء الله
هكذا أجابته بضحكة راسيهفتنهد قائلا
مبخدش منك غير كلام و بس المهم فاكرة الواد اللى أطاول عليكى فى الحفلة هيأجى كمان ساعة عشان يعتذر منك
خرجت من عناقه و نظرة له مستفهما
يعتذرلى ليه ما خلاص أنت ضړبته و الموضوع
خلص !!
لاء مخلصش لزم ياجى و يعتذر منك و أنت من حقك تقبلى أعتذارة أو لاء هو المفروض كان يجيلك تانى يوم الۏفاة بس أنا أجلتها يومين عشان تبقى أتحسنتى
ماشي اللى تشوفه أنا هطلع بقى ألاوضة بنور عشان نرتاح شوية يا حبيبي
ماشي و أنا شوية و هحصلكم
أومأة بتفهم ثم نهضت و ذهبت اما هما فنهض و ذهب إلى مكتب أبيه حيث يجلس عمران و عامري معا الضابط بسام الذي فور رؤيته لجبران نهضا قائلا بجدية
أهلا يا أستاذ جبران أخبار حضرتك ايه
قطب جبينه مستفهما
أنت الظابط بتاع الفيوم مش كده ايه اللى جابك هنا
تحمحم برسمية قائلا
أنا أتنقلت هنا القاهرة
ايه سبب الزيارة
سبب الزيارة إنى جاي ابلغكم أن سالم الشداد و أبنه حازم و نرمين بنت أخوة و السكرتيرة بتاعته شمس أتقتلوا كلهم أمبارح ب الليل
قوص حاجبيه ببعض الدهشة
مين اللى قټلهم
بعد مراجعتنا
للكاميرات أتاكدنا أنهم قتلوه بعض أو ب الأخص سالم قتل حازم و نرمين و شمس هى اللى قټلته و بعد كده حدفة نفسها تحت عربية و ماټت !
جلس جبران على المقعد. ثم جلس أيضا بسام الذي سأله جبران مستفهما
و هو أنت جاي تبلغنا بخبر موتهم ليه ايه علاقتنه
أنا هقولكم ايه علاقتكم
و هنا بدأ يروي بسام تفاصيل مقابلته معا سالم وكم الكره الذي وجده بعيناه لتلك العائلة و كشف له حقيقة شمس و ختم حديثه بقول
لولة أن سالم ماټ مكنتوش هتقدرو أنكم تخلصوا من مصايبه و مكايدة اللى كان هيوقعكم فيها خصوصا أنه بدئها ب المخدر_ات اللى بدلتها شمس بشنطة عامري اللى أنت قدرت أنك تتخلص منها عشان محدش يلقيها
و يقبض علي أخوك يوم الحفلة
أجابة جبران بأستنكار
أنا معرفش حاجه عن موضوع المخد_رات دا اما ب النسبة لسالم فداه واحد. متجزش عليه الرحمة هو و أبنه الأتنين أحقر من بعض و كويس أنهم قتلوه بعض لأن الڼار بتاكل بعضها و هما أسود من دخان الڼار
تدخلا عامري بجدية
فى كل الأحوال تسلم طبعا لأنك جأت الحد هنا عشان تبلغنه ب الأخبار دي
أنا معملتش غير الواجب و دلوقتي مضطر أنى أقوم عشان أرجع شغلى
نهض حازم و قام عمران و عامري بوداعه اما جبران فعندما وقف أمامه مد له يد المصافحة قائلا
مقابلتنا أول مرة كانت سخفية و مش هنكر أنى أتخطيت حدودي معاك فى الكلام بس الحالة اللى كنت فيها مكنتش تسمحلى نهائي ب الهدؤ
تبسم له بسام قائلا
متاخدش فى بالك حصل خير عن أذنك سلام
ذهبى حازم اما عمران فنظرا لجبران قائلا
يعنى لولة أنك شكيت فى حازم من يوم ماجه يطلب أيد نجمة كان زمانه دلوقتي عايش معانا و مش بعيد كان ورط نجمة معاه فى أي مصېبة
ردا عامري بجدية
فعلا ياما الوشوش بتخدع حتى يوم ما بلغتنا بحقيقتة أتصدمنا و مكناش متوقعين أنه بالقرف دا هو و اللى جابوه
نظرا لهما جبران بتركيز و بدأ يتذكر ما حدث
فلاش باك
يوم مجئ حازم ليطلب يد نجمة فور أن وقفه أمامه جبران و سمع بحة صوته شك بشأنه فبذلك الوقت لم تكن أذنيه قد نسيتا صوت خطيب رؤيه كانت نفس البحة و أيضا ذات الأسم مما جعله شكه يذدادو طلب من أحدا أن ياتيه ببيانات حازم بعدما ارسل لهم أسمه و صورة ألتقطها له من كاميرات القصر و بعد ذهاب جبران لبضعة أيام أتى وجلس بصحبة رجال البيت يقولهم بجدية
الواد اللى عاوز يخطب نجمة طلع ابن سالم الشداد