الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة الجزء الثاني بقلم لادوو غنيم

انت في الصفحة 38 من 116 صفحات

موقع أيام نيوز

 


منى عشان حالتها ما تتآثرش !! 
تنهد ببحة إنكسار 
كان لازم نكدب عليها عشان نفسيتها ما تتعبش أكتر...ومتنساش إنك وعدتنى بإنها ممكن تخرج من الولاده عايشه طبعا دا بأمر الله
الطبيب بجدية  
في حالات كتير مرت علينا زي مرات حضرتك وفي منهم كانوا بيخرجوا من الولادة عايشين وأطفالهم كمان بخير بس دا طبعا عشان كانوا بيلتزموا بالملاحظات اللى بديهالهم...وتنفذهم لطرق الراحه والعلاج وتحديدٱ لمعاد الولاده قيصري لإن لو حصل ولاده طبيعى الرحم هينفجر بسبب الشق وهيتسبب بټسمم الأم والجنين...عشان كدا في الحالات اللى زي المدام بنضطر نولدهم قيصري قبل المعاد الطبيعى عشان نضمن عدم إڼفجار الرحم...دا غير إن بيبقى معانا أساتذه كبار فى غرفة العمليات عشان لو حصل أي حاجة نقدر نسيطر على الوضع  

حاول الطبيب أن يطمئنه قليلا لكن خوفه عليها لم يسكت عن الصړيخ بقلبه وقال له  
تمام يا دكتور هنمشي على أوامرك وبإذن الله خير مع السلامة 
أغلق الجوال ونظر لها وجدها تغفوا بنعاس فذهب وتوضأ ثم عاد وبدأ بصلاة قيام الليل بجوارها على الأرض ليدعوا الله لها بالنجاه والحمايه 
ومرت سبعة أيام وخلالهم لم يحدث الكثير من الأشياء...فكل شئ عادي وهادئ مثل الماضي  وجاء يوم سفر  فريحه  بعد أن ودعت الجميع ذهبت إلى الخارج حيث حديقة القصر ووقفت أمام عامري الذي ينتظرها بجوار سيارتها 
ياللا أديك هتخلص منى 
تحدثت بعين دامعه تخفي الم فراقها فتنهد بشعورا قبض قلبه لم يراوضه من قبل 
صدقينى هفتقدك جدا أنا عاوزك تخلى بالك من نفسك ولو إحتاجتى أي حاجه في أي وقت قوليلي وأوعدك إنك هتلاقينى دائما جانبك 
مد يده ليصافحها فحتضنت يده بنبض جعلها تتشبث بيده وبعينيها سطورا مسطره بألحان الحب  
هتوحشنى أوي يا  عامري  
تبسم بحزنا غمم ملامحه 
أشوف وشك على خير  
سحب يده برفق من بين أصابعها الدافئه وبتعد خطوه للوراء فحركت رأسها ببسمه يائسه وركبت السياره برفقت السائق وذهبت من القصر اما هو فتنفس بحزن لم يعرف من أين أتاه وستدار للخلف فوجد أخيه يقف ويناظره بتساؤل 
مالك شكلك زعلان كدا ليه !! 
مش عارف مكنتش متخيل إنها لما تمشي هزعل كدا 
حرك رأسه ببسمة الهدوء 
عشان إحنا كبشر ما بنحسش بالحاجه الحلوه غير لما بتروح من إيدنا 
قصدك إيه 
قصدي إنك بتحبها يا  عامري  
أنكر بقوله الهادئ 
لاء...محبتهاش أنا حبيبت فكرة حبها ليا حبيت تمسكها بيا حبيبت محاولتها عشان تقرب مني حبيت جنون حبها حبيت طيبتها ومسامحتها ليا بعد كل كلمه قاسيه بقولهالها قلبي لسه محبهاش بس إتعلق بتفاصيلها 
ربت أخيه على ذراعه قائلا  
هتحبها مدام حبيت كل التفاصيل دي فصدقنى مبقاش فاضل علي عشقك ليها غير تكه ياللا روح وراها مضيعهاش من إيدك  ! 
قطب جبهته بتساؤل 
إنت شايف كدا 
مش مهم أنا شايف ايه المهم إنت شايف إيه 
بصراحه كدا شايف إنى هفتقدها أوي وهشتاق لحبها ليا وچنونها وعفويتها 
لوح له برأسه ليلحقها بقول 
طب ياللا وراها لو سافرت مش هترجعلك تانى الفرصه مش هتجيلك مرتين يا  عامري  إمسك فإللى بيحبك  وصدقنى بحبها ليك هتخليك مش بس تحبها لاء دا إنت هتبقي عاشق لروحها 
باح له بأسرار العاشقين فعانقه بحب أخوي ثم خرج من عناقه وركب السياره ليلحق بها 
وبعد ساعتين بالمطار كانت تقف  فريحه  بممر الدخول للطائره وعينيها لم تكف عن البكاء...وهى تتذكر تلك الأوقات اللى جمعتهم سويا حتى سمعته يحادثها بصوتا تغزوه الجديه 
فى ناس هنا مش بتوفي بكلامها مش...قولتى مش هتسافري وتسبينى 
إرتجف القلب بنبضه هزت كيانها فلم تكن تصدق أذنيها وإستدارت بلهفه تبحث عن صوته حتى وقعت عينيها عليه يقف خلف سور حديدي صغير فتسعت عينيها بذهولا لون فمها بالفرح وجعلها تركض إليه مثل الطفله الصغيره التى وجدت رفيقها 
ثم وقفت أمامه تسأله پصدمه 
إنت جيت ورايا ليه أوعى يكون اللى في بالى والله يجرالي حاجه 
بلل شفاه بمراوغه 
بصي من الأول عشان نبقي علي نور لازم نبقي متفقين إنى لسه محبتكيش الحب اللي بتتمنيه بس أوعدك إنى هحاول وعلى فكره كنت هتوحشينى أوي لو سافرتى 
شهقت پبكاء مسموع فنظر البعض لهم فتحمحم بتفاهم 
مالك طيب بتعيطى ليه بقولك مش عاوزك تسافري وتسبينى لوحدي و
نظرت له بتساؤل وهى تذداد في البكاء 
وهى دي شويه دا أنا عشت عمري كله بحلم بكلمه منك  
تنهد ببسمه هادئه ثم قال 
طب خلاص متعيطيش وعلى فكره أنا ناوي أتقدملك وأخطبك دا يعنى لو إنت موافقه  
إنت لسه بتسأل أنا معنديش مانع إننا نتجوز
دلوقتي أصلا 
حرك رأسه برسميه يحتويها التبسم 
إنت مش هتتغيري أبدا لاء مفيش...جواز دلوقتي 
احنا هنتخطب عشان ناخد فرصه لعلاقتنا لو حصل نصيب وعلاقتنا نجحت هنتجوزك  إنما لو لاقدر الله  
علاقتنا فشلت ه ننهي الخطوبه وكل حد مننا يروح لحاله 
هتفت بإصرار 
هتنجح طبعا إن شاء الله يعنى وحتى لو ما نجحتش هنجحها بالعافيه 
قال بجدية  
إحنا هنتخطب وهسافر معاكى فرنسا همسك فرع الشركة بتاعنا هناك وإنت إنضمى لشانيل إشتغلى معاهم وانجحى  عشان لا قدر الله علاقتنا لو فشلت مبقاش ضيعت كل الفرص منك 
أفهم من كلامك إننا بعد ما نتخطب هتسافر معايا فرنسا تشتغل هناك وأنا كمان أحقق حلمى وانضم لتيم شانيل 
أيوة بالظبط كدا !! 
لم تكن تصدق أن أحلامها قد تحققت مما جعلها تقترب منه لتعانقه لكنها رفض مبتعدا للوراء  
هتعملى ايه 
هحضنك 
هتف بنفى 
لاء...طبعا تحضنينى لما تبقي مراتى إنما قبل كدا حرام ...ياريت بقي نتعلم أصول الدين شويه 
ضيقت عينيها بمراوغه  
أموت أنا في أخلاقك بس يعنى الحضن مفهوش حاجه قرب بقي
أقرب إيه يابت ما تظبطى قولتلك مفيش أحضان قبل ما أكتب عليكى والفرح يتم 
خلاص ماشي زي ما تحب 
هتف بتمنى 
و ياريت بقي لو تلبسي الحجاب ولبسك يبقي محتشم زي  رؤيه مرات جبران  لإنى محبش جسم مراتى يبقى باب لكل العيون ...أنا مش بأمرك أنا بطلب منك...والقرار ليكى 
طبعا موافقه أوعدك إنى هلبسه وهنتظم كمان 
على الصلاه  
فرك لحيته بمشاكسه 
شكلك هتخلينى أحبك بسرعه 
اتسعت عينيها بقناديل الغرام تبوح  
والله ما هتندم إنك إدتنى الفرصه دي...وعلى رأي المثل خد اللي بيحبك...عشان بحبه هيصونك ويخليك دايب فيه 
ناظرها ببسمة رضا 
ماشي ياله خلينا نرجع القصر  
ثبت يدها بيده فقاله بجديه  
معا إن بردوا التلامس دا حرام قبل الجواز...بس مش هسيب إيدك المره دي 
غزت السعاده عينيها بقلب يزروف شموع الفرح...نبضات قلبها مثل الموج العالى تسحبها للأفق برنيم العاشقين 
إيدي مش هتسيب إيدك لآخر العمر يا  عامري  
مرت الأيام والأشهر وخلالهم تمت خطبت  عامري وفريحه  وبعد ذلك سافروا لفرنسا ليبدؤا بعملهم هو بفرع شركتهم وهى لتحقق حلمها بالعمل مع  شانيل  أما بمصر بحياة  جبران ورؤيه  فقد ظل بجوارها على مدار تسعة أشهر لم يذهب بها إلى الشركه فكان يتابع أعماله من داخل حجرته بالقصر...فلم يكن يود أن يترك زوجته فكان يهتم بطعامها وشرابها ومساعدتها في دخول الحمام...وأخذ الدواء كان يرعاها بكيانه خوفا عليها من أن يصيبها مكروه أما هى فلم تكن تفعل شئ سوا النوم وقرائت القرآن يوميا بجوار صغيرته وإطعامها والإهتمام بها فقد بدأت بتعلم السير فكانت أتمت العام والتسع أشهر...وقد تعلقت كثيرا برؤيه وأصبحت تنعتها بكلمة ماما بصوتها الصغير المتقطع بحروفا مازالت تتعلمها 
أما  هلال  فكانت تذهب إلى عملها بالشركه كل يوم وعندما تعود تدخل إلى  رؤيه  لتطمئن عليها وترعاها قليلا  أما  عمران  فكانت حياته بين القصر والشركه يتابع كل شئ بدلا عن  جبران  وحينما يعود يرعى  هلال  ويساعدها فى تجهيزات غرفة طفلهما أما باقي العائلة فكانوا جميعا يتكاتفوا ويهتمون بمراعاة  رؤيه  وهلال 
وجاء اليوم الموعد لولادة  هلال  ورؤيه فقد أخبرهم الطبيب بأن معاد ولادتهم ستكون في نفس اليوم بسبب تقارب موعد حملهما وذهبوا إلى المشفى أما جبران فأخذ  رؤيه  فى موعد قبل الذهاب إلى  المشفى  وحينما وصلوا إلى  المكان الموعود نزلوا من السياره وأبصرت عينيها على تلك اللوحه المعلقه على بوابة زهريه مكتوبا عليها 
حضانة الرؤيه. كان الإسم مدون بالعربيه والإنجليزيه لم تكن تصدق ما تقرأه بعينيها الدامعتين بسعاده فقترب منها يحتوي يدها بيده ودخل بها من البوابه لتتفاجئ بجمال وبساطة تلك الحضانه فرغم إتساعها وفخامتها إلا أن الوانها الراقيه بألوان تزهر العيون ومحتواياتها والعابها جعلتها غايه في البساطه والجمال 
كانت تسبح بعينيها بها تناظر كل مترا بها حتى شعرت به ياتى من خلفها يحتضنها ويحتوي بطنها المنتفخه بيداه يتمتم بجوار أذنيها بكلمات كالعسل وسط حياه مره 
أنا اللى صممتها وإخترت كل حاجه فيها عشان تبقي شبه بساطة جمالك وفخامة حبك اللى مالى قلبي 
إحتوت يداه بتشبث على بطنها تبوح بسعاده تغمرها 
دي أجمل هديه في حياتى أنا مش مصدقه عينى أنا فكرتك نسيت الموضوع أصلا  
و هو أنا أقدر أنسي طلب روح روحي  
أنا بحبك أوي يا  جبران  وفرحانه أوي عشان رايحه اجبلك حته منك أنا متحمس أوي عشان أعرف النوع ايه إنت عاوز ولد ولا بنوته 
شدد من إحتضانه بها وكإنه الحضن الأخير...فقد كانه يعلم أنها على مقربه من المۏت فقد أخبره الطبيب أن الشق قد تضاعف كثيرا بطريقه لم يشاهدها من قبل مما جعل نجاتها املا ضعيفا  إرتوي قلبه من الألم وحزن الفراق لروح سكنت الروح تألمت عينيه بمياه تود أن تغزوها لتغمر وجنتيه لكنه لم يفقد الأمل وقبل وجنتها بعدما قال لها 
أنا مش عاوز غيرك إنت من الدنيا إوعدينى إنك تتمسكى بحياتنا 
كانت تجهل سبب ذلك الحديث فقالت بعفويه 
اللي يسمعك يقول إن الدكتور قالك إنى ھموت 
بعد الشړ عليك متقوليش...كدا تانى إنتي هتعيشي بأمر الله عشان تربي عيالنا وتخلى بالك منى مش أنا حبيبك يرضيكي تسيبى  جبران  لوحده وتمشي 
لم يستطيع كبت دموعه أكثر من ذلك فخرجت تبلل وجنتيه وتحرك بياض عينه بخيوط حمراء تشبه الشرار أنين القلب الضائع مثل بحار وسط المحيط تائه ولا يجد مرسي الحزن مثل الخيمه فوق قلبه تظلم لياليه القادمه پخوف الفراق ...عانقها بشوقا جعلها تتألم بين يداه لكنها لم تكن تود أن تتركه فبادلته العناق بذات البكاء فقد شعرت بثقل يحتل نبضاتها قبضه ممېته ترهقها 
بحبك يا رؤية عينى 
وأنا
 

 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 116 صفحات