رواية كاملة بقلم عبير علي
لسه بعيد أصله وحشنى أوى وعايزه أشوفه وألعب معاه ..............
ﻻ يا حبيبتى بابا رجع وهو دلوقتى بيشترى لعب كتير أوى علشان لما يجى يشوفك ............
طيب بص يا عمو إديه البوسه الكبيره دى وقوله أنه وحشنى أوى ويجى بقى بسرعه ..............
كانت فريده تستمع إلى رقيه وهى تبكى فهذه أول مره تتكلم بهذا الشكل عن والدها ... كانت أخبرتها انه سافر إلى مكان بعيد وكانت تريها صوره له حتى تحفظ شكله ... على الرغم من كل ما حدث فإنه يظل والدها وﻻ تستطيع ان تشوه صورته .............
انا بجد مش مصدق إن كل ده حصل ... أنا فاكر اﻷيام دى وعرفت إن جدى طلب إنه يشوف بابا ... ولما بابا
بعدها بيومين سافروا وبابا قال إن جدى عايزهم فى موضوع مهم ... عدى أسبوع وعرفنا إن جدى ماټ بابا مرضيش إن إحنا نسافر ... بعد ما رجعوا أخويا حالته كانت متغيره أوى مبقاش بيتكلم مع حد ... وحابس نفسه فى أوضته مخرجش منها ..........
يقول إيه اللى حصل ... ومحدش كان فاهم حاجه وخصوصا إنه كان عايز يتجوز واحده زميلته وكان محدد ميعاد مع أهلها ...... بعدها بحوالى تلت أسابيع عمل حاډثه فضل فى المستشفى حوالى أسبوع بس كان رافض إن حد يزوره .. عدى كمان يومين وعرفنا إنه سافر بره من غير ما يقول لحد ............
فات أربع شهور ورجع .... كان لينا فرع فى شرم هو اللى مسكه .... وبعدها بسنتين لما بابا ماټ ... كنا بنجمع الورق بتاعه وساعتها أنا شوفت صوره من قسيمه الجواز .... سألت أمى عليها قالتلى إن ده الموضوع
صدقينى يا فريده إن فارس ميعرفش حاجه عن كل حتى منعرفش إن عمى ماټ وكان كل ما بنقول إن إحنا عايزين نزوركم يقول إن عمى هو اللى رافض وإنه مش عايز يشوفنا .... أنا معرفش إيه اللى حصل بينكم ... بس اللى أنا متأكد منه إن
بص يا حازم فريده خاېفه جدا على بنتها من فارس وكمان من ټهديد والدتك .... هى أكيد مش هتمانع إن فارس يعرف إن عنده بنت ... بس هى عايزه إنكم تسوبوها فى حالها وأخوك يطلقها .........
أنا هتكلم مع فارس وهنوصل لحل أنا مش عايزك تخافى من حد أنا معاكى علطول.... انا ﻻزم أمشى دلوقتى وجايز لما أرجع يكون معايا ماشى أنا ﻻزم أمشى يﻻ سﻻم ..........!!!
الحادى عشر
ذهب حازم وطلب من أحمد المجئ معه ... ذهبوا إلى الشركه فحازم يعلم جيدا أن أخيه يعمل إلى وقت متأخر جدا وأوقات كثيره ينام فى المكتب .... بعد أن أستأذنوا بالدخول وأحمد ﻻيعلم لماذا يريد حازم حضوره ........
فى إيه يا حازم ما تخلص انت عارف إن ورايا شغل فلخص وهات من اﻷخر ......
بص هو يعنى كنت عايزك فى موضوع .. هو مش أنا اللى عايزك ده أحمد هو اللى كان عايز .....
أحمد طالب القرب منك عايز يخطب فريده بنت عمى ....
حازم صدم من الكﻻم الذى تفوه به .. وهو ﻻيعلم لماذا قال ذلك ... وأيضا أحمد كان فارها فمه وهو ينظر لحازم بذهول .......
مبروك بس أنا مش فاهم انت جايلى ليه مرحتش ليه لولى أمرها وخطبتها منه انا مليش حكم عليها ......
تمالك أحمد نفسه أيضا وقرر ان يتماشى مع ما قاله حازم .... إزاى بقى أوﻻ دلوقتى انت بقيت ولى أمرها بعد وفاه والد حضرتك بما انك ابن عمها الكبير .... وثانيا وده اﻷهم هى لسه على ذمتك فﻻزم انت تطلقها اﻷول علشان انا أعرف أتجوزها ..........
إذا كان فارس صدم من سماع أسمها مره ثانيه ... فكانت صډمته هذه المره اكبر بكثير ... ماذا كان يقصد بإنها مازالت فى ذمته ... فوالده أخبره بأنه طلقها بالتوكيل الذى استخرجه فارس ... كان والده أصر عليه بأن يستخرج توكيل عندما أصر عليه أن يتزوجها وكان هذا التوكيل بمثابه ضمان إذا تراجع فارس عن إتمام الزواج ... أتمه والده بهذا التوكيل ....... وعند وقوع الحاډث أخبره والده بأنه طلقها بالتوكيل
وأن كل شئ أنتهى ...............
أنا مش فاهم حاجه المفروض إن إحنا أتطلقنا ... بقولك إدينى العنوان انا ﻻزم اكلم عمى وأفهم منه كل حاجه ... انت بتقول إنكم جيران صح ............
بشمهندس فارس عم حضرتك متوفى من ست سنين بعد وفاه جدك بحوالى أسبوع ......
انت بتقول إيه انت اټجننت يعنى إيه عمى مېت من ست سنين إيه ھيموت وأحنا منعرفش وأبويا مارحش يعزى من الواضح إن معلوماتك غلط يا بشمهندس أحمد ... ممكن حضرتك تدينى العنوان ..........
أخذ فارس العنوان وذهب وهو يتسائل هل من الممكن ان ما يقولونه صحيح .. ولكن كيف ... وكيف مازالت
خبطات على الباب كانت هادئه جدا ... فريده كانت متوتره عندما أخبرها حازم أنهم من الممكن أن يعودا سويا ... ولكن عند سماع نغمه الخبطات إستبعدت فكره ان يكون هو الطارق ... وذهبت لكى تفتح ....
شحب لونها وتسارعت أنفاسها وظهرت مﻻمح الخۏف والړعب على وجهها ... وأنعقد لسانها كأنها فقدت
طلب منها ان تحكى له كل شئ .... وعندما أنتهت اتهمها بالكذب ... فهو متأكد من أن والده أو والدته لن يفعلوا مثل هذا ....
لم يكمل حديثه إذ أنه سمع صوت بكاء طفل ما ... ذهبت فريده مسرعه لتطمئن على أبنتها ... ذهب ورائها ووقف على باب الغرفه وهو يراها محتضنه جسد صغير وتحاول أن تهدئه ..... فالصغيره أفاقت على الصوت العالى وخاڤت بشده ........
بعد أن هدأت وأنتهت من البكاء لفت نظرها شخص ما يقف على باب الغرفه ... نظرت فريده إلى مكان نظر أبنتها وعندنا رأته كانا متخوفه من رده
فعله .... ولكنه كان كالتمثال ينظر إليهم فقط بدون أن يكون هناك رد فعل ... عندما رأى الصغيره تأكد أنها إبنته .. ولكن كيف ...
تمعنت الصغيره فى مﻻمحه جيدا واطلقت صيحه فرح .. وأرتسمت على وجهها عﻻمات السعاده والبهجه ... وأسرعت برمى نفسها بين زراعيه وهى تقول له ... وحشتنى أوى يا بابا .........
الثانى والثالث عشر
أول مره فى حياته يشعر بأنه فقد السيطره وانه ﻻ يستطيع التصرف ... وخائڤ .... لم يتكلم فقط ظل محتضن إبنته و تركها تقبله كيفما شائت .... وفريده تنظر إليهم فى صمت ... لم تقل او تفعل شئ فكان عقلها يدور بسرعه شديده وتحاول أن تحلل الموقف والتوصل إلى حل ما .............
طلب منها ان تلعب قليﻻ حتى يستطيع أن يتكلم مع والدتها
محتاجه وقت أد إيه توضبى فيه اللى أنتوا محتاجينه علشان نمشى من هنا .......
نعم .. أنا مسمعتش كويس نمشى منين وبعدين مين دول اللى يمشوا ......
انتى ورقيه طبعا وﻻ أنتى فاكره انى هسيبكوا هنا لوحدكم انتى دلوقتى مسئوله عن طفله عايزه رعايه ومش هتقدرى لوحدك وبرده ﻻزم تفكرى فى مستقبلها واللى يريحها .........
عند هذا الحد ولم تستطع التحمل ... واڼفجرت فى وجهه ..... انت فاكر نفسك مين علشان تكلمنى كده وكمان بتأمر وعايزنى أنفذ ... انت ملكش حكم عليا اى نعم انت جوزى بس ده لحد ما أنت تطلقنى ... وبالنسبه اننا لوحدنا وانى ﻻزم أخاف على مستقبلها .... انا بقالى خمس سنين لوحدى والناس اللى وقفت جنبى ناس غريبه ﻻتعرفنى وﻻ أعرفها ... والقريب طردنى وهو عارف انى مليش حد إﻻ ربنا بعد أبويا وأمى ما ماتوا ...... خمس سنين وانا كل همى انى اعملها كل اللى هى عايزاه وماأحرمهاش من حاجه ..........
عمرى ما طلبت مساعده حد فيكم وﻻ عمرى هاطلب ... انا هفضل قاعده هنا فى شقتى مع بنتى ... وانت مالكش أى حق عليا ولوﻻ بنتى كان زمانك بره البيت دلوقتى .... ومش انت اللى هتعرفنى ايه الصح من الغلط وﻻ مصلحه بنتى فين ... متفتكرش إنك
هتخوفنى ... انا بطلت أخاف من زمان من يوم ما بقيت لوحدى ولقيت نفسى فى الشارع .... انا مقدرش امنعك انك تشوف بنتك ... مش علشانك .. ﻻ علشانها هى ......
خلصتى كﻻمك ... بصى بقى أنا مش هسيبكوا لوحدكوا تانى ولو انتى مصممه انك متمشيش من هنا ... انا اللى هاجى أقعد معاكم .... وحكايه الطﻻق دى إنسيها خالص ﻻنى مش هطلقك .... وحكايه انك تتجوزى من أحمد دى إنسيها نهائيا .... ومش عايز أشوفك واقفه معاه تانى وإنصحيه إنه يبعد عنك .... وعن بنتى ......
أنا همشى دلوقتى وهاجى الساعه أربعه تكونى جهزتى كل حاجه .... ومش عايز أشوف وش حبيب القلب لما ارجع .........
تركها وهى مذهوله من كﻻمه اﻷخير .... بمجرد أن سمعت خبطه الباب أفاقت قليﻻ ... ولم تمضى ثوانى حتى سمعت دقات على الباب ... وجدت أحمد وحازم ... لم تتكلم ولكن تركت الباب مفتوح ودخلت أمامهم .... وعندما جلسوا ... حاولت أن تستفسر منهم عن معنى كﻻم فارس بأن هناك عﻻقه بينها وبين أحمد ... حكى لها أحمد عن الذى حدث فى المكتب .............
ليه يا حازم تعمل حاجه زى دى انا كده خليته ياخد فكره غلط عنه ودلوقتى بيهددنى ان من مصلحته إنه يبعد عنى ... وكمان خطيبته يعنى لو عرفت حاجه زى دى ممكن تسيبه ............
مټخافيش انا إتصلت بها وفهمتها على كل حاجه علشان بعدين ..........
انا معرفش انا قولت كده ليه يا فريده والله انا لقيت نفسى بتكلم وخﻻص ... حسيت أنه ﻻزم يتعذب شويه مش عارف مع انه أخويا ... بصى احنا حطينا خطه كده بس مش هنقدر نقولك عليها دلوقتى ...........
بعد أن ذهبوا دون أن تفهم الكثير ... قررت ان تواجه فارس وان تطلب منه الطﻻق يكفيها ما ضاع من عمرها ... وبالفعل ظلت منتظره .... حتى حانت الساعه .......
وبالفعل فى تمام