الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية غمزه الفهد حب بالمصادفه بقلم ياسمين هجرس

انت في الصفحة 13 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

ورائها يطالعها بحزم لم يعطيها فرصة للرفض قبض على كفها وسحب من جيب سرواله منديله الخاص ربط على جرحها يضمده جيدا ليمنع تدفق 
اندهشت من جرأته معها وحدجته پغضب قطع تراشق النظرات بينهم
صوت الغفير هريدى يصيح قائلا 
ألحقنا يافهد باشا أحنا مش لقين صخر الحصان بتاع جنابك 
بعد قليل صدح بالأجواء صوت أبواق سيارات الأطفاء وسرينة عربة الإسعاف قام رجال الإطفاء بشد خراطيم المياه وإخماد النيران المشتعله بسكن الفلاحين والعمال القانطين بالمزرعه لادارة شؤون المصانع 
عاون أحمد وعبدالله رجال الإنقاذ فى إخلاء المزرعه من الفلاحين والعمال بينما العمال الذين استطاعو الفرار من النيران وقفوا يساعدوهم فى انتشال المصابين ونقلهم لعربة الإسعاف 
بدأت ألسنة النيران تنطفئ تدريجيا 
ليهدئ الصړاخ إلا من صوت بكاء يأتى من الخلف هرول أحمد يستطلع الأمر ليشاهد سعد وعزت يحاولان دفع باب مازال على وضعه الڼار به مشتعله 
صاح أحمد ينادى عبدالله 
الحق يا عبدالله في صوت أطفال بټعيط وست بتصرخ جاي من هناك وأبوك والحج سعد بيحاولوا يفتحوا الباب ومش عارفين 
هرول له عبدالله وهتف بفزع 
آه فعلا تعالى نساعدهم الباب مولع 
صاح أحمد ليجذب انتباهم 
أبعدوا أنتوا أنا هنط من الشباك وهحاول افتحه من جوه 
أومأوا له بالموافقه وبقوى منهكه وقفوا ينتظروه لاحظ عبدالله علامات الإرهاق والاجهاد على والده أخذ بيده يريحه على أقرب جذع شجره وعمل بالمثل مع سعد 
بقلق على حالتهم الصحيه هتف أحمد
يابابا أنت عملت اللى عليك انت وعمى سعد روحوا والبركه فى الشباب هيكملوا الباقى وهى خلاص تعتبر الڼار اتخمدت وقدرنا نسيطر عليها 
أومأ له سعد قائلا 
اسمع كلام ابنك ياعزت أنت تعبت معايا من بدرى أنت نفسك راح بسبب الدخان وأنا هطمن على العيله المصابه دى وهروح أشوف الحج عبدالجواد عشان أطمنه ميقلقش 
بأنفاس متقطعه عقب عزت
مفيش تعب ياسعد أحنا عشرة من زمان أخوات وأصحاب ياأبوفهد ربنا يواسيكم فى مصابكم قدر ولطف ياخويا وأن شاء الله تعرفوا أيه السبب دى أول مره تحصل حاجه زى كده بالبلد 
زفر سعد بتعب 
أكيد أخوات ياصاحبي ربنا يديم بنا المعروف ربنا يسهل والدنيا تهدى وهعرف أيه السبب ورا ده كله 
فى نفس الأثناء قفز أحمد من الشباك وبعد عدة محاولات لتجنب الڼار نجح فى إمساك مقبض الباب وفتحه ليهرول له عبدالله يأخذ منه الأطفال 
بينما الأم كانت تحتضن نفسها خجلا انتبه أحمد للأمر ليلقى نظره على المكان وجد غطاء فى زاوية الغرفه لم تمسسه الڼار بعد غض بصره وألقاه عليها تمسكت به المرأه جيدا لينتشلها أحمد من أرضها يساعدها أن تهرول للخارج قبل اڼهيار الغرفه بالكامل 
تنفسوا براحه بعد إنقاذ ما يمكن إنقاذه تهادوا فى خطوتهم نتيجة إرهاقهم وفى طريقهم تقابلوا مع الحاج الراوى والحجه راضيه يرتسم على محياهم الحزن والضيق بسبب ما حدث 
صدح بتعب الحج الراوى 
وصلتوا لفين ياسعد يابنى
بنبره مرهقه أجابه سعد 
الحمد لله ياحج الوضع تحت السيطره والخساير بسيطه مدام مجتش فى بنى أدمين يبقى الباقى مقدور عليه 
تطلع عزت إليهم قائلا بمواساه 
قدر الله وماشاء فعل ياحج حمد لله على سلامتكم كله فدى تراب رجليك أنت والحجه والحبايب 
أومأ له الحج الراوى مردفا 
تشكر ياعزت يابنى على وقفتك أنت وولادك ربنا يحميهم ويحافظ لك عليهم 
وبالتبعيه أقبل عليهم أحمد وعبدالله يقبلوا أيديهم باحترام ويشاطروهم المواساه أيضا 
ترجلوا لخارج المزرعه ليستمعوا لصياح فزع صعقوا من هتاف الغفير القادم إليهم بهلع يخبرهم بإصابة صخرحصانفهد 
ترنح الحج الراوى فى وقفته استند سريعا علىسعد ليلحقهعزت 
هتفت الحجه راضيه بقلق 
خدوه على جوه هو من ساعة ما سمع الخبر وهو ضغطه عالى 
سعديمينا وعزت يسارا وغادروا المزرعه بينما الشباب ذهبوا مع الغفير للبحث عن فهد وحصانه 
أما مكيده محراك الأڈى والشړ تقف فى الشرفه تشاهد ما يحدث بقلب فرح سعيد والضحكه تزين ثغرها لنجاح مخططها 
أغلقت باب الشرفه ودلفت تبحث عن هاتفها أمسكته تقبض عليه بغل أدارت اتصال ليأتيها الرد بعد عدة رنات هتفت پغضب 
أنت يا وش البومه أنا قولتك أيه مش قولتك الحصان صخر بس أيه الخړاب اللي أنت عملته

في المزرعه 
برر رماح فعلته قائلا 
مكنش ينفع يا ستهم المزرعه كلها كاميرات وكان لازم أعطلهم وأنا ما ليش في الموضوع ده عملت ماس كهربي عشان يفصل الكاميرات لقيته مسك في مخزن السولار بتاع الجرارات وبدأت الڼار تاكل كل مخازن القمح والمواشي وكل اللي يقبلها 
وتابع يؤكد لها تنفيذ مطلبها الخسيس 
بس أنا دخلت للحصان وعملت اللي أنتى طلبتيه منى استحاله ينفع يعيش زمان فهد باشا ضربه پالنار 
احتد صوت مكيده وتعالى بعصبيه 
مفيش باشا يا ابن المركوب الا ريان ابني وبس غور يلا خذ شنطة
الفلوس من مراتك لما تروحلك وإياك حد يشم خبر عن اللي انا قولتهولك رقبتك هي الثمن 
أغلقت الهاتف فى وجهه پغضب وأدارت اتصال آخر ولكن على ابنها ريان رن كثيرا بدون استجابه ومع آخر رنين للإتصال رد عليها صوت فتاه ناعس 
ردت عليها الفتاه بتكاسل نبرتها تدل على سكرها حتى الثماله 
مين أنتى بقالك ساعه بترني دوشتينى عاوزه أيه 
بعدم استعنى لشخصها هاتفتها مكيده بغرور مقتضب 
فين ابني أديني ريان اكلمه قوليله أمك 
الفتاه بتأفف أجابتها 
أوف عليكي ست مزعجه ريان حبيبي نايم 
وفعلت فعلتها فالأثنتان واجهان للخسه وعدم الشرف أغلقت الهاتف فى وجهها وألقته بعيدا النائم جوارها وغطت فى النوم 
لم يشغل تفكيرها كونه مع من أو ماذا يفعل شاغلها الوحيد فرحتها بما أنجزته حدث حالها بفرح 
أحسن أنه بعيد وكده بقى أنا عملت اللي أنا عاوزاه نكدت عليهم فرحتهم وحړقت قلب فهد علي صخر أما أشوف هتفرحوا أزاى 
بعد تفكير طويل ومشاورات عميقه مع نفسها بين أن تهبط تشاطرهم المواساه حتى ولو بزيف أم تمكث فى غرفتها وتتصنع نومها دليل على عدم درايتها بما حدث أخيرا عقدت أمرها أن تنزل تشمت فيهم قليلا وهى ترى مظاهر الحزن على وجههم 
هبطت ومقلتيها تلمع بدموع التماسيح لتصطدم فى طريقها بالحجه راضيه جرت عليها تستقبلها تتصنع الزعل هتفت بنبره باكيه أجادت فى تمثيلها 
مين ابن الحړام اللي عمل كده يا مرات عمي 
أخرجتها الحجهراضيه من صدرها بامتعاض لم يدخل عليها الحنيه ونبرة البكاء حدقتها بسخريه وقوست بين حاحبيها وهتفت بتهكم 
هو من جهة مطمرش فيه عيشي وملحي 
صمتت لبرهه تزيد من التحديق بها حكت ذقنها وأشارت بأصبع الإبهام أرضا تحت قدميها دليل على توعدها وأردفت تسترسل 
بس ما هسيبه وهدفنوا تحت رجلي عشان يعرف أن اللعب مع عيلة الراوي ثمنه روحه حتى لو كان له روح من روحي 
تنفست پغضب تطحن على أسنانها هاتفه 
بقولك ايه يامكيده نصيحه خلي بالك من نفسك أصل تاكلي أكل مسمۏم أو يجيلك طلقه طايشه ملهاش صاحب وتروحي في شربت ميه 
اصطنعتمكيده البكاء قائله 
بعد الشړ عليا يا مرات عمي أيه اللي بتقوليه ده أنا حتى لسه صغيره وحلوه 
رمقتها الحجهراضيه بمكر يشابه مكرها وأردفت 
لو شفتك في الفيلا النهارده هتخسري كثير يامكيده ونفسي شيطانك يقويكي وألمح خيالك 
ألقت عليها حديثها مما دب الذعر بقلبها لتلمح ملامحها المذعوره لتتأكد من ظنها تركتها مستشاطه من رسالتها وغادرت تطمئن على زوجها فهى تركته يستريح مع سعد وعزت يتبادلوا أطراف الحديث فيما حدث 
فى خضم الأحداث تناسىصخر وجرحه لينبه بفقدانه الغفير هريدى 
تعالى صياح فهد على الغفر قائلا بأمر 
يالا بسرعه تعالوا معايا ندور علي صخر لان جرحه كبير 
استغربت غمزه صياحه وهتفت باستفهام 
لو سمحت مين صخر ده كمان 
أقبل عليها فهد يقف أمامها بجسد متشنج حدقها بغيظ كتم أنفاسه وزفرها دفعه واحده وتحدث بعصبيه 
ده الحصان بتاعي ممكن تسيبيني أدور عليه لأنه كان مجروح 
استدار يخطو بعيدا عنها استوقفه اصطفاف الغفر دون حراك للبحث عن صخر 
صدح فيهم پغضب 
أخلص منك له واقفين تتفرجوا عليه 
تلعثم الغفير هريدى قائلا 
أمرك يا باشا يالا يا غفير منك له 
تركوه وغادروا مهرولين للبحث عن صخر 
بينما غمزة نمرتنا الشرسه لم تلقى بالا لعصبيته وهتفت تأمره 
تمام بما أنهم
راحو من الاتجاه ده أنت روح من الاتجاه ده وأشارت على نفسها وأنا هروح من الاتجاه ده 
تابعت استرسال أوامرها وهى تشير عليه بأطراف أناملها 
بس ياريت بسرعه عشان حياته في خطړ لأنه طول ما پينزف ده بيقلل فرصة نجاته 
استوقفها نظراته المستشاطه هتفت باقتضاب 
أنت بتبصلي كده ليه 
ضحك فهد بسخريه من ثقتها الزائده بنفسها رفع ذقنه يقطم باطن شفتيه هو يرفع حاجبيه باندهاش من تصرفاتها وأردف بتهكم 
علي آخر الزمن مبقاش غير عقله الإصبع دى اللي هسمع كلامها 
تابع بسخريه 
أي أوامر تانيه تأمرى بيها خدامك المطيع فى أى حاجه تانيه ياهانم 
ارتبكت غمزه من قربه المهلك ابتلعت لعابها وهتفت بتخدر 
لو سمحت أبعد شويه وأنا مش هرد عليك لأني مقدره الحاله النفسيه اللي انت فيها 
تلعثمت فى نهاية جملتها لتفر من أمامه مهروله تحدث نفسها 
هو عشان طويل وعنده عضلات ماشاء الله تهد جبل وضخم
يتريق عليه أنا اللي عقله الاصبع ياأبو طويله روح شوف نفسك الأول 
ابتسمت بحالميه 
ده أنا حتي جنبك زى الأميره 
تيبثت قدميها عندما سمعت صياحه بأسم صخر 
همست لنفسها 
هتتخضي ليه ده صوته اللى زى صوت الرعد 
تابعت السير للأمام لتصطدم بجسد ضحم مطروح أرضا كادت تقع عليه نتيجة لظلام الليل 
أخفضت بصرها لتصرخ هاتفه 
أنا لقيت صخر أنا لقيت صخر 
چثت تجلس بجواره وضعت يدها على جسده تستكشف جرحه شفقت على حالته فجرحه كبير وغائر من أول رقبته لنهاية قدمه مسدت برفق على رأسه تطلع لعينيه الباكيه لتبكى على بكاءه 
كفكفت دموعه وحدثته بنبره باكيه 
أنت چرحك كبير أوى مين اللي قدر يعمل في حصان جميل زيك كده 
زفرت شهقاتها الباكيه وأخذت ت تشعره بالأمان الذى بات يفتقده 
استفاقت علي صوت الغفير ېصرخ بصوت جهور علي فهد قائلا 
يافهدباشا صخر هنا مع اادكتوره 
طوى الأرض تحت قدميه مهرولا حتى وصل لمكانصخر وجده مستلقي أرضا يغوص فى بركة فهد بجواره يجهر پبكاء ينتحب على ما أصاب رفيق دربه لأول مره يبكى وينعى عزيز وقعت عينيه على عينيها تتطلع له بذهول من هيئته شتان بين صلابته منذ قليل وقواه الضعيفه الهشه الآن عينيها فاضت بالدمع فحالها لا يقل
عنه حزنا على رفيقه 
رفع رأسه للسماء ېصرخ بۏجع 
الرحمه يارب ليه كده روح بريئه معملتش حاجه لحد ليه يحصل فيه كده 
ربت على شعره پألم وهتف بنبره مخټنقه 
أنا سميتك صخر عشان أنت أقوى حصان أنا شفته عشت معايا من وأنا صغير وكبرنا سوى ليه عاوز تحرمني منك دلوقت 
سبحان من جعل الحيوان يتفهم على الإنسان شعر صخر پألم فهد تبادل معه نظرات العيون ليترقرق الدمع يسيل على خديه أغمض الحصان عينيه يودعه وكأنه يقول له حانت ساعة الفراق صديقى 
وضع فهد رأسه برفق أرضا واستقام والحزن ينخر روحه سحب من خلف ظهره يصوبه ناحيته ابتلع شهقته وكتم تنفسه قبض على زند بأيد مرتعشه يجاهد نفسه لاطلاق الڼار ليريحه من عناء ألمه 
بدموع متحجره وقلب تطلع لعينيه للمره الاخيره مردفا 
آسف ياصخر
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 20 صفحات