الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم سما سيد

انت في الصفحة 17 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

 


مقعد وقد اغدقت
عينيها بالدموع ومن ثم فاضت دموعها وانسكبت من هول ما سمعتة للتو
ومن بين دموعها الحزينة تحدثت قائلة ومامتك اية كان رد فعلها
تنهدت آيات بعمق قائلة ماما معرفتش اى حاجة عن الموضوع دة
لان جارنا اتكلم مع زوج ماما لوحدة
وجارنا هددة لو كرر فعلتة دى هيحكى لماما على عملتة معايا

ورجعت شقتنا تانى وكنت بخاف انام لانى مبقتش مديالة الامان
كنت بفضل طول الليل صاحية وخاېفة لحسن يجينى ويهجم علية تانى
وانا نايمة رغم انى كنت بقفل على نفسى بالمفتاح
الا ان خوفى منة مكنش مدينى الامان
عدت كام ليلة محصلش فيها حاجة
وف ليلة لقناة جاى متعور ودماغة مفتوحة
لانة وقع وهو سکړان على السلمة اللى بالدور الارضى
ماما كانت حامل وتعبانة فطلبت منى انى اضمدلة چرحة
فوافقت لانة صعب علية والدم نازل من جبينة مبهدل وشة
وبقى عمال يبصلى بصات عمرى ما هنساها وانا واقفة جمبة
فضلت ابص لماما انها تاخد بالها من تصرفة ونظراتة لكنها
مكانتش بتاخد بالها ابدا وكانت بتثق فية اكتر من اى حد تانى
خلصت بسرعة وبعدت عنة ورحت غسلت ايدى من دمة الزفر
تحدثت رقية مستفهمة بس انتى بتخافى من منظر الډم قدرتى ازاى
اغمضت آيات عينيها الحزينة فهبطت دموعها تهرول على وجنتيها
وكأنها فى سباق للاربح ومن ثم تحدثت قائلة 
دا حصل قبل حاډثة احلام صحبتى اللى وقعت تحت القطر واټوفت
رقية بعدم استيعاب اية احلام بنت جارتكوا اللى كانت بتقف جمبك
اومأت آيات بالايجاب وهى تشهق بشدة وتقول 
كانت اعز اصحابى كنت دائما بتكلم معاها وبفضفض لها
وف اخر يوم لينا بالامتحانات طلبت منى اننا نروح نحتفل فى اى مكان
لاننا خلاص قربنا نتخرج وخلصنا امتحاناتنا
وافقتها لانى كنت بكرة انى ارجع للبيت واقعد مع زوج امى
اللى نظراتة لية بتحسسنى وكأنى عريانة قدامة
خرجنا واتفسحنا واحتفلنا انا وهى واتنين بنات تانيين زمايلنا بالكلية
ولما كانت احلام بتركب القطر رجليها اتزحلقت ووقعت وحصل اللى حصل
ظلت آيات تبكى بنحيب وتشهق بشدة وهى تتذكر الحاډثة
الاليمة واثارها عليها ومن ثم اسطردت بدموعها الحاړقة قائلة 
وطبعا انا مقدرتش استحمل لان الحاډثة حصلت قدام عينى
ودخلت المستشفى وفضلت شهر اتعالج
ولما رجعت البيت لقيت امى بتولد
والدكتور طلب انها تتنقل للمستشفى لان حالتها خطړ
ومينفعش الولادة ف البيت
ولانى كنت تعبانة مقدرتش اروح معاها وزوج امى قاللى
انى افضل انا ف البيت لحسن حد ييجى وميلقيناش فية
وافقت وفضلت لوحدى ف البيت نمت واطمنت لانة
راح مع امى للمستشفى
والموقف اتكرر تانى لما حسيت بية جمبى بيشل حركتى
صوتت بعلو صوتى الجيران اللى جمبنا سمعونى
فكرو ان فية حريق بالشقة فكسروا الباب وشافوة وهو 
ومن ثم صمتت لثوان ولكنها اسطردت بحزن قائلة 
وهو بيحاول الاعتداء علية
دخل السچن وبعد كدا جيتوا انتوا وخطبتونى لمصطفى
وماما وافقت وخبينا عليكوا انة مسجون وقلنالكوا انة مسافر
والباقى حضرتك عرفاة وانا بكرة اروح ازور ماما علشان
مشفش خلقتة ادامى لانة حيوان وانا بكرهة من كل قلبى
تحدثت رقية مستفهمة طب ومامتك يا آيات عملت اية
آومأت آيات برأسها نفيا وقالت بقلة حيلة 
ولا حاجة صدقتة لما قالها انى اتبليت علية
وانى سلطت الجيران يشهدوا ضدوا لانى بكرهة علشان اخد مكان بابا
ومن ثم اسطردت پبكاء قائلة وحياتك ياماما مش عايزة اروح
عندهم ارجوكى كلمى مصطفى انا هعيش خدامة
تحت رجليكوا كلكوا بس خلونى هنا ف وسطكوا
عايشة معززة مكرمة انا مليش حد غيركوا
لا قرايب ولا اصحاب ممكن الجأ لهم وعمتى الوحيدة
عايشة برة مصر يادوب بتيجى زيارة شهر وترجع تسافر تانى
لانها عايشة مع بنتها بالامارات واصلا
هى قطعت صلتها بينا من بعد ما ماما اتجوزت
ومن ثم تحدثت بإستجداء انا هعمل كل اللى تؤمرونى بية
بس متحرمنيش انى اعيش هنا ف بيتى بعيد عن زوج امى
ضمتها رقية بحنان ومن ثم قالت بخفوت 
اهدى يابنتى اهدى انتى مكانك هنا مش فى اى مكان تانى
دا بيتك وانا امك
وبدر ابوكى ومصطفى انا هعرف اعقلة ازاى
وفى مكان آخر داخل عيادة الدكتورمحمد جاد الله
أستاذ طب وجراحة أمراض الذكورة والتناسل
دلف مصطفى الية بوجة منكسر وقلب دامى ومعنويات متحطمة
فرحب بة دمحمد قائلا اهلا مصطفى اذى اخبارك
مصطفى بحدة زفت زفت مش كويس خالص يادكتور
اخذ دمحمد نفسا عميقا ومن ثم قال بخفوت 
اهدى بس يامصطفى وقوللى اية اللى حصل
انت اتصلت مع زوجتك اتصال زوجى
اومأ مصطفى بالايجاب وهو مطأطأ رأسة الى اسفل
فتشابكت آنامل دمحمد وهو يقول امممم واضح ان الاتصال منجحش
رفع مصطفى بصرة الى الطبيب وقال بإمتعاض 
واية الحل يادكتور انا هفضل كدا لامتى انا خلاص تعبت ويأست
انا انكسرت اكتر من مرة قدام مراتى ومبقتش قادر ابص ف وشها
اية الحل ارجوك قوللى ولو على الجراحة
انا خلاص غيرت رأيي وموافق انى اعمل الجراحة اللى دائما كنت برفضها
فتحدث دمحمد بإستياء قائلا لاسف يامصطفى الجراحة ف حالتك
مش هتدى اى نتيجة أيجابية ومع الاسف مش كدا وبس
لاء دى ممكن تكون النتائج سلبية وتؤدى الى فتور
بجميع عضلات الجسم العملية مش سهلة ونسبة
نجاحها ف حالتك 30 انت جتنى متأخر جدا مع الاسف
اغدقت دموع مصطفى اثناء تحدث الطبيب
ومن ثم هبطت دموعة المؤلمة الى وجنتية وهو يقول 
يعنى اية انا هفضل عاجز كدا طول عمرى
متجوز ومش متجوز طب طب والعلاج اللى كنت باخدة
والتعليمات اللى مشيت عليها والفحوصات والتحليلات والاشاعات
كل دة مكنش لية لزمة طب مقلتليش م الاول لية
لية اديتنى آمل ورجعت خدتة منى بكل قسۏة
دمحمد بأسف مع الاسف حالتك صعبة والجراحة نسبة نجاحها ضئيلة
ومشيت معاك بالعلاج والتعليمات وكان عندى امل انة تحصل معجزة
ومكنتش عايز احبطك م الاول بس متألقش احنا هنغير بخطة العلاج
وهتكون مكثفة انا عايزك متماسك وخلال الفترة دى ياريت
تبعد عن زوجتك وتمنع اى اتصال زوجى بينك وبينها
علشان متحبطش ودة مش كويس خالص على معنوياتك
وقبل آن ينهى الطبيب حديثة غادر مصطفى العيادة بخطى متثاقلة
وقلب منكسر ونثيث دموعة الحزينة يأبى التوقف
داخل شقة بدر العطار
تعثرت قدم رقية بشئ ما فانحنت تلتقطة فتبين انها قنينة عطر
فأخذتها منها آيات لكى تضعها بمكانها
فعلى الفور دلفت لتضع قنينة العطر الخاصة بإياد
وعندما الټفت لتمضى مغادرة حجرتة تسمرت
بمكانها وكأنها لعڼة قد اصابتها بغتة
جحظت عيناها بذهول وهى تلتفت تحملق الى ما وقع بصرها علية
لقد تناست امرة تماما وسط هذة الاجواء والمشاحنات التى تحاوطها
تساءلت بداخلها هل هذا هو ما تفكر بة وما قفز الى عقلها
لقد كان دفتر مدون على غلافة ذكريات الماضى وكل حياتى 
فعلى الفور التقطتة آيات لتقطع الشك باليقين
فتحتة فوجدت بة عدة صور لها
فيبدوا ان هذا الذى تحدث إياد عنة وهو يقول لشقيقة
بأنة رسم الى حبيبتة عدة صور الى الان تظل معة لا تفارقة
فحمدت الله كثيرا لانة وقع تحت يدها
وعلى الفور قامت بوضعة اسفل ملابسها
وخرجت مسرعة اغتنمت فرصة وجود رقية بحجرة الطهى
فتسللت مغادرة الى شقتها وهى تخبأة ما بين ملابسها
ومن ثم هبطت ثانيتا الى شقة حمواها فدلفت مسرعة
دون ان تطرق على الباب لانها قبل ان تصعد قد تركتة مفتوحا بعض الشئ
بمكان آخر بعيدا عن هذة العائلة
داخل حى شعبى 
فى احدى الشقق كان رجلان يبدوان وكأنهما شقيقان نظرا
لتقارب ملامحهم المقبولة لقد كانا يجلسان على مقربتا من بعضهم
يتهامسون بخفوت يحملون بين اناملهم اكياس
شفافة بها احدى المساحيق البيضاء
وموضوع امامهم حقيبة متوسطة الحجم بها الكثير من تلك الاكياس
الرجل الاول فى العقد الثالث من عمرة
والرجل الثانى فى العقد الثانى من عمرة
دار هذا الحوار بينهما
الرجل الاول مستفهما هاة هنعمل اية فى المشكلة دى 
الرجل الثانى بتفكير مش عارف ادينى فرصة افكر
الرجل الاول بإستياء مش محتاجة تفكير ياابو العريف
البت دى خلاص مبقلهاش عيش معانا
وشها اتحرق عند الحكومة وانا مقدرش اجاذف بفلوسى
الرجل الثانى مستفهما طب هنتصرف ازاى ف البضاعة دى
مينفعش البضاعة تفضل ف البيت اكتر من كدا دا خطړ علينا
الرجل الاول بجدية انا لازم الاقى بنت تانية وميكنش وشها
محروق عند الحكومة وبكدا اقدر اطمن والبضاعة معاها
الرجل الثانى بقلق طب تضمن منين ان البنت اللى انت هتجيبها دى
تكون امينة وتصون سرنا ولا حتى متاخدش فلوس البضاع وتهرب بيها
الرجل الاول بمكر الحل الوحيد انى اتجوزها
وبكدا هتكون تحت ايدى على طول
الرجل الثانى مبتسما هى فكرة بس وبعدين
الرجل الاول بإستخفاف هتفضل معانا ولو لقيتها قربت تتكشف
نغورها ونجيب غيرها
الرجل الثانى بجدية طب مابلاش بنت وخليها راجل
شاب كدا صغير نزغلل عينية بالفلوس
الرجل الثانى مندفعا لاء راجل لاء البنت احسن على الاقل نقدر عليها
واهو اشوفلى معاها يومين حلوين بالمرة ماهى هتبقى مراتى بقى
وبعد ان انهى جملتة ضحكا الاثنان بصخب
البارت الثالث عشر 
على شاطئ الذكريات إندثرت احلامى
مساءا داخل شقة مصطفى بدر العطار
دلف بها الى شقتهم وهو قابض على معصمها پعنف
نزعت يدها من بين قبضتة وهى تقول بإستياء 
اوعى بقى سبنى هو انت مبتعرفش تتفاهم الا بالعڼف
اندفع اليها قاصدا صفعها فتصدت الية قائلة 
اياك تمد ايدك علية كفايا بقى انا خلاص مبقتش
قادرة استحمل خلاص
تحدث مصطفى بنبرة هوجاء قائلا انتى ازاى تقوللهم انك مش حامل
ازاى تكدبينى ادامهم وتطلعينى عيل صغير
آيات على مضض انا مكدبتكش آنا قلت انة حمل كاذب
ومقلتش ع الحقيقة الحقيقة اللى انت زيفتها واجبرتنى انى اخفيها عنهم
وكنت عايزنى استمر ف خداعهم وبعد كدا اقولهم انى اجهضت
مصطفى بحنق طب مش هو دا كان اتفاقنا ياست هانم
ضحكت آيات ساخرة وقالت اتفاقنا انت اللى خلفتة لما طردتنى
من بيتى وكان سبب خضوعى ليك ف كدبتك انك هددتنى انك هتطردنى
سكت واستحملت علشان افضل ف البيت دة
وفوجئت منك
بطردى يبقى استمر بكدبتى لية
خللى كل واحد يعرف الحقيقة بقى
انا مبقاش عندى طاقة للاحتمال اكتر من كدا
سكت كتير نفسى اصړخ بعلو صوتى انا تعباااااااانة يانااااس تعبااااااانة
تعبانة والله العظيم بموووووووت
باغتها مصطفى بصڤعة على وجهها نهرها بأبشع الالفاظ
ومن ثم تحدث بسآم انا خلاص قرفت منك شهور وانا بتعالج
ومفيش اى تقدم وكل دة بسببك سيبانى لوحدى طول الوقت
وشاغلة نفسك بالطبيخ والغسيل ونايمة بعيد عنى
عايزانى اتقدم ازاى واتعالج وانتى مفكيش ريحة الانوثة
اڼهارت دفاعا عن كرامتها وهى تبكى على حالها قائلة 
لاء بقى لاء كدا كتير انت اللى بعدت عنى واخترت تنام لوحدك
لانك كل مرة بتحاول تقربلى بتفشل وبعد كدا بتجيب اللوم علية
لو لبست قميص تتخانق معايا لو قربت منك علشان حتى
اتكلم معاك مبطقنيش ودائما بتحملنى انا الذنب
اردفت بخفوت قاټل قائلة حرام عليك
انا ذنبى اية انا عملت اية علشان يكون دة جزائي
ومن ثم اجهشت بالبكاء المرير والنحيب الحزين الاليم
شعرت وكأنها لا شئ بلا ذات بلا هوية ولا انتماء
شعرت وكأنها مثل صخرة بمنتصف البحار تعصفها
الرياح وترتطم بها الامواج بلا رحمة
وآنذاك كان إياد يصعد الدرج المؤدى الى اعلى
ذاهبا الى الغرفة العلوية التى يعدها منذ آيام لتصبح مرسم لة
وحالما سمع صوت هتاف شقيقة وصوت بكاءها انتابة الاندهاش
فتوجة الى شقة شقيقة وطرق بخفوت على بابها
فلملمت آيات شتات حالها ودلفت مسرعة الى حجرتها
فتح مصطفى الباب الى شقيقة فرمقة إياد بأندهاش
حينما وجدة بحالة يرثى لها
فعدل مصطفى من هندامة واذن لشقيقة بالدخول
جلسا الشقيقان بحجرة الصالون ودار هذا الحوار بينهم
إياد مستفهما اية يامصطفى فية اية 
مصطفى بأمتعاض ابدا مفيش
إياد بإصرار لاء فية
 

 

 

 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 69 صفحات