الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم سما سيد

انت في الصفحة 18 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

 


يا مصطفى فية
انت بتضربها لية هى عملتلك اية
اندهش مصطفى من نبرة صوت شقيقة فتحدث على مضض قائلا 
وانت مالك شئ ميخصكش مراتى
وبربيها
إياد بإستياء ميصحش يامصطفى مراتك ست كويسة
ومتربية وبنت ناس ومتستحقش منك المعاملة دى 
ولو بابا وآمى عرفوا هيزعلوا منك جداااااا
تحدث مصطفى بحدة قائلا انت ازاى تتكلم معايا بالشكل دة

انت ناسى انى اخوك الكبير
إياد بصوت خفيض لاء يا مصطفى مش ناسى
وعلشان انت اخويا الكبير وقدوتى مش عايز اشوفك
بالشكل دة مش عايزك تتصرف مع مراتك كدا
زفر مصطفى الهواء الساخن بحنق ولم يعلق
فتحدث إياد بخفوت قائلا طب بس اهدى كدا واستعيذ من الشيطان
وقوللى هى عملت اية تستحق انك تضربها وتزعقلها بالشكل دة
انت ناسى انها حامل ودا خطړ عليها وعلى الجنين
وهنا انفرجت شفتاة يقول مبقاش فية حمل خلاص
ومن ثم اختلجت بداخلة فكرة ماكرة فأردف قائلا 
آيات اجهضت الجنين بنفسها
اتسعت اعين إياد بعدم تصدق وهو يقول انت بتقول اية
مش ممكن ابدا مش معقول مراتك اجهضت الجنين
وبنفسها بنفسها ازاى يعنى مش فاهم
مصطفى بحنق عملت مجهود ذيادة وهى متعمدة
لحد الجنين ما نزل
وهنا جحظت عين إياد ومن ثم تمتم بداخلة منى
نهض إياد عن مقعدة وصاح بصخب قائلا مش ممكن مش معقول
والله العظيم ما اسيبها ازاى مستحيل انا لازم انزلها لازم
وعندما كاد يغادر من امام شقيقة استوقفة مصطفى
قائلا بعدم استيعاب استنى هنا وفهمنى انت تقصد اية 
وهى مين دى اللى مش هتسيبها ونازل على فين
إياد بنبرة هوجاء صاخبة منى منى بنت عمك هى السبب
اندهش مصطفى من جملة شقيقة فتحدث قائلا منى 
طب ومنى مالها ومال الموضوع دة
تحدث إياد بحنق قائلا من كام يوم الست بنت عمك كانت عند مراتك
وانا كنت تحت ف اوضتى سمعت صوت كركبة جاية من شقتكوا
فقلقت وطلعت وخبطت وفتحتلى مراتك ولما سألتها
قالتلى انها بتنضف الشقة والست منى كانت واقفة ف البلكونة
وسيباها لوحدها تشيل وتحط وهى حامل
متظلمش منى هى ملهاش اى ذنب
لم تكن هذة الجملة نابعة من مصطفى بل كانت نابعة من آيات
التى آتت اليهم بعد سماعها صوت إياد العڼيف
فتوجهت اعين الشقيقان اليها بأندهاش
زجرها مصطفى بحدة لاذعة قائلا انتى تخرسى خالص
مش عايز اسمع صوتك انتى فاهمة
فتدخل إياد قائلا اهدى يا مصطفى مش كدا وخليها تتكلم
فدفعها مصطفى وهو يمضى مغادرا للحجرة قائلا 
انا خلاص مبقتش طايق اشوف شكلها ولا اسمع صوتها
ومن ثم خرج فلقد ارتآى المغادرة عن البقاء
متوجها الى حجرة الاطفال التى باتت حجرتة منذ شهور
فتغضن وجهها بشدة وتسارعت دموعها بالهبوط
من عينيها وسكبت معها كل آلامها
وعندما شعر إياد بحزنها وبكائها تحدث قائلا 
آنا اسف ع اللى حصل من اخويا ومن بنت عمى
تحدثت آيات الية من بين دموعها قائلة اخوك وانا واخدة
على معملتة دى اما منى فمذنبهاش حاجة
تقبض وجة إياد ومن ثم تحدث قائلا ازاى الذنب كلة ذنبها
هى السبب ف نزول الجنين
توجهت آيات الية بنظرة عابرة وقالت مكنش فية جنين
اصلا علشان ينزل انا مكنتش حامل
انفرجت شفتاة بذهول قائلا اية مكنش فية جنين
اومال مصطفى بيق
قاطعتة آيات قائلة مصطفى بيعاقبنى على حاجة انا مليش ذنب فيها
انا مكنتش حامل واتهمنى انى اجهضت الجنين
ومن ثم صاحت آيات پجنون قائلة ومش ممكن هيكون ابدا ابدا
ابتسم إياد بخفة ليزيل من توتر الموقف قائلا بس اهدى كدا وبلاش عصبية
وان شاء الله ربنا يعوضكوا والمرة الجاية الحمل يكون حقيقى ويكون فية جنين
ومن ثم رفع وجهة الى رب السموات وهو يقول سامحنى يارب
ظلمت منى ومن ثم توجة بحديثة اليها قائلا 
انا عايز اقولك حاجة ضرورية يامرات اخويا قبل ماامشى
اندهشت آيات قائلة خير
إياد بنبرة خفيضة انا مش عايزك تقربى من منى دى اكتر من كدا
وخللى تعاملك معاها على اساس القرابة مش الصداقة
نظرت الية غير مستوعبة ومن ثم قالت لية بتقول كدا
وبصراحة انا اللى عايزة اسألك انت لية بتكرهها بالشكل دة
مع انها طيبة خالص
ضحك إياد ساخرا وقال منى طيبة داانتى اللى طيبة وعلى نياتك
المهم انك تسمعى كلامى وتبعدى عنها انا عارفها اكتر منك
ومن ثم اردف بخفوت انا خاېف عليكى منها
حدقت اليه مصډومة مذهولة من جملتة فمضى ليغادر
ولكن استوقفتة جملتها الخاڤتة وهى تقول خاېف علية
استدار إياد وتحدث بجدية ايوة خاېف عليكى منها 
اولا لانك زى ولاء اختى ثانيا لانى مبرتحلهاش وعايزك
تخلى بالك من نفسك ومن جوزك ومن بيتك
ومن ثم اردف قائلا بعد اذنك دلوقت انا طالع ع المرسم بتاعى
ولو مصطفى اتكلم معاكى نادى علية وانا هبعتلة بابا وللا امى
والاحسن انك متتكلميش معاة النهاردة خالص وسيبية لحد
ما يهدى لانة متضايق وانا عارفة عصبى تصبحى على خير
وبعد ان انهى جملتة غادر متجها الى اعلى
ظلت بمكانها مذهولة مأخوذة بطريقتة الرائعة بالحديث
والتى تكون بعيدة الاقتراب كبعد الارض عن السماء
من طريقة شقيقة الاكبر بالحديث
وفى ذلك الوقت خرج مصطفى من حجرة الطهى وهو يحمل
بين يدية قنينة تحتوى على المياة الباردة
نظر اليها بسخط ومن ثم قال بحدة مش قلتلك مش عايز اشوف
وشك ادامى حتى لو كنتى لابسة النقاب
نظرت الية بعينين ادمتها الدموع فنهرها بحدة 
امشى غورى على اوضتك ومش عايز اسمع صوتك امشى
خفق قلبها ذعرا فإنصاعت الى رغبتة
ومضت من امامة متوجهة حيث حجرتها
اغلقت بابها عليها بإحكام من الداخل
نزعت نقابها التى يتوارى خلفة وجهها المكفهر
ومن ثم رمت بجسدها المثقل بالاحزان على طرف الفراش
ظلت لفترة من الزمن تبكى على حالها
فلقد تبددت احلامها السعيدة بأسعد ليلة بحياتها
وهى ليلة زفافها بفقدانها حقوقها الزوجية كأى زوجة
وتوالت آيامها وهى تتعذب بجفاة وسوء معاملتة لها
لقد اذاقها القدر مرارا فاتكا أعضائها
وبرغم ذلك اضمرت امرها عن الجميع لكى لا تكشف امر عجزة
تنهدت بعمق ونهضت عن فراشها ذهبت الى جزانتها
لتآتى بثوب النوم الذى سترتدية فجأة تذكرت الدفتر الخاص
بإياد والمملوء بصورها التى رسمها اليها بخط يدة كما قال
فهى الى الان لم تنظر الى ما بداخلة
فدفعها الفضول الشديد لتآتى بة وتشاهد ما يوجد بداخلة
وبالفعل آتت بة من اسفل ملابسها بالخزانة خاصتها
وعندما شرعت تتفحص ما بداخلة وضعت آناملها فوق شفتيها
تمنع شهقاتها المليئة بالذهول والاندهاش
لقد كان الدفتر مملوء بعدة بورتريهات لوجهها البرئ
والتى رسمها لها بخط يدة كما قال
فقد رأت صور لها وكآنها ملتقطة بكاميرا فوتغرافية
وبورتريهات اخرى مرسومة بالقلم الړصاص
لقد ابدع حين قام برسمها فالرسومات لها نفس ملامحها
وابتسامتها ونظرة عينيها
الى هذا الحد تعمق بملامحها ف المرات القليلة المعدودة
التى قابلها بها بالماضى
الى هذا الحد ظلت ملامحها راسخة بذهنة طوال سنوات طوال
ظلت تقلب صفحات ذاك الدفتر وهى تبكى بشدة حتى بللت اوراقة
بدموعها المنسابة بغزارة من مقلتيها الحزينة
وفى نهاية الصفحات وجدت صورة مرسومة لها وهى بجوارة
وهم يبتسمون بسعادة بالغة
وكانت خلفية الصورة وكأنهم بالقطار
فيبدوا وانة رسمها كتذكارا للقائهم الماضى
ومقابل هذة الرسمة وجدت سطور مكتوبة بخط اقل ما يوصف عنة
بأنة انيق مرتب محبب للنظر الية وقراءتة سلسة
وبالطبع ايقنت انة خط يدة فصاحب هذة اليد الفنية
ليس من الصعب علية خط مثل تلك السطور المنقوشة ببراعة
وكانت تلك النقوشات المكتوبة بيد فنان
كانت بنفس ذاك الطريقة المنقوشة بالمكتوب الذى
اعطاها إياة منذ سنوات بالقطار
تنهدت بعمق وبدأت تقرأ الاتى 
بدون حبك وتواجدك سوف يظل القلب عليل
والروح هائمة بغير محلها الى ان يعثروا عليكى
لتمنحيهم الحياة من جديد
اتساءل لماذا التقت احلامى الهائمة بالفراق العصيب
بحثت عنك كثيرا ولكن لم يسعفنى حظى العاثر بآن اجدك
آضطررت للابتعاد رغم ارادتى الحرة
اضطررت للعيش ولو ان حبى بعيد كل البعد عنى
ولا اعلم اين يتواجد الان لقد كنت مسافر ظمآن
والعثور عليكى كان النهر الذى وددت بآن يروينى
لقد وقعت فى حبك وڠرقت فية بكل جوارحى
وتاقت عيني لرؤيتك وسلبت منى
انفاسى من اجل هذا الحب
ولكنى على يقين بإن العاشقان الذين خلقوا من اجل بعضهم
سيلتقون مهما كلف الامر وسوف تنبض قلوبهم
الملتهبة بنيران العشق حتى فى فصل الشتاء
ولكننى حزين النفس لاننى لم اتمكن من ان اراكى منذ مدة
ولا اعرف اين انتى ولا ما هو اسمك
ولكننى الى ان اراكى سأكتفى بصورتك المنحوتة
بجدران قلبى وسوف أدعوكى ملاك عشقى
وبعد ان انتهت آيات من قراءة تلك الخاطرة
كانت عينيها قد اغدقت بالدموع كأنها سحابة
محملة بكم هائل من المياة تستعد لهطول الامطار
فسالت امطارها قطرة بعد اخرى بالتوالى
ومن ثم تحولت تلك القطرات الى هطول عظيمة القطر
حيث انها اخذت تبكى بشدة واڼهيار بدون توقف
كما وكأنها فقدت عزيز ما وكيف لا وانها بالفعل
قد فقدت خفقات قلبها ونبضاتها التى تشعرها
بأنها لازالت على قيد الحياة
تسللت ابتسامة ممتزجة بدموعها وارتسمت على شفتيها
ومن ثم تمتمت وهى ترنو الى صورتة المرسومة واخذت
تمرر اناملها على صفحة وجهة وكأنها تتلمسة بالفعل وتنهدت قائلة 
اةةة ياربىللدرجة دى بتحبنى ولسة مستنينى
وعندك امل انك تلاقينى ومعندكش اى شك
انك ممكن تكون خسرتنى ومش بتفكر ابدا انى ممكن اكون اتجوزت
اةةةةةةةةة لو تعرف انا فين ومتجوزة مين
ياترى هتعمل اية وقتها ياترى هتبصلى بعد كدا بأى نظرة
تمعنت النظر الى صورتة التى امامها ارتعشت نبراتها صوتها
وهى تقول تعرف انى انا كمان استنيتك كتير
تعرف انى اتمنيت اشوفك واكون من نصيبك انت
لكن القدر بعدك عنى وفرصة لقاءنا انعدمت
كنت عايزة استناك عمرى كلة لكن وافقت انى اتجوز
علشان اهرب من الهلاك اللى كان بيهددنى وانا ف بيت بابا
كنت عايزاك انت اللى تنتشلنى من الضياع والمصير المجهول
اللى مش قادرة اتصور لو كنت استمريت بالعيشة
مع جوز امى كان ممكن يكون اية هو مصيرى
عايزة اقولك انى محتجالك وبحب لاء مش هقولها
لانها مش من حقى ولا من حقك
بدعى ربنا ان شخصيتى تفضل مخفية عنك ورا نقابى
صمت صوتها وانطلقت
شهقاتها بشدة من بين
آهاتها المريرة اغلقت الدفتر
وقامت بوضعة ثانيتا كما كان بين ملابسها بالخزانة
نظرت الى اعلى وهى تقول سامحنى يارب
والله العظيم مش بإيدى مش بإيدى
صباحا امام شقة بدر العطار
هبطت آيات الدرج المؤدى الى شقة حمواها
واثناء سيرها بالممر المؤدى الى الشقة
استوقفها سماع صوت إياد الانفعالى الذى لم تعتاد
ان تستمع الى هذة الطريقة وهو يتحدث بتلك النبرة الهوجاء
وكان يقول انا عايز اعرف مين اللى بيدخل اوضتى
رقية بخفوت انا ياحبيبى اللى بدخل اوضتك علشان انضفهالك
إياد بحنق ياامى فية حاجة مهمة جدااااا ضاعت من اوضتى!
رقية بإندهاش ياابنى محدش يجرآ يدخل اوضتك ولا يدور ف حاجتك
تدخل بدر قائلا اية يا إياد هى حاجة متعلقة بشغلك ولا اية
إياد بإندفاع اهم يا بابا اهم تقدروا تقولوا حياتى هى اللى ضاعت
رقية وبدر بأن واحد يااااااة للدرجة دى!
إياد بأمتعاض ايوة للدرجة دى واكتر اكتر
بدر مستفهما هى اية دى ياابنى بس
عرفنا قول لمامتك يمكن تكون شافتها مرمية كدا ولا كدا
ازدرد إياد لعابة ومن ثم تحدث بحزن قائلا 
سكتش فية رسومات بقالة معايا 3 سنين وكنت محتفظ بية
جوا درج التسريحة وو
قاطعتة رقية قائلة استنى يمكن ملك لقتة واخدتة تلعب بية
بدر بجدية ايوة ممكن لان ملك هى اللى بتدخل اوضتك على طول
ساد صمت لثوان ومن ثم اطلق إياد صړخة يستدعى بها ملك الصغيرة
وعندما آتت سألها إياد بلهفة قائلا 
ملك انتى فتحتى درج التسريحة اللى ف اوضتى
واخدتى منة سكتش الرسومات بتاعتى
آجابتة ملك بطفولية لاء يا خالو انا مأخدتش حاجة
ومن ثم اردفت ببراءة انا معايا كراسة التلوين بتاعى
استنى لما اجيبها واورهالك
وبعد ثوان آتتهم تحمل بين يديها دفترها الصغير
المدون بداخلة بعض الرسومات
 

 

 

 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 69 صفحات