رواية كاملة بقلم منى لطفي
الذي أتمناه
انصرف أمجد بعد ان انهى قهوته وقد مد يده مصافحا اياها وقال بصوت منخفض وهو يقبض على يدها
تسلم ايدك الكيكة كانت تحفه شكلك استاذه في كل حاجه تخص القهوة منتظر اليوم اللى تعمليهالى فيه واحنا في بيتنا على شوق
ثم ضغط بيده على يدها قبل ان يفلت اصابعها بصعوبة و كأنه لا يريد افلات يدها من يده
اتى يوم السفر وكان مشمسا ورائعا فارتدت هبة بنطال من الجينز كحلى اللون وتي شيرت اصفر جاكيت جينز قصير باللون الكحلي وحذاء رياضي قامت بتصفيف شعرها على هيئة ذيل حصان طويل وقد جهزت حقيبتها حيث قامت بوضع ملابسها العملية التى تحتاجها في سفرتها ولم تأخذ سوى فستانين للسهرة وبدلة رسمية للاحتياط مع حقيبة صغيرة بها ادوات الزينه والاكسسوار
حمدلله على السلامة يا عروسة
رفعت نظرها اليه متفاجئة وقالت بشدة
لسه ما بئيتش عروسة !
اجابها بابتسامة ماكرة
هتبقى أن شاء الله هتبقي! كونى متاكده من كدا وبأسرع مما تتخيلي
بنفسها بين ذراعي أمجد وهى تصيح قائلة
أمجد وحشتنى اوووى اووى ايه الغيبة الطويلة دى خلاص نسيت لولو
نظرت هبة الى وجهه ولفت نظرها تبدل معالمه عند ابتسامته التى كانت من اعماق قلبه وهتف
ابعدت نفسها عن ذراعيه وهى تبتسم ثم التفتت ل هبة ووالدها الواقفين مبتسمين من حرارة اللقاء الذي يبين مدى تعلق عائلة أمجد به والذي يدل على بره وحبه لهم بالمقابل سلمت علا على والد هبة ثم التفتت لتسلم على هبة وهى تغمز أمجد وتقول
تصدق زوقك خطييير ما كنتش اعرف ان اخويا الكبير نمس بالشكل دا
فنهرها أمجد بمزاح
بنت عيب ماتكسفيش هبة بعد ان لاحظ خجلها من كلام اخته واكمل قائلا وهو يلتفتت لينظر الى هبة
مع ان معاكى حق فعلا
ثم دعاهم للدخول وما ان دخلوا من الباب حتى شاهدت هبة سيدة تتقدم منهم واضح عليها ان عمرها يناهز ال 50 عاما وان كانت لا تظل تحتفظ بلياقتها البدنيه تتقدم منهم باحترام وهدوء وبسمه حنان تزين تيها وتقول وهي تمد يديها لابنها الذي تلقفهما بين يديه
اهلا اهلا امجد وحشتني يا حبيبي قبل امجد يديها ومال عليها مقبلا وجنتيها وهو يقول
ازيك يا أمي وحشتيني جدا ربتت امه على وجنته بحنو وقالت
وانت اكتر يا حبيبي
ثم التفتت الى هبة ووالدها حيث رحبت بهما ثم التفتت الى أمجد قائلة
كان عندك حق في كل اللى قلته عن هبة يا حبيبي فعلا زى ما وصفتهالنا
ثم وجهت كلامها ل هبة وتابعت
أمجد كلمنى عنك كتير وعن السيد والدك الذي اشار لها برأسه يشكرها لترحيبها بهما ثم أكملت موجهة حديثها لابنها البكر
أمجد حبيبي جدك منتظركم في الصالون انت عارف انه صحته مش اووي والا كنت شوفتو في استقبالكو معانا
قال والد هبة
لا طبعا خليه مرتاح واحنا نروح لغاية عنده
اشارت لهم والدة أمجد مدام سعاد باتجاه الغرفة وتقدمتهم هى و أمجد حيث وصلوا الى غرفة استقبال الضيوف وقلب هبة يدق في ها باضطراب ووجل فهي تشعر وكأنها في انتظار امتحان شديد الصعوبة
فتح أمجد باب الغرفة حيث جده بعد ان طرقه وسمعوا صوتا أجشا قويا يأمر الطارق بالدخول تقدمتهم سعاد فوالد هبة ثم هبة و أمجد الذي شعر بقلقها ومال عليها خلسة هامسا لها
جمدى قلبك انا اللى هتجوزك وانا اخترتك وخلاص مقابلتك بعيلتي وبالأخص جدي بناءا على تك انت اتماسكي واوعى تحسيسيه انك مش واثقة في نفسك دا جدي وانا عارفه كويس اوي جايز هو كبير في السن لكن عقله لسه عقل شاب عنده 20 سنه وبنفس الذكاء والمكر ايام شبابه!!
أومأت برأسها وتقدمت معه لتسلم على جده صافح أمجد جده مقبلا يده وقبل جبينه ثم ابتعد ليسمح لها بالتقدم للسلام على جده الذي انشغل بالترحيب بوالدها وما ان نظر اليها ليرحب بها ورفعت عينيها اليه حتى رأت فيهما نظرة قوية تشبه الى حد بعيد نظرة أمجد وواضح جدا الشبه بينهما حتى في البنية وتقاسيم الوجه وان كان أمجد أطول من جده ولكنها علمت انه عندما يكون أمجد بعمر جده سيكون على نفس الهيئة صافحها الجد بانشداه وهو يقول بصوت قوي خاڤت لا يصدق ما يراه أمامه
انت هبة مش ممكن !! كأن الزمن بيعيد نفسه تانى !! نفس النظرة ونفس لون الشعر حتى الملامح فيها شبه غريب مش ممكن الصدفة دى!!
قطب أمجد حاجبيه وتقدم حيث كان جده ما يزال يمسك بيد هبة بين أنامله وهو يقول لجده
معلهش يا جدي صدفة ايه دى وملامح مين
أجابه جده وهو يضع يده الاخرى فوق يده الممسكة بيد هبة
جدتك يا أمجد فريدة هانم نفس الملامح والابتسامه كأنى رجعت بالزمن لورا اكتر من 50 سنة لما كانت بنت 20 سنة وانا 23 وشوفتها بالصدفة في بيت حد من قرايبنا ساعتها على أد الصالة ما كانت مليانه ضيوف لكن عيني ما جابتش غيرها زي هي بالضبط عينها ما جابتش غيري وفي شهر كنا متجوزين دى اعظم مفاجأه ممكن تجيبهالى يا أمجد انا دلوقتى بس حسيت بسعاده جمييلة وانا شايف فريدة زي ما تكون رجعت لى من تاني!!
فغر أمجد فاه من الدهشة في حين حدق جميع الموجودين في وجوه بعضهم البعض مستغربين مما قاله الجد علي الدين
ترى ماذا كان يقصد