الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم منى لطفي

انت في الصفحة 22 من 67 صفحات

موقع أيام نيوز


ذهب الجميع و أمجد لا يزال ينظر من النافذة اقترب منه اخاه وربت على كتفه وقال 
غلط ! غلط يا أمجد ! طريقتك غلط ! مش دي الطريقة ابدا اللي تقنعها بيها بجديتك في الارتباط
بيها في مليون طريقة تانية لكن عمر القسۏة والټهديد ما كانوا بينهم خاالص انت كل اللي هتنجح فيه انك تخليها تبعد عنك اكترر  
أجاب أمجد بجمود دون ان يلتفت اليه 

ودا طبعا شئ يفرحك!! 
قطب علاء حاجبيه ورفع يده عن كتف أمجد وقال متسائلا 
نعم شئ هيفرحني! مش فاهمك يا أمجد انت قصد  
ولم يكمل عبارته حبث قاطعته قبضة كالصاعقة أمسكته من ه فيما هتف أمجد پعنف مكبوت 
من ساعة ما جات وانت حاطط عينك عليها مش كدا تقدر تقولي غبتو فين انهارده خدتها وروحتو فين ها جاوب  
حاول علاء ان يبعد يد أمجد عن ه وقال بعد ان نجح وبصعوبة في ذلك وقد اخذ يسعل بشدة 
انت مش طبيعي يا أمجد انت واعى لنفسك انت بتقول ايه ازاى تشك في اخوك والبنت اللى انت عاوز ترتبط بيها لا انت اكيد مش طبيعي  
ثم تركه وغادر منصرفا دون أن يمهله فرصة للرد على اتهاماته في حين جلس أمجد على أقرب كرسي واضعا رأسه بين يديه الاثنتين وهو يهتف بتعب وأسى 
لا مش طبيعي ولا حاجه بئت فيا طبيعيه من يوم ما شوفتها لكن احساسي انها ممكن تبعد عنى بينى اعمل ايه انا تعبت تعبت! 
مرت الايام واقترب يوم الاحتفال السنوي الذي يقيمه الجد في المزرعه بمناسبة نهاية السنه المالية وتوزيع الارباح على المساهمين وبم انه يملك 60 من الاسهم فهو له حق الادارة لم يقترب أمجد نهائيا من هبة وحاول الابتعاد عنها واذا صدف و تقابلا يعاملها بمنتهى الاحترام كما يعامل الضيف تماما لا تنكر هبة انها افتقدت للاوقات التى شهدت اقترابهما من بعضهما البعض ومناوشتهما ونزهاتهما سوية افتقدت نظراته وهمساته الدافئة ولكنها لا تستطيع نسيان دفاعه المستميت عن هذه ال سارة لم ترها ثانية في المزرعه ولا تعلم ماذا حدث بخصوص دعوة العشاء ولا تريد ان تعلم فهى تدعو من الله ان تمر باقي الاجازة سريعا لتعود الى منزلها هى ووالدها وقد قررت تقديم استقالتها فلم تعد تستطيع العمل معه ثانية 
كما أن هناك والدها الذي تبدل حاله هذه الايام فكثيرا ما يجلس مع الجد وعندما تدخل عليهما يصمتان ولا تعرف لما 
ومن ناحية أخرى فقد تقربت من مدام سعاد واحبتها كثيرا وقضت معها اوقات كثيرة وهى تعتنى باحواض الورود خاصتها وأيضا وهى تخيط مفارش يدوية كما اصبحت علا بمثابة شقيقة لها و علاء اصبح شقيق ثان لها وأسر لها باحلامه وماذا يطمح أن يصير في المستقبل 
وطدت هبة تها مع جميع الاسرة حتى الخدم سميرة و حسنية و سعيد السائس والذي كان يرافقها لدى نزهاتها على شمس بأمر من السيد كما كان يخبرها ففرحت ان الجد يحرص عليها ولهذا أمر السائس بملازمتها هى لم تسأله من هو السيد ولكن لابد انه الجد اليس كذلك 
الوحيد الذي اصبحت تها معه جدية تماما وتبدلت اكثر من 180 درجة هو أمجد ولكن لقد قاربت الاجازة على الانتهاء وستعود سريعا لبيتها حيث الامان قبل ان يدخل أمجد حياتها ويتحول من مجرد حلم الى علم 
جاء يوم الحفل وكانت قد احضرت معها فستانين لحضور الحفلة قامت بالاغتسال وقبل ان تهم بارتداء ثوبها سمعت طرقات على الباب فتسائلت من سمعت صوت علا يطلب الاذن بالدخول فسمحت لها دخلت علا وكانت ترتدى ثوب السهرة خاصتها وهو ذهبي اللون ينسدل على الارض بطوله الاكمام واطلقت شعرها الغجري الفتان ووضعت قليل من مساحيق التجميل فظهرت كالفراشة فاتنة وضعت علا علبة طويلة بيضاء اللون عليها امضاء مصمم ازياء مر على السرير والتفتت الى هبة وقالت وعينيها تدمعان 
ممكن اطلب منك طلب هزت هبة برأسها ايجابا وهى مستغربة من حالة علا التى تابعت 
انا عارفة انك عاملة حسابك وجايبه فستان معاكى للحفلة بس ممكن تقبلي منى الهدية دي اتمنى اشوفك لابساها وزوقي يعجبك  
اقتربت هبة من العلبة وفا وابعدت الورق الاف وامسكت ما بداخل العلبة ليظهر لها فستان أنفاسها من قمة روعته 
فنظرت الى علا وهى ماتزال ممسكة اياه وقالت تغراب شديد 
هدية ليا انا ليه يا علا احنا مافيش بيننا الكلام دا وبعدين دا شكله غالى اووى 
ثم قرأت اسم مصمم الازياء المدون على بطاقة مثبتة على العلبه وشهقت قائلة 
ايلي صعب !! أشهر مصمم فساتين لبنانى !! معقولة ! دا الفنانات بيلبسوا من عنده وهما رايحين مهرجان كان ولا الاوسكار مثلا ليه يا علا 
أجابت علا وعينيها تدمعان من فرحتها لاعجاب هبة بالفستان 
انا ماليش اخوات بنات وانت ربنا عوضنى بيكي يبقى مستكترة انى اجيب لاختى هدية غالية وهى اغلى حاجه عندى ! 
تركت هبة الفستان على السرير واندفعت لتحتضن علا قائلة من بين دموعها 
وانا وربنا العالم انت بئيتى اكتر من اختى كمان انت و علاء عوضتونى الاخوات اللي ربنا ما قسمهومش ليا وانا بحبكم اووي 
ابتعدت علا عن أحضان هبة وقالت ضاحكة 
لالالا اوعى!! تحبيني انا اه لكن علاء اوعى! في ناس هنا مخهم شمال لو سمعوكى ممكن يرتكبوا جناية!!  
قطبت هبة جبينها وقالت متسائلة 
مش فاهمه قصدك ايه يا علا 
فغمزتها ضاحكة وهى تسير الى الباب 
ماتستعجليش هتفهمى وفي اقرب وقت  
وخرجت تاركة هبة تسبح في حيرتها ما ان همت بارتداء الثوب حتى سمعت صوت طرق على الباب ثانية ولم تكن قد ابدلت ثيابها بعد تسائلت من اجابها والدها انه يريد الحديث معها سريعا وضعت اسدال الصلاة عليها وفتحت له الباب بعد ان دخل جلس على الاريكة الموجوده بجانب سريرها واشار اليها لتجلس بجانبه وما ان جلست حتى امسك بيدها قائلا بحنو 
اخبار عيون بابا ايه مابئيتش اعرف اقعد معاكى زى زمان ولا بئيتي تدلعيني وتتدلعي عليا زى الاول وحشتيني يا هوبا 
امسكت يد والدها وقبلتها قائلة 
ربنا يخليك ليا يا بابا عموما هانت كلها كم يوم ونرجع بيتنا بالسلامة وترجع ريما لعادتها القديمة وهدلعلك دلع اللي هوا يا ابو حجاج  
مسح والدها بحنو على شعرها وقال 
مش لو ريما رجعت وما جاش اللي يخطفها من ابو حجاج!!  
قطبت حاجبيها وقالت بإبتسامة شك 
ايه يا ابو حجاج ماحدش يقدر ياخد ريما منك ابدا 
سكت والدها ثم قال 
عاوز اسألك سؤال يا هبة بس تجاوبي بصراحه زى ما عودتك 
أجابت 
اتفضل يا بابا أسأل 
الټفت بكامله اليها وقال وهو يضع عينيه في عينيها 
انت مش هيوحشك المزرعة وناسها 
قالت وقد هربت بعينيها بعيدا عنه 
اكيد يا بابا طبعا الناس دوول عاملونا بمنتهى الاحترام كفاية ان جدي وكان الجد قد طلب منها منذ البداية ان تناديه جدي جه في صفي ضد ضد حفيده ومدام سعاد و علا وعلاء حتى الناس اللي بتشتغل هنا كلهم هيوحشونى  
فقال لها بمكر 
وأمجد 
قالت باندفاع 
ايوة طبع  
ثم قضمت كلمتها وعضت لسانها وتابعت 
ماله يا
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 67 صفحات