رواية كاملة بقلم منى لطفي
بابا عادى يعني هو بعد كلام جده معاه بصراحه ما كانش بيعترض طريقي خالص
فقال لها ابوها بجدية
عارفة ليه لانه عارف انك لو زعلت تانى منه هنمشي منها ومش هتقعدى ثانية واحده انت مسألتيش نفسك ليه اللي اسمها سارة دى ما عادتش بتيجي هنا
فنظرت اليه متسائلة في حين تابع
أمجد اللي طلب منها ما عادتش تيجي وفهمها بالمحسوس كدا ان طريقتها في الكلام معاه قودامك والتعامل معاك مش كويسة وانها لازم تحترمك لان احترامك من احترامه هو شخصيا
ايه امتى دا حصل وليه ما حدش قالي
فقال ابوها
انت كنت رافضة اي كلام عنه بل بالعكس كم مرة حاول يكلمك وانت تصديه! خاف لو كلمناكى عنه او حد جاب سيرته العناد يركب دماغك وتصري انك تمشي شوفتى بأه أد ايه هو بيراعى مشاعرك ولو على حساب مشاعره انا لما ڼهرته يوم كلامه معاكى دا كان الطبيعي كنت لازم افرمله لكن مش معنى كدا ان رأيي فيه اتغير
يعني ايه يا بابا مش فاهمه
أجاب يوسف وهو ينهض وا
ماتستعجليش يا حبيبتي هتفهمى قريب اووى ودلوقتى اجهزى علشان ما ينفعشي تتأخري عن الحفلة واعرفي ان اي حاجه بابا عملها دا علشان مصلحتك مفهوم يا هبة
قامت من فورها وارتمت بين ذراعيه وهي تؤكد قائلة
اكيد يا بابا اي شئ بتعمله بيكون فيه مصلحتى وانا موافقة وانا مغمضة
اكييد
فهزت براسها ايجابا فتابع بابتسامة أبوية
حانية
ابقي افتكرى كلامك دا يا هبة كويس
وانصرف وهى مندهشة ترى ما الذي حدث اليوم الكل يتصرف بطريقة غريبة الأطوار معها وحين تهم بالسؤال تكون الاجابه ستفهمين بعد قليل!!
ارتدت الفستان فكانت كالبدر ليلة اكتماله جففت شعرها وسرحته وتركته طليقا ثم وضعت احمر اه كرزى اللون ولبست حذاء عال احمر اللون ووضعت بضع نقاط من عطر الورود وامسكت بحقيبة سهرة حمراء صغيرة من الساتان الاحمر مطعم بالالماس الصناعى وكان الحذاء والشنطة بداخل الصندوق مع الفستان
اهلا يا مدام سعاد اتفضلي حضرتك
دخلت سعاد الحجرة وعيناها تلمع من الفرحة وقالت
بسم الله ما شاء الله عروسة زى القمر
قالت هبة
الله يخليكي حضرتك يا مدام
فقاطعتها سعاد قائلة بحنو
بلاش كلمة مدام دى ممكن تقوليلي يا طنط او لو عاوزة تفرحيني بجد تقوليلي يا ماما! انا عارفة ان محدش يقدر يملا مكان المرحومة والدتك بس ربنا العالم انت معزتك في قلبي من معزة علا بنتي تمام
ممكن تقبلي الهدية المتواضعه دى مني دي هدية من ام لبنتها و يا ريت ما تكسيفينيش
اضطربت هبة ولم تعلم ماذا تقول فهى من ناحية لا تريد اغضاب السيدة سعاد ومن ناحية اخرى الهدية باهظة ان وهى خجلة من قبولها ولكن سعاد حزمت امرها بالنيابه عنها وفتحت العلبة ليطالعها طقم من الياقوت الاحمر المطعم بالالماس فقالت هبة
نظرت سعاد اليها
فتداركت قائلة
يا ماما سعاد الهدية جميلة اووى زوق حضرتك يجنن بس دي غالية اووى
أجابت سعاد بابتسامة خفيفة
الغالي للغالي والغالي ما يهاديش الا الغالي
ويسلم زوق اللي اختارها !!
ما ان همت هبة لتستفهم منها حتى تعالت الطرقات على الباب وسمعا من يناديهما لبدء حضور
الضيوف نزلتا الى الاسفل حيث شاهدت والدها ما ان وصلت الى الطابق الارضي وهويتحدث مع الجد وعندما شاهدها مال الى الجد حيث تحدث معه ثم تقدم الاثنان اليها وقال ابوها و عيناه تغيمان بالدموع
ما شاء الله ما شاء الله والله وكبرت يا هبة وربنا ادانى العمر انى اشوفك في يوم زي دا عقبال ما افرح بولادك يارب
ثم تقدم الجد اليها وسلم عليها ومال مقبلا وجنتيها وقال
بسم الله ما شاء الله انا قلت هو الفرق 300 سنه بس بس اعمل ايه خطڤك منى
فقالت هبة وهى خجلى
مين دا اللي خطفنى منك يا احلى جد محدش يقدر يعملها
أجاب الجد ضاحكا
لا قدر وعملها!!
قطبت جبينها وابتدأت معدتها تتلوى فهى تشعر ان هناك شيئا يجري في الخفاء وفجأه وقع نظرها عليه وكأن كل من بالغرفة اختفى ولم يبق سواهما لم يستطيعا رفع ناظريهما عن بعضهما انحبس الهواء في ه من جمالها كان يريد ان يطير بها ليحبسها في برج عاجي فلا يراها سواه فهى تثير لديه غريزة رجل الكهف في الدفاع عما هو له
اما هى فقد انجذبت اليه بشده في بدلته السوداء التوكسيدو وربطه ه الفراشة الساتان الاسود تقدم اليها ومد يده فوضعت يدها في يده بدون ش وتعالت الالحان الراقصة من جيتار علاء فرقصا ولم يلتفتا الى اي شخص آخر
مكثا يرقصان حتى انتبهت انها في شرودها قد قادها الى الحديقة الى ركن منعزل منها ولكنها كانت ما تزال تستمع الى صوت االوسيقى ابتعدت عنه واخفضت راسها خجلا فمد يده ورفع وجهها اليه وهمس
بصي في عينيا
رفعت عينيها لترى نظرة في عينيه جعلت قلبها يرفرف بين جنبيها فما كان منه الا ان تابع بصوت أجش من فرط الانفعالات التي تمور بداخله
مبروووك
تساءلت بهمس خاڤت وابتسامة خفيفة تلون تيها الكرزتين
الله يبارك فيك بس مبرووك لك انتم! الارباح ماشاء الله السنه دى ضعف السنه اللى فاتت
قال أمجد بابتسامة حانية
دى ارباح الشركة انا ماليش دعوه بيها انا ببارك على ارباحى انا!!
قطبت قليلا ثم ابعدت ذقنها عن ملمس يده فوقعت يده جانبه وقالت
ارباحك مش فاهمه تقصد ايه بالضبط
قال بخبث
انت ارباحى يا ملاكى الفتان
تلوت معدتها واحست بش يشبه الاغماء وتساءلت بضعف وذهول
ازاى يعني
مال عليها ونظر الى عينيها وقال
فاكرة انت قولتيلي انى ماليش كلام معاكى طول ما انا مبني للمجهول لغاية ما اكون مبني للعلوم !! وانا دلوقتى مبني للمعلوم!!
نظرت اليه مصعوقة فيما اكمل كلامه قائلا بابتسامة منتشية ترتسم على تيه الحازمتين
اقدم لك زوجك أمجد يا زوجتى العزيزة هبة والطقم اللى انت لابساه دا شبكتك!! الدبل والخواتم هنلبسهم في الحفلة احنا اللى هنفتتح البوفيه لان انهارده يا زوجتى العزيزة مش حفلة الارباح لا انهارده حفلة بمناسبة عقد قرآني أنا أمجد عليكي يا عروسة!!
زاغ بصر هبة واحست بسحابة سوداء تلفها ثم هوت الى تلك الدوامة التي تلفها لټغرق في قاعها ولكن تلقفتها ذراعي أمجد قبل ان ېلمس جسدها الأرض!!
ترى ماذا سيكون رد فعل هبة عندما تفيق وهل ستستسلم للامر الواقع ام ستصر على الانفصال لان الزواج تم من دون علمها وكيف وافق ابوها على ذلك وهل سترضخ سارة هى الاخرى للامر الواقع ام ستحاول وبشده انتزاع أمجد
الحلقة التاسعة
نظر أمجد الى وجه ملاكه النائم أمامه مرر ظهر يده على وجنتها الناعمة نعومة بشړة الاطفال واغمض عينيه وزفر عاليا لا يستطع نسيان رعبه عندما وقعت مغشيا عليها بين يديه وحمد الله انه لم يوجد سواهما فحملها ودخل