رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب الفصل الاول الى التاسع
منذ أول لقاء و هي تلاحظ أنه متخذا منها موقف ما و لكن الغريب أن سلوكه معها بدأ يتحسن تدريجيا !
و لكن الأمر ليس أبعد من المجاملات حيث إعتاد أن يلقي السلام عليها شخصيا ما إذا قابلها في طريقه لكنه ما زال لا ينظر إليها بتاتا و هذا شئ أغاظها جدا و كاد يزحزح ثقتها بنفسها
لولا بقية شباب العائلة .. فجميعهم يتهافتون عليها يتمنون نظرة منها و قد أكثروا أيضا من التردد علي شقة أدهم فقط ليروها هي و يحظوا برفقتها لبعض الوقت ..
صعدت سلاف إلي شقة لبنة عمران لكي تدرس مع حلا قرابة الساعتين كعادة كل يوم ... و بينما كانت حلا مستغرقة في الشرح لها لمحتها و هي شاردة
فدقت علي يدها قائلة
إيه يابنتي سرحانة في إيه بس يا سلاف
أومال أنا بشرح لمين من الصبح !
أفاقت سلاف من شرودها و ردت بأسف
معلش يا حلا أنا آسفة . سرحت ڠصب عني
حلا يابنتي إنتي مش معايا خالص
و بعدين شكلك غريب كده من أول ما طلعتيلي و إنتي مش مظبوطة . مالك !!
سلاف بإبتسامة مصطنعة
أنا كويسة يا حلا مافيش حاجة
حلا بتشكك
مش مصداقي . علي فكرة أنا عندي نظرة ثاقبة
شايفة العنتين دول .. ثم أشارت بإصبعيها إلي عيناها و أكملت
سلاف و هي تضحك
لا بجد !
إنتي فظيعة و الله يا حلا . بس بعيدا عن جهاز كشف الكدب بتاعك أنا أصلا فاشلة في الكدب و مابعرفش أكدب أبدا
حلا طيب كويس . إديكي إعترفتي إنك مش بتقولي الحقيقة . ها بقي ! هسألك تاني
مالك
تنهدت سلاف و قالت بشئ من التوتر
هي حاجة تافهة . و يمكن ماتكونش صح
حلا بإستغراب
إيه إيه الإلغاز دي يا سلاف !
ما تتكلمي بوضوح أكتر عشان أفهم
نظرت لها سلاف صامتة لثوان .. ثم قالت بتردد
مايا
مايا ! .. قالت حلا بدهشة و أدرفت بتساؤل
مالها مايا يا سلاف
سلاف بتقطيبة حزينة
قابلتها علي السلم و أنا طلعالك . سلمت عليها عملت نفسها مش سمعاني .. ثم أطلقت زفرة حارة و قالت
هي و مامتها من يوم ما وصلت و هما مش بيحبوا يشوفوني و لا يكلموني . أنا محتارة و الله مش عارفة أنا عملتهلم إيه !!
حلا و هي تربت علي كتفها بعطف
إهدي يا سلاف . إنتي مالكيش علاقة بحاجة يا حبيبتي
و ماعملتيش حاجة لحد . هي دي طبعيتهم ماتاخديش في بالك أنهم قاصدينك إنتي بالذات
عقدت سلاف حاجباها متمتمة
أدهم !
مش فاهمة . ليه يا حلا
حلا بإبتسامة خبيثة
أصل بيني و بينك . خالتو راجية من زمان و هي حاطة عينها علي أدهم
سلاف بإستغراب
حاطة عينها علي أدهم إزاي يعني !!
حلا بنبرة خفيضة
خالتو راجية منمرة علي أدهم يا سلاف . عايزاه يتجوز مايا و أي بنت تحاول تقرب لأدهم بتاكلها بس ماتخافيش
إنتي عمتك تبقي طنط أمينة يعني حماية .. و ضحكت بمرح
سلاف بدهشة
طيب و أنا مالي بحاجة زي دي يا حلا هي فكراني ممكن أبص لأدهم !
حلا بسخرية
مش فكراكي هتبصيله و بس . دي متأكدة إنك هتفضلي وراه لحد ما توقعيه و تخليه يتجوزك عشان كده لا هي و لا مايا طايقينك
رمقتها سلاف بذهول كبير و قالت
و الله يا حلا أنا مش بفكر في أي حاجة من دي
مش بفكر في أدهم أصلا ده أنا حتي مش بشوفه خالص و لا بكلمه و لا آ ...
إيه إيه يا بنتي إهدي شوية .. قاطعتها حلا بضحك و أكملت
أنا عارفة منغير ما تقولي و ده لأني مقتنعة بإستنتاج مايا عن أدهم
سلاف و إيه هو الإستنتاج ده !
حلا هي دايما بتقول عليه معقد و بيكره البنات . بصراحة أنا موافقها في الرأي و أعتقد بل أنا واثقة إن مسألة جوازه هتبقي صعبة جدا . مافتكرش إنه ممكن يتجوز أصلا .. ثم قالت بجدية
المهم يعني عايزة أقولك كبري دماغك مهما تشوفي منهم هما الإتنين نفضي . ركزي في الدراسة و بس و إنتي يعني مش هتفضلي قاعدة هنا طول عمرك مسيرك تقابلي إنسان مناسب تحبيه و يحبك و تتجوزي و تمشي من البيت ده
سلاف بإبتسامة
صح . يا حلا
حلا و هي ترد لها الإبتسامة
طيب يا ستي . نرجع نكمل مذاكرة بقي و لا إيه رأيك !
سلاف بحماسة
يلا طبعا
في شقة أدهم عمران ...
تتآفف عائشة بسأم و هي تغلق التلفاز عندما شعرت بالصداع جراء حديث أختها الممل
و نبرة صوتها المرتفعة ..
بس