رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب الفصل الاول الى التاسع
من جديد
يا سلاف . يابنتي إفتحي بقي ماتتعبنيش . و رحمة أبوكي لتفتحي . يابنتي قلبي وجعني حرام عليكي
أخيرا فتحت سلاف .. و كان شكلها فظيعا
كان وجهها أحمر و عينيها منتفختان من كثرة البكاء و جسدها ينتفض كله من حين لأخر نتيجة شهقاتها العڼيفة ..
تركت سلاف عمتها و عائشة عند عتبة الباب و دخلت لتغلق سحاب هذه الحقيبة الصغيرة ..
بتعملي إيه يا سلاف !
سلاف بصوت يمزقه البكاء
بلم هدومي عشان أمشي يا عمتو
أمينة بإستنكار و هي تحاول إبعاد الحقيبة عنها
تمشي فين يا سلاف . إستهدي بالله يا حبيبتي مش هتمشي طبعا
سلاف بتصميم
لأ يا عمتو همشي و دلوقتي حالا . مستحيل أقعد هنا ثانية واحدة كمان
سلاف ماعملش حاجة يا عمتو . هو ماغلطش فيا خالص علي فكرة
بالعكس أنا إللي غلط
أمينة و هي تمسح علي ظهرها بلطف
طيب ماتزعليش نفسك . ده سوء تفاهم و هيتحل
و حتي لو إنتي غلطانة أنا هجيبلك أدهم لحد عندك و هخليه يتعذرلك و يستسمحك كمان بس كله إلا خروجك من هنا
يا عمتو قولتلك هو ماغلطش و ماينفعش يعتذر . لو لازم حد فينا يعتذر فأنا
و حكاية خروجي أنا آسفة إني بقولك مش هقدر أسمع كلامك . أنا همشي خلاص قررت
أمينة بعصبية
تمشي فين بس الساعة دي و هتروحي فين
ده أحنا نص الليل !!
سلاف نائحة بضيق
أنا لو فضلت قاعدة هنا هتعب جامد . بجد مش طايقة نفسي محتاجة أخرج من البيت ده
ياينتي ماينفعش إللي بتقوليه ده . إنتي فيكي الطمع هتروحي فين بس أنا مقدرش أسيبك تمشي
سلاف و هي تفرك عيناها بقبضتي يدها
هبات الليلة دي في أي أوتيل و بكره هقدم في السكن الجامعي إن شاء الله
أمينة إيه ! أوتيل و سكن جامعي مافيش حاجة من دي هتحصل يا سلاف . أنا مش هاسيبك تمشي من هنا و الله ما هسيبك
يا عمتو ريحيني من فضلك . سيبيني أمشي !
نظرت لها أمينة بحزن و لم ترد ... لتتدخل عائشة ملطفة كعادتها
يا سلاف يا حبيبتي إحنا خايفين عليكي . فعلا مستحيل نسيبك تمشي . ماينفعش تمشي
لو حاسة إنك مخڼوقة تعالي معايا نقعد أنا و إنتي شوية في جنينة البيت تحت لحد ما تهدي لكن مشي لأ طبعا مش هنسيبك تمشي
إقتربت أمينة منها و مسحت لها الدموع بإبهامها و هي تقول بحنان
دموعك غالية عليا يا حبيبتي . و الله لولا خاېفة جدتك تصحى و تعرف بإللي حصل أنا كنت عليت صوتي علي أدهم و بهدلته . بس بردو لما يجيلي
لازم أخليه يعتذرلك
رمقتها سلافة بإبتسامتها الرقيقة الممتزجة بدموعها ثم إرتمت بأحضانها و هي تطلق تنهيدة حارة مطولة
لتربت أمينة علي كتفها برفق قائلة
حبيبتي و بنتي . أوعدك إنها هتكون أول و أخر مرة دموعك تنزل بسبب حد في البيت ده . مش هسمح لمخلوق هنا يزعلك . أوعدك !
صباح يوم جديد ...
و أدهم يجلس صامتا واجما علي مائدة الفطور يترقب مجيئها في أي لحظة .. و لكنه لن يعتذر كما طلبت منه أمه
و إذا قامت بفتح الموضوع سيترك المكان فورا و يذهب إلي عمله ..
هي سلاف لسا ماصحيتش يا عائشة .. قالتها أمينة بتساؤل
عائشة مش عارفة يا ماما جايز تكون لسا نايمة
أصلنا سهرنا إمبارح و هي شكلها كانت تعبانة و مرهقة أوي
أومأت أمينة بتفهم و قالت
طيب قومي شوفيها لو لسا نايمة صحيها و هاتيها عشان تفطر معانا
عائشة حاضر .. ثم قامت و توجهت إلي غرفة سلاف
أمينة و هي تميل صوب إبنها هامسة بصرامة
أدهم . زي ما قولتلك هتعتذر لبنت خالك و تطيب بخاطرها
أدهم پغضب دفين
يا أمي قولتلك أنا مش غلطان . الإعتذار معناه إني غلط فيها و ده ماحصلش
أمينة بحدة
البنت كويسة و مؤدبة يا أدهم ماكنش قصدها تعمل حاجة
إنت إللي مزودها بس و طلعت فيها لاهيتها لحد ما إتفحمت من العياط . إنت لو كنت شوفتها إمبارح كانت مڼهارة إزاي كنت کرهت نفسك بسبب إللي عملته
أدهم بإصرار
مش هعتذر إنتهي الكلام يا أمي من فضلك ماتفتحيش الموضوع تاني لو مش حابة تزعليها مرة كمان
نظرت له أمه بحنق شديد بينما جاءت عائشة مهرولة صوبهما و هي تصيح
إلحقي يا ماما . سلاف مش موجودة في أوضتها و دولابها كله فاضي ........ !!!!!!!
الفصل الثامن
تجاهل !
لا يدري لماذا شعر بقلبه ينخلع من مكانه عندما قالت أخته هذا ...
ليسمع أمه تكرر نفس الجملة بإستنكار حاد
مش موجودة في أوضتها إزآاي