رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
.. جائها صوته جادا هادئا فجلب معه طوفانا من ذكريات اليوم الماضي
عجيب ! هذا لم يكن حلما إذن ..
سلاف أدهم ! .. و إنتصبت جالسة بسرعة أصابتها بالدوار
أدهم أيوه أنا
إنتي لسا نايمة و لا إيه محدش صحاكي لحد دلوقتي !
سلاف و هي تفرك عينها و تتثاءب قليلا
لأ محدش صحاني
هي الساعة كام دلوقتي
أدهم الساعة داخلة علي 1 الضهر
سلاف پصدمة
يا خبر !
أنا نمت كل ده
دي عمرها ما حصلتلي !!
أدهم بلطف
معلش شكلك كنتي مرهقة
سلاف بغير رضا
لأ أنا أصلا صاحية كسلانة بعد النوم ده كله .. ثم قالت بسخرية
و إنت تقولي صباح الخير !
أدهم ضاحكا بخفة
خلاص ماتزعليش نفسك
النوم ده كله طبيعي علي فكرة . اليوم إمبارح كان طويل و حافل
عندك حق
كان طويل و مليان أوي .. و تعثر صوتها قليلا عندما تذكرت كيف كان ختام الليلة الماضية
أدهم بنبرة متكلفة
طيب إنتي هتعملي إيه دلوقتي
الوقت بقي متأخر عشان تروحي جامعتك !
وافقته سلاف أيوه صح
دلوقتي مش هروح طبعا
أدهم بإهتمام
هزت سلاف كتفاها و أجابته
مش هعمل حاجة
هطلع بقي أقعد مع عمتو أو نناه حليمة
أو أرغي مع شوشو شوية . يعني الحاجات المعتادة دي .. ثم سألته
إنت بقي فينك دلوقتي
أدهم أنا خلصت محاضراتي في الجامعة و طالع دلوقتي علي المسجد عشان بعد صلاة الضهر علطول عندي الخطبة إللي بقولها كل شهر في نفس الميعاد
و الخطبة دي هي هي إللي بتقولها كل مرة !
أدهم لأ طبعا يا سلاف كل مرة بختار موضوع شكل و مش بكرر إللي سبق و قولته في المناسبات الثابتة إللي زي دي
سلاف إممممم . طيب
هترجع أمتي
أدهم بمكر
إيه وحشتك بالسرعة دي !
سلاف بخجل شديد
لأ مش كده طبعا . ده مجرد سؤال عادي
أدهم و هو يضحك
إن شاء الله هرجع علي المغرب كده
مش عايزه حاجة أجبهالك معايا
سلاف برقتها المعهودة
لأ شكرا
يلا إقفل بقي عشان تعرف تسوق و الردار مايخدكش مخالفة . باي يا أدهم
أدهم مستوقفا بصرامة
قولي لا إله إلا الله
سلاف بإبتسامة
لا إله إلا الله
محمد رسول الله .. و أقفلت معه و البسمة لا تزال تزين ثغرها
إستنشقت نفسا عميقا و مطت جسدها ثم إنزلقت بنشاط من السرير لتبدأ يومها أخيرا ...
في شقة راجية عمران ... مايا تجلس في غرفتها صامتة مكتئبة
كحالها منذ تم إعلان الخبر الذي لم يفاجئ الجميع لكنه صدمها هي و جعل ثقتها بنفسها تقل و تتراجع لأبعد الحدود ..
تدخل راجية في هذا الوقت و تصيح عندما لم تري تغييرا في حالة إبنتها
لآاا
كده كتير أوي . زودتيها يا مايا
نظرت مايا لأمها و ردت بفتور
في إيه يا ماما
داخلة عليا ناشفة كده ليه
راجية پغضب
لحد إمتي يابت إنتي هتفضلي قعدالي كده
مايا بتعجب ممزوج بالإستهزاء
عايزاني أعمل إيه يعني
أقف !
راجية بحنق
و كمان بتهزري إنتي شكلك عايزة تتظبطي و أنا فوقتلك خلاص
إنفعلت مايا فجأة
إنتي عايزة مني إيه يا ماما
ماتسبيني في حالي . أنا عملتلك إيه
مش وراكي غيري
إبعدي عني بقي ماتتعبيش أعصابي أكتر من كده
راجية بعصبيةهذه بتركيز شديد و دام الصمت المطبق طويلا هذه المرة ..
لتقول
ما القاعدة الهباب دي هي إللي تاعبالك أعصابك ياختي
بدل ما إنتي مرزوعة في أوضتك ليل نهار بتغني ظلموه قومي شوفي حالك و عيشي زي بقيت الناس
و لا عايزة تشمتي أمينة و بنت أخوها فينا
مايا بسخرية
ما هما إللي كسبوا في الأخر و شمتوا من بدري
لسا هيشمتوا تاني
راجية بصرامة
لأ يا حبيبتي مافيش الكلام
دول لسا علي البر كتبوا الكتاب أه بس ممكن جدا الموضوع يبوظ في أي لحظة
مايا و هي تضحك بإستخفاف
ماما إنتي متأكدة إنك كنتي حاضرة حفلة إمبارح
إنتي ماشوفتيش شكله كان عامل إزاي
ده كان طاير بيها . ده ما صدق إنه إتجوزها أصلا تقومي تقوليلي علي البر و الموضوع يبوظ !!
راجية بتصميم
أيوه يا مايا
و حياتك عندي لأبوظلك الجوازة دي
مابقاش أمك لو ماعملتهاش
و وعد مني في ظرف سنة إنتي إللي هتبقي مرات أدهم و البت المفعوصة دي هطيرهالك من هنا خالص
مايا بجدية و قد إستحوذ عليها الفضول
إزاي يا ماما
ناوية علي إيه
راجية بإبتسامة شيطانية
تعالي و أنا أقولك !
.........
و بعد مرور إسبوع ...
تصل سلاف مع حلا إلي المنزل بعد إنتهاء اليوم الدراسي .. تصادف رؤية مايا و هي تخرج من المصعد
في البداية لم تعييرها سلاف إهتماما لأنها كلما قابلتها تتجاهل وجودها و تعاملها بتعال لكن مايا فاجأتها اليوم و