رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
نزهة مع صديقاتها أخر مرة ...
و لكنها كانت سعيدة الآن و هي تدخل ذلك السوق التجاري الكبير برفقة كلا من حلا و مايا رغم أنها لا زالت لا تصدق التغير الذي أصاب غريمتها هذه
مع ذلك شعرت بالحماسة تغمرها و تمدها بالنشاط لتتابع بقية النهار علي قدر واسع من الرحابة ..
كانت مجموعة الملابس لطيفة فعلا في هذا المتجر كما قالت مايا و وجدت سلاف عدة أشياء لتجربها بينما توجهت حلا إلي قسم الأحذية لتختار شئ يناسبها
كانت حقيبة سلاف التي أودعتها معها أمانة ريثما تنتهي من قياس الملابس هي الهدف الحفيقي و المنشود من هذه المسرحية كلها
دست مايا يدها في حقيبة سلاف و عيناها لا تكفان عن المراقبة ... لم تخرج الهاتف لكنها نفذت غايتها بسرعة خفية ثم عادت إلي مظهرها الطبيعي و كأن شيئا لم يكن ..
حلا بإعجاب
جميل أوي يا سلاف
يجنن عليكي يا حبيبتي
سلاف بإبتسامة خجلة
ميرسي يا لولو
طيب و إنتي إيه رأيك يا مايا
مايا بإبتسامتها المتكلفة
رأيي من رأي حلا طبعا
الفستان بقي أحلي لما لبستيه
يا حبيبتي شكرا
إنتي الحلوة و الله يا مايا
نظرت حلا لإبنة خالتها بعدم راحة و تساءلت
طيب و إنتي مش هتختاري حاجة و لا إيه يا مايا !
مايا بلهجة معابثة
إحنا في محل محجبات يا حلا
إنتي شايفاني محجبة
لما سوفا تخلص تبقوا تيجوا تلفوا معايا لحد ما أشتري أنا كمان
و دق هاتفهها في هذه اللحظة ..
طيب يا بنوتات
أنا هطلع برا شوية عشان أرد علي المكالمة دي .. و خرجت
ثم ردت بصوت محبور للغاية
مامتي !
راجية إيه يابنتي طمنيني
عملتي إيه
مايا خلاص يا ماما
كله بقي تمام
راجية و قد بدا التفاخر في نبرتها
جدعة يا مايا
صحيح بنت أمك . بس مش هاوصيكي بقي
أخريها علي أد ما تقدري
مايا بإبتسامة شريرة
فاهمة يا ماما !
كان النهار قد ولي ... عندما عاد أدهم إلي المنزل
و كعادة كل يوم يتحرق شوقا لرؤيتها ..
قابل عائشة في الردهة فألقي السلام عليها و هو يقبل جبينها
إزيك يا شوشو !
أخبارك إيه إنهاردة يا حبيبتي
عائشة بإبتسامة
حمدلله علي سلامتك
تحب أحضرلك الغدا دلوقتي !
أدهم و هو يتلفت حوله باحثا عنها
لأ أنا إتغديت من بدري
هو البيت ماله ساكت كده ليه
عائشة أصل مافيش حد هنا غيري أنا و تيتة
و ماما لسا مارجعتش من برا
نظر لها أدهم و تساءل بإهتمام
مافيش حد هنا غيرك
أومال سلاف فين
عائشة بصوت عادي
لسا مارجعتش هي كمان
أدهم بدهشة ممزوجة بالقلق
إزاي مارجعتش من جامعتها لحد دلوقتي
ده إحنا بقينا المغرب !!!
عائشة بإستنكار
جامعة إيه يا أدهم
هو في جامعة بتقعد لدلوقتي !
أدهم و قد إجتاحه التوتر الشديد
أيوه مافيش جامعة بتقعد لدلوقتي
طيب إيه إللي آخرها !!
عائشة بإستغراب
الله !
هو إنت ماتعرفش هي فين
هي مش قالتلك
أدهم قالتلي إيه
ما قالتش حاجة !
نظرت له عائشة و تمتمت پصدمة
ماتصلتش بيك
أدهم بإنفعال
لأ ماتصلتش
في إيه إنتي مخبية عني إيه
إنتي تعرفي هي فين
رمقته عائشة بنظرات حائرة و غمغمت لنفسها الله يسامحك يا سلاف . إيه إللي هببتيه ده بس أومال لو ماكنتش موصياكي !
ما تتكلمي يا عائشة سلاف فين .. قالها أدهم صائحا بنفاذ صبر
لتنظر له عائشة بتردد ... لا تعرف بماذا تجيبه !
..........
أمضت مايا الشطر الأكبر من ذلك اليوم في صالون التجميل و شراء الأغراض التافهة التي لا تسمن و لا تغني من جوع ...
لم تكن تريد شيئا كان هدفها مختلف تماما و بلوغ نجاحها بات وشيكا
كانت تجلس الآن و تجرب زوجا من الأحذية عندما تأففت حلا قائلة بضيق
و بعدين يا مايا
بقالنا ساعة في محل الجزم ده
إنجزي بقي الدنيا ضلمت برا عايزين نروح
مايا ببرود و هي تلوي كاحلها متفحصة الحذاء بإعجاب
إيه يا حلا مالك
زهقانة كده ليه
لسا بدري يا حبيبتي و بعدين في حد يستعجل الخروج عشان يروح البيت !
حلا بنفاذ صبر
أه أنا ياستي
خلصي بقي أنا فصلت خلاص
عايزة أروح أرتاح
مايا بهدوئها المستفز
طيب إستني أجرب الشوز الأخيرة دي و بعدين نمشي
إحتدمت حلا غيظا لتنظر لها سلاف بتعاطف و تهمس بلطف
معلش
إصبري عليها شوية كمان
...........
أعاد الإتصال بها للمرة العشرون حتي الآن ... و لكن الجواب نفسه في كل مرة
لم يتم الرد علي المكالمة ..
كاد يفقد صوابه و هو يقطع الصالة ذهابا و إيابا بلا هوادة كاتما إنفعالاته العڼيفة في نفسه ... كانت أمه هنا الآن
وصلت منذ قليل لتفاجأ بهذه الأنباء الخطېرة و أخيرا تدخلت