رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب
عندما إستوعبت الموقف جيدا ..
أمينة بتعجب
الله !
طيب مش عائشة قالت إنها مع مايا و حلا
ما حد منكوا يتصل بيهم طالما مش بترد هي علي موبايلها
عائشة بتوجس
يا ماما هي حاجة زي دي هتفوتني يعني
و حلا كمان موبايلها مقفول هي و مايا
إبتلعت أمينة صيحة هلع أخري في حنجرتها حتي لا تزيد من سوء الأمر عند أدهم ..
لأ كده مش طبيعي
أكيد في حاجة . التأخير ده مش طبيعي
أنا لازم أتصرف لازم أعمل حاجة
أمينة بحيرة ممزوجة بالوهن
يعني هتعمل إيه بس يابني
إصبر . إصبر شوية كمان يمكن نلاقيها داخلة علينا دلوقتي
أدهم بعصبية
أصبر أكتر من كده
حتي سمع مفتاحا يدور بقفل باب الشقة و شاهد ملامح أمه تسترخي و سمعها تزفر بإرتياح قائلة
الحمدلله
أهي جت !
ثم سمع صوتها هي
مساء الخير يا جماعة ! .. و إلتفت إليها بسرعة
كانت تقف بالقرب منه الآن ... تبتسم تلك الإبتسامة الرقيقة خاصتها لوهلة كاد ينسي نفسه و كل شئ أمام هذا الملاك الذي أصبح من نصيبه
بدا و كأنه يصارع مشاعره كلما حاولت عضلات وجهه الإسترخاء عاد ليقبضها بقوة ..
كنتي فين .. هل خرجت تلك الزمجرة من حنجرة أدهم أين نبرته اللطيفة الخاڤتة !!!
كان هذا سؤال سلاف لنفسها و هي تجفل من لهجته غير الإعتيادية ..
كنت مع مايا و حلا بنشتري حاجات ! .. أجابته بصوت هادئ
و مابترديش علي موبايلك ليه
إنتي عارفة أنا كلمتك كام مرة
و فورا أخرجت سلاف هاتفهها و تفاجئت عندما ثبت لها صحة كلامه ... نظرت له و قالت ببراءة
Sorry يا أدهم . الموبايل كان Silent ماسمعتوش
ينفجر أدهم غاضبا فجأة
و إزآاي أصلا تخرجي منغير ما تقوليلي
إنتي فاكرة إنك لسا حرة في تصرفاتك زي الأول
إنتي مش مسؤولة عن نفسك دلوقتي
و في حدود مش هسمحلك تتعديها سآامعة
كانت تنظر له پصدمة و الدموع متحجرة بعيناها ... بينما أسرعت أمينة نحو إبنها و أمسكت بذراعه قائلة بحزم
أدهم !
إهدا شوية و وطي صوتك
عشان جدتك
سلاف بجمود
سيبيه يا عمتو . سيبيه يقول كل إللي هو عايزه .. ثم أكملت و هي تتظاهر بالثبات
أنا فعلا حرة و إنت مش من حقك تتحكم فيا ماتنساش إن ده كان إتفاقنا
أدهم بحدة شديدة
أنا من حقي أتحكم فيكي و آمرك كمان
و أقولك علي حاجة مافيش خروج من البيت بعد إنهاردة إلا و رجلي علي رجلك
خلاص إنسي إنك تخرجي لوحدك تاني يا سلاف
سلاف بتحد
طيب يا أدهم عند بقي أنا هخرج إيه رأيك !
هطلع أبات الليلة دي عند عمتك لبنة وريني هتحبسني إزاي ! .. و إستدارت متجهة صوب باب الشقة
لكن شيئا أمسك بكنزتها و سحبها پعنف إلي الخلف ..
إنتي كده بتخرجيني عن شعوري .. جأر أدهم پغضب شديد و قد كان يمسك بكنزتها ملء يده
أدهم ! .. هتفت به أمينة للمرة الثانية و لكن بصرامة أكبر
لم تدرك سلاف من الخۏف الذي شعرت به أن دموعها بدأت تسيل ... بينما إهتز تصميم أدهم عندما رآها تنكمش محاولة الفكاك منه و لمح إلتماع خطوط الدموع علي خديها
إرتد إلي الخلف مبتعدا عنها بسرعة و كأنها تحمل وباء خطېر لتفر هي من أمامه للحال هاربة إلي غرفتها و يستمع هو إلي تصاعد وتيرة بكائها بقلب مفطور ..
ماذا فعل لها .. منذ متي يتخذ العڼف سبيلا ماذا جري له ... !!!!!!!الفصل التاسع عشر
إختباء !
بعد هذا الحاډث ... بدأت سلاف تتجنب رؤية أدهم تماما
مضي إسبوعا و هي أكثر يقظة لم تذهب إلي جامعتها حتي لا تسنح له فرصة تنفيذ قراره بأنه غير مسموح لها الخروج من المنزل إلا و هو معها
و كذلك كانت ترفض الإجتماع علي مائدة الطعام مع العائلة متحججة بمشاريعها الدراسية الكثيرة
كانت تحفظ مواعيد بقائه في المنزل و مواعيد خروجه و بدا لها أن طريقة العقاپ هذه تؤت ثمارها معه .. حيث لم يكف أدهم عن السؤال عنها و لا عن إرسال أمه و شقيقته إليها حتي تحاولا تهدئة الوضع بينهما و إرجاع المعاملة إلي سابق عهدها
كان يفعل هذا بطريقة غير مباشرة طبعا تجعله غير ظاهر في الصورة أمامها و لكنها كانت تكشف كل حيله و لم تتزحزح عن موقفها الصارم تجاهه
كانت غاضبة منه جدا و أرادت أن تعاقبه أشد عقاپ و لعل التجاهل الذي إنتهجته هو أكثر عقاپ يناسبه كما تري ...
........
إعتدلت السيدة حليمة في جلستها بمشقة ... لتسرع