الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 21 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

سلاف إلي مساعدتها بعد أن أعادت زجاجة الدواء إلي مكانها
إبتسمت الجدة و شكرتها بإمتنان 
تسلميلي يا بنت الغالي
سلاف و هي ترد لها الإبتسامة 
بالشفا يا نناه .. و ربتت علي ذراعها النحيل بلطف
حليمة طمنيني عليكي بقي
عاملة إيه اليومين دول 
سلاف بنبرة محايدة 
كويسة الحمدلله
حليمة و هي تنظر إلي عيناها بشك 
متأكدة يعني إنك كويسة !
سلاف و قد تلاشت إبتسامتها 
مش فاهمة قصدك يا نناه ! .. كان التوتر يذبذب صوتها
حليمة بنظرات حائرة 
حاسة إن فيكي حاجة مش مظبوطة
مش بس فيكي إنتي
في الكل هنا .. إنتوا مخبيين عني حاجة يا سلاف 
سلاف مغالبة توترها 
أبدا يا حبيبتي
كلنا تمام لكن جايز عشان المشغوليات كترت اليومين دول إنتي شايفة الوضع مكركب شوية
حليمة بتفكير 
ممكن . جايز يابنتي .. ثم قالت بجدية تطل من خلف إبتسامتها البشوشة 
صحيح قوليلي حدتي معاد الفرح مع أدهم و لا لسا 
سلاف بإبتسامة باهتة 
لسا يا نناه
حليمة و لسا ليه بس يا حبيبتي 
إحنا مش إتفقنا بعد سنة 
عشان تلحقوا توضبوا بيتكوا و كمان نكون جهزنا نفسنا
سلاف بعدم ثقة 
بصراحة مش عارفة إذا هقدر أكون جاهزة للجواز بعد سنة و لا لأ
حليمة بإستغراب 
قصدك إيه يعني 
إيه إللي مش هيخليكي جاهزة 
تنهدت سلاف و قالت بآسي 
دي خطوة كبيرة أوي يا نناه
و أنا خاېفة لو مشيتها مقدرش أرجع تاني
نظرت لها حليمة پصدمة و قالت 
ترجعي إيه يا سلاف 
هي لعبة إنتي خلاص إتجوزتي الموضوع واقف علي التنفيذ بس
ماينفعش تفكري كده . و بعدين محدش جبرك إنتي وافقتي بإرادتك
سلاف بضيق شديد 
أنا عارفة كل ده
بس أنا خاېفة
حليمة بنفاذ صبر 
خاېفة من إيه بس يابنتي 
نظرت لها سلاف و قالت بحزن 
خاېفة أعيش مقهورة و ماليش رأي
خاېفة إتكسر و أبقي مغلوبة علي أمري . أبقي زي نماذج كتير سمعت عنها
مجرد ست علي الهامش دورها تكون زوجة و أم بس
أي رغبات تانية ليها ممكن تتقتل بسهولة و ماتقدرش تعترض
حليمة بحنان 
يا سلاف مخاوفك دي كلها مجرد سراب إنتي متخيلاه
أدهم مستحيل يقهرك أو يظلمك
ده حافظ كتاب ربنا و متدين . متدين بجد يعني بيتقي ربنا و مش بيخالف آوامره . صدقيني أنا إللي مربياه
ماشوفتش حد في أخلاقه و لا في دينه
أبوه كمان ماكنش زيه . أدهم طيب أوي و حنين أوووي
صدقيني و الله و ما بكدب عليكي
زمت سلاف شفتاها و قالت بإستسلام 
أنا خلاص إرتبط بيه و عارفة إني مش هينفع أتراجع
أتمتي يكون زي ما بتقولي يا نناه
أتمني تكون نظرتي لسا مش واضحة عنه
وضعت حليمة كفها علي كف سلاف و قالت بإبتسامة تطمئنها 
هتشوفي بنفسك
أنا متأكدة إنكوا هتتفهموا مع بعض و إنتي هتحبيه زي ما هو بيحبك أوي !
في وسط نهار الجمعة ..
كان أدهم في غرفته يقرأ منذ الصباح ليشغل نفسه و تفكيره الذي يسير في إتجاه واحد
إتجاهها هي ... كان شوقه إليها عڼيفا و لكنها لا تزال تقيم فترة الخصام بينهما لم يذوب الجفاء بعد و لا يعلم متي يرق قلبها !
يا سلاف . إدخلي شوفي الأكل ونبي
عشر دقايق و إطفي عليه
حاضر يا عمتو
تسمر أدهم بمكانه و هو يستمع إلي هذه المحادثة القصيرة و فورا رمي الكتاب من يده صوب سريره ثم إنطلق نحو باب الغرفة ..
أمسك بالمقبض و أداره مواربا الباب بحذر شديد ... حرك عينيه يمنة و يسرة عدة مرات و لما تأكد من خلو المكان خرج و مشي بخطوات خفيفة حتي المطبخ
إرتجف قلبه عندما رأها و إزداد التوق أكثر بكثير الآن ..
كانت سلاف تقف أمام الموقد ... كانت ممسكة بغطاء القدر و تقلب قطعة المعكرونة اللزجة التي إلتصقت بالقعر
كان تركيزها منصبا علي هذا العمل فلم تدرك مجيئ أدهم و لا إقترابه إلا عندما شعرت بيده الكبيرة تحط علي ظهرها ..
شهقت سلاف من المفاجأة 
إنت .. و صوبت إليه نظراتها المحتقنة و أكملت پغضب و هي تزيح يده بكوعها بحركة عصبية 
عايز إيه ماتحطش إيدك عليا
ماتفكرش تلمسني أصلا سامع 
رفع أدهم كفاه مظهرا تفهمه لموقفها و قال بهدوء 
إهدي يا سلاف . أنا جاي أتكلم معاكي بس
بقالي إسبوع مش عارف أشوفك
سلاف بعدائية 
و أنا مش عايزة أشوفك
أدهم بحزن 
كده يا سلاف ينفع يعني الكلام ده
أنا جاي أصالحك !
زفرت سلاف بضيق و قالت 
الكلام ماينفعش هنا أساسا
إمشي دلوقتي يا أدهم أنا مش فاضية .. و إلتفتت إلي القدر الموضوعة علي الڼار ثانية
أدهم و قد أشرق وجهه لعبارتها الموحية بأمل الصلح 
طيب ما إنتي بتهربي مني
مش بشوفك يا سلاف
سلاف بصوتها الرقيق 
قولتلك مش وقته
أنا مشغولة دلوقتي سيبني أركز علي الأكل عشان عمتو قالتلي عشر دقايق و إطفي عليه
لو شغلتني هيتحرق
أدهم و هو يمسك بيدها ليضعها علي جبينه 
و الله أنا إللي بټحرق يا سوفا
حتي شوفي كده !
سلاف بتأفف 
إففف بقي بقولك
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 25 صفحات