الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 18 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

أزعل منك
حسين بتفهم 
أنا عارف و مقدر موقفك يابني
و أنا مش جاي أعتب عليك بالعكس
أنا جاي أعتذرلك علي كل إللي حصل
أدهم بصرامة 
حضرتك ماكنتش طرف في أي حاجة
بالتالي ماينفعش تعتذر
و حتي لو ينفع أنا مش قابل و لا هقبل إعتذارات
لما الأمور توصل لحد مراتي مافيش أعذار مافيش عقل
مشيئة ربنا هي إللي رحمت إبنك مني إمبارح
حسين بصبر 
إنت عندك حق طبعا و محدش يقدر يغلطك
أنا بس كان قصدي أوصلك إن إللي حصل مايرضنيش و لا يرضي أي حد هنا و أصلا الكل لازم يعتذرلك
كل إللي هنا أهل في بعض و الموضوع يمسنا كلنا
و هو ده يعني كل إللي قدرت عليه يا حسين بيه !! .. قالتها حليمة بجمود و أكملت پغضب 
إبنك كان ممكن يضيع بنت إبني
سلاف دي بقت أمانة في رقبتي بعد مۏت أبوها
و إبنك المستهتر عديم الأخلاق كان هيضيعها بمنتهي السهولة
تفتكر إعتذارك كافي 
دي لو كانت بنتك كنت هتتصرف إزاي 
نظر حسين لها و قال بحزن حقيقي 
أنا بجد مهموم أوي من جوايا ياست حليمة
الواد ده خيب أملي
من يوم ما كبر و طلع للدنيا و هو مبوظ سمعتي
لما جه يتجوز إيمان أنا إستحرمت و الله
هو مايستهلهاش و أنا بعزها جدا و بعتبرها بنتي
بس قلت يمكن الجواز يعدله ... لكن للآسف بقي ألعن
حليمة بإمتعاض 
دي في الأول و الأخر أمور بينك و بين إبنك
تصلحها و لا تسيبها إنت حر معاه
بس كله إلا بنت إبني
أنا لو ربنا مديني عمر لحد دلوقتي ده أكيد عشانها
مش هسمح لمخلوق يجي عليها أو يأذيها
حسين بجدية 
ماتقلقيش ياست حليمة
أوعدك سيف مش هيتعرض لسلاف تاني .. ثم نظر إلي أدهم و تابع 
أنا إمبارح وديته هو إيمان و بنتهم شقتي القديمة إللي في المهندسين
هيعيشوا فيها و مش هيرجعوا هنا تاني أبدا
تقدر تريح بالك دلوقتي يا أدهم و تضمن الآمان لمراتك و هي في بيتك
نظر أدهم له صامتا ...
حسين مبتسما 
مرة تانية بعتذر
علي أي حاجة صدرت عن حد من عيلتي ضايقتكوا
أجازتي كده كده قصيرة و ماكنتش حابب يحصل فيها مشاكل بالحجم ده
بس أنا مش هسافر قبل ما أسوي كل حاجة و أتأكد إن خلاص مافيش حاجة تاني هتحصل .. ثم قام و هو يقول 
يلا عن إذنكوا بقي
دوشتكوا علي الصبح آسف
أمينة و عنياها تلتمعان بالسعادة 
ده إنت أنستنا و الله يا أستاذ حسين
نظر حسين لها و قال 
متشكر يا أم أدهم
ربنا يديم المعروف بينا
أستأذنكوا بقي سلام .. و غادر
تبادلت حليمة النظرات مع أدهم في صمت ... لتقول أمينة بإرتياح شديد 
كتر خيره الراجل و الله
ريح قلبي
كنت هتجنن علي بنتي
ربنا يهدي سرها .. قالتها حليمة مقوسة شفتاها بغير رضا و أردفت 
الواحد هيعوز إيه غير كده يعني !!
مر باقي النهار كما تجري العادة كل يوم ..
لا جديد ... سوي إلتزام سلاف لغرفتها لم يراها أحد منذ الصباح و حتي الآن و قد رفضت تناول الغداء مدعية توعك بمعدتها
و هكذا إلي أن عاد أدهم من عمله و حان موعد تناول العشاء ..
كانت عائشة تحضر المائدة عندما سألها أدهم بإهتمام 
أومال هي فين سلاف يا شوشو 
عائشة و هي تهز كتفاها بخفة 
ماعرفش يا دومي هتلاقيها في أوضتها أكيد
ما هي من الصبح ماطلعتش من الأوضة أساسا
أدهم بإستغراب 
ماطلعتش من أوضتها خالص !
ليه كده 
عائشة بتقول معدتها تعباها
إنقبض قلبه بقوة و هو يقول 
معدتها تعباها إزاي 
و إزآاي أصلا سايبنها كده !! .. أصبح صوته مرتفع بعصبية الآن
عائشة مجفلة 
و أنا مالي أنا طيب بتزعقلي ليه 
هي مش عايزة تخرج من الأوضة و مش بدخلنا
كز أدهم علي أسنانه و هو يرمقها بنظرات محتقنة ثم قال 
ماشي يا عائشة
عموما شكرا و خليكي فكراها .. و ولي متجها صوب غرفة سلاف
عائشة و هي تحدق في إثره بضيق 
إفف بقي
يا ربي أنا ذنبي إيه بس !!
أستغفر الله العظيم
...............
ذهبت سلاف إلي النوم باكرا الليلة ... و عندما فتحت عيناها كان الظلام لا يزال دامسا
تقلبت للجهة الأخري لتنظر من زجاج النافذة إلي الخارج كان ضوء القمر يخترق الغيوم
و بعد لحظات شعرت بتثاقل جفناها و كادا يغمضان حين دق باب غرفتها و إنفتح بسرعة من تلقاء نفسه و من دون إذنها
فورا إنتصبت سلاف جالسة و تطلعت إلي المقتحم ..
كان أدهم و قد أشعل الضوء
نظرت له پغضب بينما مشي صوبها مهرولا و هو يقول 
سلاف !
مالك يا حبيبتي فيكي إيه !! .. و جلس بجانبها واضعا كفه علي جبينها
سلاف بإقتضاب 
مافياش حاجة
أنا كويسة
إبعد عني لو سمحت .. و أبعدت يده عنها بحركة عڼيفة
أدهم بدهشة 
في إيه يا سلاف 
بتعملي كده ليه 
نظرت له و قالت بحدة 
أنا لسا ماعملتش حاجة يا أدهم
مش وقته
بس قريب أوي هتعرف أنا هعمل إيه
أدهم و قد إزدادت دهشته أضعافا 
أنا مش فاهم
إنتي تقصدي إيه
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 24 صفحات