الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة مريم غريب

انت في الصفحة 21 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

بلطف 
و لا يهمك
بس نبدأ صفحة جديدة و نسمع الكلام
و خليكي فاكرة
مالناش غير بعض
شبت سلاف علي أطراف أصابعها قائلة 
أيوه مالناش غير بعض
أنا بحبك أوووي يا أدهم
بحبك بجد
أدهم و هو يلف ذراعاه حول 
أنا بحبك أكتر
أكتر بكتيييير يا سوفا !
تنهدت سلاف بسعادة غامرة و إبتعدت عنه بصعوبة ... لكنه كان مضطرا ..
قال لها و هو يضع يده علي مقبض الباب 
تصبحي علي خير يا حبيبتي
أشوفك الصبح إن شاء الله
أومأت سلاف قائلة 
أنا إللي هاصحيك
أدهم بإبتسامة 
ماشي هستناكي
بحبك
سلاف برقة 
بحبك !
و هكذا عادت سمائهما صافية من جديد ...
أول نهار رمضاني تقضيه سلاف بمنزل آلعمران ... كانت تعاون عائشة في تزيين الشقة بالزينة الرمضانية
و فجأة دق جرس الباب
هرولت لتفتح و كان أدهم ..
السلام عليكم ! .. قالها أدهم بإبتسامة مشرقة
سلاف و هي ترد له الإبتسامة 
و عليكم السلام
حمدلله علي السلامة يا حبيبي .. ثم أخذت منه الحقيبة و إقتربت 
أدهم و هو يبعدها عنه بلطف 
لأ يا سلاف ماينفعش
تلاشت إبتسامتها و هي تنظر له بدهشة ليبتسم ثم يقول و هو يغمزها 
بعد آذان المغرب إن شاء الله
ليا عندك كبيييييير و 
مش هفطر إلا عليكي إنتي الأول
سلاف و هي تكتف ذراعيها أمام صدرها 
!
طيب نعدي يا شيخ أدهم
إنما هيعملك إيه !!
أدهم ضاحكا بمرح 
تعالي ندخل جوا بس و أنا هشرحلك
و أقفل باب الشقة
ثم قال و هو يمشي معها إلي الداخل 
بصي يا حبيبتي
و مايعملوش حاجة في الصيام
بس في حالتي أنا ممكن أوي يفقدوني صيامي
و ده لإني مابقدرش أسيطر علي مشاعري لما بتكوني قريبة مني
إمتحان . إبتلاء من ربنا يا حبيبتي
هنعترض 
سلاف و هي تضحك 
لأ طبعا اللهم لا إعتراض يا حبيبي
أدهم طيب قوليلي
عاملة إيه في أول يوم 
سلاف بحماسة 
كويسة و ماشية علي الجدول إللي عملتهولي
بعد كل صلاة بقرا 10 صفحات من القرآن
أدهم بسعادة 
ما شاء الله
شطورة يا حبيبتي
إن شاء الله الخطوة الجاية هحفظهولك بنفسي و هعلمك تجودي كمان
سلاف و هي تزم شفتاها 
بس أنا عطشانة أوووي
أول مرة يحصلي كده من زمان !
أدهم بحنان 
معلش عشان إختلاف الأجواء بس
لكن ده مفيد بردو يا سلاف
كل المعاناة دي تعلمك الصبر و القوة و الترفع عن الرغبات
الصيام غير إنه عمل خاص لربنا وحده مش لينا إحنا
إلا إنه نعمة كبيرة أوي بتشكل شخصيات مثالية كتير
و جاءت عائشة في هذه اللحظة راكضة ..
صاحت پذعر 
إلحق يا أدهم
تيتة حليمة ! ...... !!!!الفصل الحادي والثلاثون
سحر ! 
نظر أدهم لأخته و هو يقول پذعر 
تيتة مالها 
فيها إيه يا عائشة 
عائشة بتوتر شديد 
كانت قاعدة هي و ماما بيتكلموا و فجأة قطعت
أدهم قطعت إيه 
عائشة قطعت الكلام و النفس و كل حاجة
تملكه الړعب ... ذهب لغرفة جدته راكضا و تبعته سلاف التي شحبت كليا مثله ..
في إيه يا ماما !! .. قالها أدهم بإنفاس متسارعة و أكمل و هو يهرول صوب سرير حليمة 
تيتة جرالها إيه 
أمينة پبكاء 
ماعرفش يابني كانت كويسة
فجأة لاقيتها مابتنطقش ! .. و إرتمت علي صدر أمها من جديد
إلتفت أدهم لأخته و قال 
عائشة روحي هاتيلي شنطتي من الأوضة بسرعة
هتلاقيها تحت المكتب
إنطلقت عائشة لغرفة أخيها و عادت بسرعة ..
سلمته إياها ليفتحها فورا و يخرج جهاز قياس الضغط ... ركبه بسرعة و أوصله بذراع جدته
كانت سلاف تجاورها من الجهة الأخري و دموعها تتساقط في صمت ..
بينما زفر أدهم بإرتياح عندما رأي النتيجة ثم نظر لأمه و قال 
الحمدلله
هي كويسة بس ضغطها وطي
هي صامت بردو يا أمي !
أمينة أيوه يابني
ماقدرتش عليها
أومأ أدهم رأسه و قام بتحضر حقنة ثم غرسها بمهارة و خفة بشريان بارز في ذراع الجدة
و ما هي إلا لحظات معدودة و أفاقت حليمة من إغمائتها ..
في إيه يا ولاد إيه إللي حصل ! .. قالتها حليمة بتعب
أدهم بلطف 
حمدلله علي السلامة يا تيتة
ليه صومتي يا حبيبتي 
إحنا مش متفقين مافيش صيام ليكي !
حليمة مبتسمة بجهد 
يابني مقدرش
ده أنا طول عمري بستني الشهر ده بفارغ الصبر
حد ممكن يفوت البركة دي بزمتك 
أدهم و هو يمسك يدها بكلتا يداه 
يا حبيبتي إحنا بنطلعلك ذكاة علي كده
و بعدين إنتي سيدة مريضة و في دوا لازم تاخديه بإنتظام
ربنا مصرحلك بكده فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ۚ إن الله غفور رحيم 
و إنتي عارفة إن أنا عمري ما هوجهك لحاجة حرام
حليمة بضيق 
أنا عارفة كل ده و بردو هفضل أصوم لحد ما أموت
ماتتعبوش نفسكوا
أدهم يا تيتة ما إنتي لو مشيتي إللي في دماغك هايجرالك حاجة و ربنا مايرضاش بكده إحنا ملكه مش ملك نفسنا
واجبنا نحافظ علي الجسد إللي وهبنا بيه
حليمة بصرامة 
قلت هكمل صيامي
مش هفطر يا أدهم
نظر لها أدهم و قال بأسف 
للأسف يا تيتة
إنتي فعلا فطرتي خلاص
أنا
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 24 صفحات