رواية بقلم سلوى عليبة من الخامس عشر الي الأخيرة
إحسان والذى ظل هو الآخر بداخل أحضان والده عله يلتمس الأمان الذى إفتقده أثناء غربته
كانت أسمهان تتابع مايدور بين شفقة وحزن فهى تعلم أن عبد الرحمن مهما حدث من إبنه فهو سيظل فى قلبه ولن يخرج فالوالد دائما ما يسامح فى حقه أمام راحة أبنائه فكيف بعبد الرحمن والذى اختزل كل الأبناء فى إبن واحد ليس له إخوه وحزن على حالها وماذا ستفعل فى أيامها القادمه وكيف ستتعامل معه خاصة وأنه قد علم أنها مازالت زوجته
لم تستجيب لندائه ولا لسؤاله وأكملت طريقها تجاه الباب لكى تفتحه
هرول إليها بسرعه وقال لها بلهفه رايحه فين
نظرت إليه بإستهزاء وقالت ملكش فيه
ثم نظرت الى عبد الرحمن وقالت لو سمحت ياعمى أنا دلوقت قعدتى هنا مبقاش ليها لازمه انت عارف إنى كنت قاعده مع حضرتك لسبب وأظن خلاص الدكتور وصل وحتى لو مقعدش هنا فأكيد هيجى كل شويه يزورك وأنا مقدرش أمنعه من بيته فأنا بعد إذنك همشى من هنا وهشوف مكان تانى عشان
بصى بقه يا أسمهان وده أخر كلام هقوله مفيش حد هيمشى سامعانى ولو على إحسان يجى وقت مايحب ولو انتى مش عايزه تشوفيه براحتك ولو عايزانى أقابله بره كمان فأنا موافق لكن اللى فى دماغك ده مش هيحصل
نظرت إليه أسمهان وقالت بإستعطاف أرجوك ياعمى حط نفسك مكانى انا همشى صدقنى هرتاح لما همشى
أنا كنت جاى أصلا من السفر عشان أجيلك وأتكلم معاكى وأحاول أخليكى تسامحينى وترجعيلى يبقى لما رجعت ولقيتك لسه على زمتى أسيبك مستحيل ده يحصل سامعه مستحيييييل
سحبت أسمهان يدها بقوه وقالت
وأنا مش مستنيه رأيك على فكره انت خلاص وجودك زى عدمه إنت بعدت وبعت وسافرت عايز إيه تانى أجابها بصوت على يشوبه الألم
وندمت والله ندمت واللى انتى عايزاه هعملهولك الا إنى أطلقك سامعانى ولا لا !!!
إبتسمت أسمهان بسخريه وقالت
طب والله كويس ندمت بعد سنتين مكنتش أعرف إن الندم بيحتاج الوقت ده كله
نظر إليها بإستعطاف وقال
كنت مفكرك مبقتيش مراتى خفت أرجع والله خفت
عارف إنى غبى بس أعمل إيه طول عمرى حياتى عمليه شغلى وبس جيتى إنتى ودخلتى وغيرتيها بطيبتك وحنانك ورقتك معايا ومع بابا خفت أيوه خفت اللى تعبت فيه يضيع بسببك لأنى لقيت نفسى ضعيف قدامك ضعيف لدرجة إنى مكنتش ناوى أتمم جوازى منك بس لما شفتك حسيت كأنك جنيه وبتندهيلى أدخل العالم بتاعها فدخلت لكن بعدها خفت معرفش أطلع منه وصدقينى ندمت وبقول ياريتنى ماطلعت أعذرى بقه وسامحى
نظرت إليه بقوه وقالت
وأنا موافقه إنى أسامحك وأنسى كل اللى عملته بس على شرط
رد عليها بدون تفكير ووجهه يعلوه إبتسامه فرحه وقال
وانا موافق على أى شرط هتقوليه مهما كان
نظرت أسمهان الى عبد الرحمن والذى يتابع الحوار دون تدخل فوجدت فى عينيه تشجيع على أن تقول ماتريد
تعرف ترجعلى إبنى اللى راح من زعلى بسبب اللى عملته مش هقول رجعلى فرحتى اللى اتسرقت ولا أحلامى اللى ضاعت بس هقولك رجعلى إبنى وأنا ساعتها بس هسامحك
صډمه هى كل ماحلت عليه من كلامها لدرجة أن دموعه جرت على صدغيه دون أن يدرى
تصلب جميع جسده عند سماعه لكلامها عن أى أبن تتكلم هل كانت تحمل طفله هو ومن غيره قد يكون هل فقد ولده هو الآخر اااااااااااااااااه خرجت من جوفه تلك الكلمه وكأنها تذبح روحه
لم يستطع عبد الرحمن أن يتابع ما يحدث من شدة ألمه ليس على أسمهان فقط ولكن أيضا على ولده الوحيد فهو عندما علم بطفله فى ذات اللحظه علم بفقدانه ولكن من يلوم وإبنه المخطئ ولكنه هو الآخر يحمل من الوزر مايثقله
تركهم وجلس على المقعد وهو يضع وجهه بين كفيه بينما مازال إحسان على وضعه من الصدمه أما أسمهان فتمالكت دموعها وقالت من بين حشرجة صوتها
هتقدر على الشرط يادكتور ولا تطلقنى وترتاح
تركته أسمهان وخرجت من الباب وهى تحاول أن تلملم شتات نفسها
توجهت للخارج وجدت السياره أمامها ركبت السياره واتجهت الى الفندق المقيم
به دكتور أرمان حتى تبدأ عملها فهى لن تتراجع عما بدأت فيه وستكمل طريقها حتى النهايه
أما عند عبد الرحمن وإحسان فلم يتغير فإحسان واقف مكانه