رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
بالصورة اللي مفروض أكون عليها فدا ميدكيش الحق إنك تخربي حياة نعم اللي لسه حالا قايلة إنها كانت بتسد كل ثغرة ونقص عندك وبتراعيك وبما أنك فرحانة بأن أمور حياتك بقت في زمام يزيد بجوازك منه فأسمح لي ألفت نظرك وأقولك إن اللي باع مرة بيبيع على طول واللي رمى ورا ضهره واحدة زي نعم بكرة هيرميك أنت وغيرك علشان مصلحته ومن هنا لحد ما وش يزيد الحقيقي يظهر وتشوفيه أنا مش هعتبرك موجودة من الأساس يا بنت أبويا.
عادت نعم مستنزفة القوى والمشاعر خاوية الطاقة معترفة بهزيمتها أنها لم تستطع الوقوف بجوار عمها للنهاية وولجت لداخل مسكنها الذي شاركته يزيد لبضع أعوام ووقفت بمنتصفه تحدق بمحتوياته الباردة وأدركت أنه لم يعد لها خاصة بعد حمل روميساء وزواجها من يزيد خطت نعم إلى غرفة نومها بآلية وجمعت كل ما يخصها في حقيبتين وسحبت هاتفها لتقوم بخطوتها الأخيرة.
وبغرفتها دفنت دليلة وجهها في وسادتها تخفي صوت نحيبها عن سمع والدتها ولكن كيف والأم تشعر بفلذة كبدها حتى وإن كان تفصله عنها بحار وفي خضم تأنيب ضميرها وعذاب ندمها لم تنتبه دليلة لولوج والدتها إلا حين سحبتها روز في صمت بين ذراعيها تربت عليها.
اڼهارت دليلة وحررت آهات عڈابها وتشبثت بوالدتها وبعد أكثر من نصف ساعة هدأت وابتعدت عن والدتها التي رمقتها بصمت فزفرت دليلة قائلة
بترت دليلة كلمتها وهزت رأسها بالنفي واستطردت قائلة
.._ لأ أنا مش هكذب على نفسي تاني وأقول مش عارفة لأ أنا عارفة وقصدت أخليها تعاني وقلت اشمعنا احنا حياتنا تبوظ وهي لأ علشان كده شجعت روميساء وقلت لها عادي حبيه وخديه منها لإن مافيش راجل هيسيب بيته وحياته مع واحدة إلا لو كانت قصرت معاه أديتها المبرر والعذر وكنت بأمن لها الفرصة علشان تقابله ولما كان والدها يتصل يسأل عليها كنت بقوله أنها معايا أنا أنا أكتشفت أني إنسانة خاېنة يا أمي أيوة أنا خنت العيش والملح مع عمي معتز وكنت بخدعه والمشكلة أني كنت بحس بالراحة لما بشوف روميساء بتغلط كل يوم اكتر من اللي قبله ولما لقيت نعم مدية جوزها الأمان الثقة ومش حاسة باللي بيعمله من وراها حبيت أكسرها وأوجعها فبعت بعت لها رسالة بعد ما اخدت رقمها من موبايل روميساء وقلت لها إن جوزها بېخونها وإنه مع عشيقته في بيتها وعلشان ازود عليها الۏجع بعت لها وصف اللي كانت روميساء لبساه ومكتفتش بكده لأ أنا كمان بعت رسالة لعمي معتز وو.
.._ ماما أرجوك خليك جانبي ومتسبنيش أنا محتجالك أرجوك يا أمي بلاش تقفلي بابك فوشي أنا مش هستحمل إنك تبعدي عني.