الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 18 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

بالصورة اللي مفروض أكون عليها فدا ميدكيش الحق إنك تخربي حياة نعم اللي لسه حالا قايلة إنها كانت بتسد كل ثغرة ونقص عندك وبتراعيك وبما أنك فرحانة بأن أمور حياتك بقت في زمام يزيد بجوازك منه فأسمح لي ألفت نظرك وأقولك إن اللي باع مرة بيبيع على طول واللي رمى ورا ضهره واحدة زي نعم بكرة هيرميك أنت وغيرك علشان مصلحته ومن هنا لحد ما وش يزيد الحقيقي يظهر وتشوفيه أنا مش هعتبرك موجودة من الأساس يا بنت أبويا. 
4.._ لكل حكاية بداية

عادت نعم مستنزفة القوى والمشاعر خاوية الطاقة معترفة بهزيمتها أنها لم تستطع الوقوف بجوار عمها للنهاية وولجت لداخل مسكنها الذي شاركته يزيد لبضع أعوام ووقفت بمنتصفه تحدق بمحتوياته الباردة وأدركت أنه لم يعد لها خاصة بعد حمل روميساء وزواجها من يزيد خطت نعم إلى غرفة نومها بآلية وجمعت كل ما يخصها في حقيبتين وسحبت هاتفها لتقوم بخطوتها الأخيرة.
...
وبغرفتها دفنت دليلة وجهها في وسادتها تخفي صوت نحيبها عن سمع والدتها ولكن كيف والأم تشعر بفلذة كبدها حتى وإن كان تفصله عنها بحار وفي خضم تأنيب ضميرها وعذاب ندمها لم تنتبه دليلة لولوج والدتها إلا حين سحبتها روز في صمت بين ذراعيها تربت عليها.
اڼهارت دليلة وحررت آهات عڈابها وتشبثت بوالدتها وبعد أكثر من نصف ساعة هدأت وابتعدت عن والدتها التي رمقتها بصمت فزفرت دليلة قائلة
.._ أنا غلطت غلطة مش عارفة اسامح نفسي عليها يا أمي غلطة فحق واحدة عمرها ما عملت لي أي حاجة وسمحت لنفسي أني أفسد عليها حياتها لمجرد أنها عايشة فحالها معرفش ليه عملت فيها اللي عملت. 
بترت دليلة كلمتها وهزت رأسها بالنفي واستطردت قائلة
.._ لأ أنا مش هكذب على نفسي تاني وأقول مش عارفة لأ أنا عارفة وقصدت أخليها تعاني وقلت اشمعنا احنا حياتنا تبوظ وهي لأ علشان كده شجعت روميساء وقلت لها عادي حبيه وخديه منها لإن مافيش راجل هيسيب بيته وحياته مع واحدة إلا لو كانت قصرت معاه أديتها المبرر والعذر وكنت بأمن لها الفرصة علشان تقابله ولما كان والدها يتصل يسأل عليها كنت بقوله أنها معايا أنا أنا أكتشفت أني إنسانة خاېنة يا أمي أيوة أنا خنت العيش والملح مع عمي معتز وكنت بخدعه والمشكلة أني كنت بحس بالراحة لما بشوف روميساء بتغلط كل يوم اكتر من اللي قبله ولما لقيت نعم مدية جوزها الأمان الثقة ومش حاسة باللي بيعمله من وراها حبيت أكسرها وأوجعها فبعت بعت لها رسالة بعد ما اخدت رقمها من موبايل روميساء وقلت لها إن جوزها بېخونها وإنه مع عشيقته في بيتها وعلشان ازود عليها الۏجع بعت لها وصف اللي كانت روميساء لبساه ومكتفتش بكده لأ أنا كمان بعت رسالة لعمي معتز وو. 
لم تستطع دليلة إكمال اعترافها حين سالت الدموع من عين والدتها فمدت يدها إليها وللمرة الأولى دفعت روز يد ابنتها بعيدا عنها وأشاحت بوجهها وتركتها وغادرت دون أن تنبس بكلمة فهرعت دليلة خلفها تناديها بصوت معذب
.._ ماما أرجوك خليك جانبي ومتسبنيش أنا محتجالك أرجوك يا أمي بلاش تقفلي بابك فوشي أنا مش هستحمل إنك تبعدي عني. 
ولجت روز إلى غرفتها وتبعتها دليلة ووقفت للحظات تحدق بوالدتها التي فردت مصلاتها ووقفت تصلي فأطرقت دليلة رأسها وغادرت إلى المرحاض وتوضأت واتجهت لغرفتها وارتدت جلبابا واسعا وأسرعت إلى غرفة والدتها وجاورتها تصلي وتبكي هي الأخرى وحين ختمت روز صلاتها التقطت مصحفها وجلست تقرأ ما تيسر لها من آيات الله وتزرف الدموع بصمت فلا شيء سيخفف عنها صډمتها بابنتها إلا الله فلجأت إليه بقلب خاشع وما أن ختمت دليلة صلاتها هي الآخرى حتى جلست ووضعت رأسها فوق ساق والدتها فلم تستطع روز دفعها وإنما مدت كفها الأيمن ووضعته فوق رأس ابنتها وأخذت تدعي الله أن يقبل توبة ابنتها التي شعرت بها وقرأتها في عينها وبعد مرور بعض الوقت أردفت روز قائلة
.._ استغفري ربنا يا دليلة وتوبي لربنا علشان يسامحك ويغفر لك اللي ذنبك وبعدها روحي لعمك معتز وأطلبي منه السماح وروحي للست اللي ظلمتيها هي وصاحبتك دا لو عايزة
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 39 صفحات