الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 19 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

فعلا إن ربنا يسامحك لإن ربنا بيغفر ويسامح فحقه إنما حقوق عباده مش هيغفرلك إلا لو هما سامحوا فحقهم وبعدها نبقى نتكلم. 
رفعت دليلة رأسها ونظرت إلى وجه والدتها پخوف وهزت رأسها بجزع قائلة
.._ ماما هو حضرتك عيزاني أروح أقول لهم على اللي عملته طب أزاي وبأي عين هبص فعينهم وأقول لهم أنا شجعت روميساء على الفساد و.
لزمت دليلة الصمت حين رفعت والدتها حاجبها ورمقتها بسخط فخفضت رأسها هربا من عتابها مدت روز يدها ومست ذقن ابنتها ورفعت وجهها لتحدق بعينها وأردفت
.._ بنفس العين البجحة اللي خلتك تعملي اللي عملتيه وبعدين هو أنت فاكرة إن بعد ما صاحبتك خطفت جوز بنت عمها والدها معرفش إنك كنت موالسة مع بنته خيانتها وبتداري عليها وإنك غشاشة! 
ربتت روز وجنة ابنتها وأضافت
.._ اللي عايز يتوب يا دليلة لازم يتحمل عقابه في الدنيا علشان ربنا يخفف عليه عڈابه في الآخرة وصدقيني لو استكبرت بالغلط فربك هيسلط عليك اللي ياخد حق الكل منك ويرده ليهم ويضاعف عليك عڈابه في الآخرة مضاف إليه عڈاب كبرك وبما إنك سمحت لنفسك تظلمي غيرك بكل بجاحة يبقى تتحملي نتيجة فعلك وأنت عينك فالأرض وساكتة وبعدين هو أنت يعني ضامنة إنهم يسامحوك على اللي عملتيه علشان تكابري وتقولي بأي عين قومي يا دليلة قومي ربنا يهدي لك نفسك الأمارة بالسوء دي.
...
جلست قمر بجوار نعم تحدق بالحقائب الموضوعة بجوار الباب وعادت ببصرها إلى نعم وأردفت
.._ إلا الشنط دي هنا ليه يا بنتي إيه تكونيش ناويتي تروحي تعيشي مع عمك ولا دي حاجات طليقك. 
هزت نعم رأسها بالنفي وأردفت
.._ لأ يا حجة قمر دي حاجاتي أنا أصل أنا ناويت أسلم الشقة ليزيد علشان يعيش فيها مع مراته وهسافر اسكندرية أعيش هناك وأبدأ زي ما اتفقت معاك من جديد. 
عقدت قمر ما بين حاجبيها قائلة
.._ وهو طليقك لحق 
ابتسمت نعم لتهون على نفسها ما تشعر به من ألم وأجابتها بتهكم طفيف
.._ ما هو مكنش ينفع غير أنه يتجوزها. 
ازدادت حيرة قمر فمطت شفتيها لوهلة ثم اعتدلت قائلة
.._ لأ ما أنا مش قادرة أستوعب اللي فهمته بقولك إيه ما تحكي لي اللي حصل وتفهميني بدل ما دماغي بيودي ويجيب. 
أومأت نعم وقصت على سمع قمر ما حدث فبهتت ملامح الأخيرة پصدمة وقالت باستنكار
.._ روحتي المستشفى تجوزي بنت عمك لطليقك يا قلبك يا نعم وجبروتك معقول الكلام دا لأ وعايزة تسلميهم شقتك بعفشك وحاجاتك كمان. 
زفرت نعم بحزن ووقفت تجول ببصرها بمحتويات شقتها وعادت بعينها إلى قمر وقالت
.._ تصدقيني لو قلت لك إن كل حاجة فى الشقة هنا روميساء الأحق بيها أصل عمي لما يزيد أتقدم لي وكنت بنزل أشتري حاجات جهازي رفض يخليني أجيب أي حاجة من فلوس ورثي وصمم يتكفل بكل حاجة دا غير إن ربنا ماءردش إني أحمل من يزيد يعني الشقة مش من حقي وبقت من حق مراته الحامل فابنه. 
راقبت قمر ملامح نعم وعلمت بخبرتها في الحياة إن اختيارها الابتعاد عن الجميع هو الحل الأمثل لتنسى كل ما مرت به من خېانة وألم فوقفت وجذبتها بين ذراعيها وضمتها بقوة قائلة
.._ سافري يا بنتي وابدئي من جديد وعافري مع الدنيا وخديها مني أنت كده سددت دينك لعمك كامل مكمل فأوعي تيجي على نفسك تاني لا علشان خاطر عمك ولا غيره فهماني. 
ابتعدت نعم عن أسر قمر لها وأومأت بعيون باكية فمدت قمر يدها وكفكفت دموعها قائلة
.._ ابقي افتكريني يا نعم واسألي عليا. 
ودعت نعم قمر وتركتها بشق الأنفس وعرجت على المشفى لتخبر عمها برغبتها بالابتعاد والرحيل واتجهت بخطى مثقلة إلى غرفة عمها وولجت باضطراب بعدما طمأنتها الممرضة أنه بمفرده ووقفت لثوان تحدق به بصمت إلى أن انتبه لوجودها فابتسم بحبور وأشار إليها لتتقدم نحوه فخطت باتجاهه وجلست بجواره وبادرته قائلة
.._ طمني عليك عامل إيه النهارده يا حبيبي 
تنهد معتز وأجابها بهدوء
.._ الحمد لله يا بنتي بقيت أحسن لما شوفتك المهم سيبك مني وطمنيني عليك 
مدت نعم يدها وربتت وجنته قائلة
.._ أنا بخير طول ما أنت راضي عني. 
تنهد معتز پألم
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 39 صفحات