الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 20 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

وأردف
.._ أنا راضي عنك ودعيلك يا نعم ويعلم ربنا أنا قلبي وجعني عليك قد إيه وحاسس بالذنب ناحيتك لأ مش الذنب وبس دا أنا متأكد إني ظلمتك وجيت عليك وصدقيني لو كان الأمر بإيدي مكنتش أبدا وافقت على جوازها لكن أعمل إيه بنتي كسرتني وذلتني وجبرتني أحط إيدي في إيد واحد زي يزيد علشان يستر عليها ويعترف بأبوته باللي في بطنها ويا ريتها بعد كل اللي حصل عملت حساب رقدتي واستحت لأ دي ما صدقت واخدت بعضها وراحت مع البيه من غير حتى ما ترجع لي وكل دا علشان ترد القلم لأخوها وتعرفه إنه ولا حاجة في حياتها. 
لم تدر نعم بما تعقب به على كلمات عمها فأساه يزيدها ألم وعذاب ولكنها وللمرة الأولى منذ صدمت بما حدث ترى أن قرار انسحابها هو القرار السليم وعليها الإسراع وتنفيذه قبل أن تتفاقم الأمور أكثر من ذلك وتجد نفسها غارقة حتى أذنيها في حياتهم لتنتبه لصوت عمها يقول
.._ إلا أنت ناويتي على أمته يا نعم 
حدقت نعم بوجهه بتيه لثوان قبل أن تعبس قائلة
.._ مش فاهمة ناويت على إيه يا عمي 
أجابها معتز بأسى
.._ ناويتي تودعيني وتبعدي عني وعنهم أمته 
أجفلت من معرفته بقرارها وأحست بالضيق لسهولة قراءة تصرفاتها فابتعدت قائلة
.._ مكنتش اعرف إني واضحة كده قصادك!
استاء معتز لصحة ظنونه وأردف
.._ طول عمرك واضحة وصريحة يا نعم وعمرك ما كنت ملوعة ولا خبيثة ويمكن بسبب طيبتك وتعاملك مع الناس من غير زيف طمعوا فكل حاجة فيك. 
هزت نعم كتفيها قائلة
أطمن يا عمي معدش في حاجة يطمعوا فيها المهم أنا مش عايزة حضرتك تشغل تفكيرك بيا وتهتم بصحتك وأنا لما أستقر هتصل بيك واطمنك عليا أول بأول المهم أنك تفضل راضي عني وداعي لي. 
...
وهكذا تم لنعم ما أرادت وسافرت إلى الإسكندرية بعدما هاتفت صديقتها هناك وطلبت منها تأمين مسكن مؤقت لها وما أن حطت نعم رحالها على أرض الإسكندرية تفاجأت بصديقتها وزوجها يستقبلاها فحدقت بوجه صديقتها بحرج وأردفت بصوت خاڤت
.._ بردوا نفذت اللي في دماغك وجيتي وجايبة معاك جوزك. 
ابتسمت نادين قائلة
.._ يا بنتي ما أنت عارفة إن سليم شغال فشركة عقارات ولما طلبت منه يشوف لك شقة قال لي خلاص خلينا نروح نستقبلها ونعزمها على الغدا وبالمرة يسمع منك مواصفات الشقة علشان لما يكلم السمسار اللي بيتعامل معاه يجب لك المناسب من أول مرة. 
أومأت نعم وصافحت سليم بحرج ورافقتهم ولم يمض الكثير من الوقت إلا وكانوا ملتفين حول إحدى الطاولات بأحد المطاعم المطلة على البحر وفور جلوسهم استأذنت نادين للذهاب إلى المرحاض بينما شردت نعم كليا ما أن وقع بصر نعم على لون الماء الأزرق بذكرى رحلتها الأولى إلى الإسكندرية برفقة يزيد والتي حرص على جعلها رحلة لا تنسى فأخذها إلى العديد من الأماكن المميزة بالمدينة وأكثر ما كان يسعدها جلوسها فوق الرمال ومتابعة غروب الشمس ولم تدر نعم أنها لفتت نظر سليم بوجهها الهادئ الشارد فمن زاوية جلوسه أنصب الضوء على ملامحها فأبرز نقاط الجمال فيها بوجنتها المرتفعة بشفتيها المكتنزة وبشرتها الخمرية اللامعة دون أي مساحيق تجميل لينتبه إلى اتجاه أفكاره فزجر نفسه وأشاح وجهه عنها وأشار إلى أحد العاملين في اللحظة نفسها التي عادت فيها زوجته فابتسم لها بحرج وأردف
.._ جيتي فوقتك يلا شوفي تحبي تاكلي إيه واسألي صاحبتك على ما أكلم السمسار وأقوله يقابلنا بكرة على الساعة واحدة. 
ربتت نادين كتف صديقتها وابتسمت لها قائلة
.._ إيه روحتي بتفكيرك لحد فين 
تنهدت نعم وأجابت ببعض الحزن
.._ روحت لرحلة شهر العسل اللي قضتها هنا واللي وقتها كنت فقمة طيبتي ودفعت مصاريف الرحلة من جيبي وفالأخر قابلنا زميل يزيد وطلع شريك فالفندق اللي كنا قاعدين فيه وحلف إننا نسترد المبلغ اللي دفعناه. 
ضيقت نادين ما بين حاجبيها وهي تسألها بعفوية
.._ ويا ترى أخدت الفلوس منه ول. 
بترت نادين كلمتها حين قرأت الإجابة بعين صديقتها فمالت نحوها وهمست
.._ فالحة يعني دفعتي وهو اللي أخد الفلوس دا أنت كنت بدياها بسذاجة مش طيبة عموما أنا قررت أقعدك معايا أسبوعين تلاته
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 39 صفحات