رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
أديك دروس فالحياة وبعدين أطلق صراحك بدل ما أسيبك بالحالة اللي أنت فيها دي وحد يضحك عليك.
ألقت نادين قولها بمزاح والتفتت إلى زوجها الذي انضم إليهم بعد انهائه الاتصال وقالت
.._ مش أنت موافق على قراري يا سليم
أومأ دون سماع ما لديها فحدقت به نعم بعيون متسعة وأردفت بتلقائية
.._ طيب ما تعرف الأول إيه هو قرار الاستاذة نادين قبل ما توافق كده وخلاص.
.._ وأعرف القرار ليه طالما حبيبتي هتبقى سعيدة بيه وبعدين يا أستاذة نعم أنا متفق مع نادين إن أي حاجة تخص البيت تبقى من اختصاصها ماعدا الظروف الضرورية أو المړض بتلاقي إيدي فإيدها وكتفي قبل كتفها علشان تتسند عليه.
أحرجتها كلماته فخفضت رأسها ودستها بقائمة الطعام بينما وكزت نادين ساعد زوجها وهمست
مد سليم يده ولمس وجنتها وأردف
.._ متقلقيش هي كده كده هتروح معاك علشان أنا هرجع الشركة في اجتماع مهم هخلصه وأطلع على الحجة أقضي الليل معاها والصبح هتلاقيني عندك علشان ميعاد السمسار.
وبعد انتهاء جلستهم عادت نعم برفقة نادين إلى منزلها بعد إصرار الأخيرة واعتذار سليم لإحراجه إياها.
أجهشت نعم في البكاء وكأن ما سكبته من دموع خلال الأيام الماضية لم يك شيء بكت تلك الليالي التي سهرتها بجوار زوجها ترعاه بمرضه وذرفت الدموع على الأيام التي قضتها بمفردها تفكر بأمره وتنتظر عودته من سفرياته لتوفر له الراحة بعد طول عناء وتخفف عنه توتر أعصابه بكت اهماله ومحاولاتها الدؤوب لشحذ قواها والتحمل ورأب أي صدع يظهر ويلون حياتهم بمشاكل الحياة ووصل الأمر بها إلى إيجاد الأعذار له واختلاق المبررات لتمضي بهما الحياة والآن أين هي بعد كل تضحية ونكران ذات قامت به من أجله بصدر رحب ماذا كان الجزاء في النهاية على سعيها لتوفير حياة زوجية سعيدة هانئة لزوجها كانت النهاية خېانة وخذلان لا يد لها بها ونبذ اختارته لتهرب من رؤيتها لهما معا نعم هي هربت بأثقالها رحمة بقلبها الذي ما زال حب يزيد يسكنه.
.._ مستحيل أكون بعيط علشان لسه بحبه قوليلي إني اللي حاسة مش حقيقي يا نادين وأني بطلت أحبه أرجوك يا نادين أنا مش عايزة أحبه تاني وعايزة أنساه لأ أنا عايزة أرميه برا حياتي ومفكرش فيه و.
.._ محدش يملك يقولك إن كنت لسه بتحبيه أو لأ غير قلبك يا نعم وعلى فكرة اللي أنت حاسة بيه دا شيء طبيعي جدا دي أعراض ما بعد الصدمة ومع مرور الوقت هتخف حدة المشاعر الثايرة جواك وهيبدأ تفكيرك فيه يقل لحد ما تلاقي نفسك فيوم بتحاولي تفتكري هو كان عامل أزاي وبعدها هتنسيه ومش هتحسي ناحيته لا بحب ولا بكره دي سنة الحياة يا نعم كل حاجة بتبدأ كبيرة وبعدين تصغر خصوصا فالحزن والۏجع.
اوقفت نادين استرسالها ومدت يدها وكفكفت دموع صديقتها ووقفت ومدت يدها إليها لترمي نعم بجسدها نحو صديقتها تستند إليها ووقفت تحدق بها بعرفان جميل وأردفت
.._ أنا مش عارفة من غيرك كنت هبقى عاملة أزاي يا نادين
ابتسمت نادين وأجابتها
.._ كنت بردوا هتعيطي بس مكنتيش هتلاقي كتفي الحنين تبكي عليه المهم سيبك من انتكاسة الصدمة دي وقوليلي ناوية تشتغلي فين
مطت نعم شفتيها ورفعت كفيها