الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 28 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

من كفيه بعصبية رافضة سماع المزيد منه واتجهت لباب شقتها وفتحته قائلة
.._ وأنا مستحيل أحبك ولا حتى أفكر فيك وهعتبر نفسي مسمعتش أي حاجة ودلوقتي أتفضل مع السلامة وياريت تجنبي مقابلتك فأي مكان وتبعد عني احتراما لمراتك وبيتك والأهم احتراما لنفسك.
أطال سليم النظر إليها لبضع لحظات وغادر بعدما قرأ رفضها التام وهبط درجات السلم بتمهل يفكر بمشاعره التي رمتها نعم بوجهه وزفر قائلا
.._ مش هيأس طالما عرفتي بمشاعري يبقى معدش فيه مستحيل يا نعم.
وقفت نعم بجمود حين عادت كلمات راجي ترددت بأذنها فضيقت ما بين حاجبيها قائلة
.._ لأ مش أنا اللي تاخد اللي مش ليها وسليم لازم يفهم إن مشاعره مجرد وهم ولازم يفوق منه قبل ما كل حاجة تضيع ويندم.
في صباح اليوم التالي اتجهت نعم إلى عملها بوجه يابس وجلست خلف مكتبها ودفنت وجهها بتلك الملفات التي تكاثر عددها بين ليلة وضحاها ولم تعر ولوج راجي أي اهتمام وعكفت على مراجعة الحسابات الموكلة إليها لتنتبه لرنين هاتفها بعد مرور بضع ساعات فمدت يدها والتقطته وأجابت دون انتباه لمحدثها لتعتدل فجأة حين صافحها صوت وائل يقول
.._ نعم أنا محتاج أشوفك ضروري.
سألته نعم بتخوف فقد تبادر إليها أن عمها تعرض لوعكة صحية أخرى ليأتيها جواب  وائل الصاډم
.._ أنا وبابا اتخانقنا وسبت له البيت المهم أديني عنوانك علشان أجيلك وأنا لما أشوفك هحكي لك كل حاجة بالتفصيل.
أخبرته نعم بعنوان الشركة وأضافت
.._ أنا هاخد إذن على ما توصل يا وائل سلام.
صفع ذكرها اسم رجل أخر أذن راجي فرفع رأسه عن أوراقه وحدق بها للحظات ليرى توترها جليا فوق ملامحها فلم يستطع البقاء صامتا فحمحم قائلا
.._ يا ترى في حاجة حصلت يعني أصلي شيفك متوترة فلو أقدر أساعد أنا فالخدمة.
هزت نعم رأسها بالنفي وأجابته دون النظر إليه
.._ لأ مافيش حاجة دا ابن عمي جاي يزورني من القاهرة.
تركته وغادرت فغمغم راجي بحنق
.._ ابن عمك وجاي يزورك وهي كانت ناقصة ابن عمك هو كمان مش كفاية سليم وجنانه.
استقبلت نعم وائل أمام الشركة واصطحبته إلى المقهى الداخلي معتذرة عن عد تمكنها من المغادرة برفقته الآن وجلست أمامه وبادرته بسؤالها الحائر
.._ ممكن أعرف إيه اللي حصل علشان تتخانق مع عمي وتسيب له البيت وأنت عارف إنه تعبان ومينفعش يقعد لوحده
حاول وائل أن يماطل ولكنها حشرت في الزاوية بأسئلتها فرمقها بحدة وصاح بصوت خاڤت غاضب  بعدما ضاق ذرعا لمحاولتها أثارة ندمه وأسفه
.._ عايزة تعرفي اتخانقت معاه ليه اتخانقت معاه بسببك يا نعم.
بوغتت وأشارت إلى نفسها فأومأ وائل مضيفا
.._ أيوة بسببك ومش كده وبس لأ دا أنا كمان هددته أني هرفع عليه قضية حجر. 
تلفتت نعم حولها بحرج ليزيد وائل عليها الأمر سوء بقوله المتهكم
.._ أظن فهمتي أنا جيت لك ليه فياريت بدل ما نضيع وقت بعض على الفاضي خلينا نتكلم على المكشوف ونتفق.
للحظة ظنت نعم أنها لا تعرف ذلك الشخص الجالس أمامها فنظراته العدائية وكلماته وما يريد فعله بوالده أكد ظنها فلبثت على حالها لدقيقة فكرت خلالها بكلماته وحاولت فهم سبب مجيئه ولا على أي شيء سيتفق معها لتتذكر اتصال محاميها الذي اعتذرت منه ولم تستمع لرسالته فلعنت نسيانها الأمر ونظرت بعين وائل وأردفت
.._ وماله يا وائل خلينا نتكلم على المكشوف ونتفق ها سمعني طلباتك
زفر وائل بقوة وأجابها وهو يميل بوجهه نحوها
.._ عايزك تتنازلي عن كل الفلوس اللي بابا اتنازل لك عنها من غير جدال أو حتى مساومة علشان أنا لو مأخدتش حقي بالكامل ههد المعبد على دماغ الكل.
ابعدت نعم وجهها عنه وعقدت ساعديها أمامها ورمقته باحتقار ما أن تبادر إلى ذهنها ما فعله مع والده فاحتدت ملامحها وقست وهي تخبره بصوت صارم
.._ على الرغم من رفضي التام لأسلوبك فالكلام معايا وتهديدك ليا اللي من السهل عليا أقولك مع السلامة وملكش أي حاجة عندي بس تمام يا وائل شوف أنت عايز كام وأنا هتصل بالمحامي وهبلغه يديلك اللي أنت عايزه المهم إنك بعد ما تاخد الفلوس يا ريت متحاولش تضايق عمي مرة تانية وتخلي بالك منه وأظن كده نبقى اتفقنا زي ما أنت عايز.
بهتت ملامح وائل لوهلة فنعم لم
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 39 صفحات