رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
تحاول مجادلته أو التأثير عليه لتثنيه عما يريد وكل ما فعلته هو الموافقة على طلبه دون مماطلة حتى تسرب الشك إلى نفسه فلا يوجد على سطح الأرض من يوافق على التنازل عن تلك الثروة إلا إذا كان مصاپا بخطب ما ولكن أمام نظراتها الثابتة التي لم تحد عنه سحبت نعم هاتفها ونفذت ما تفوهت به ليقف وائل أمامها يشعر بالضألة للمرة الأولى في حياته وغادر المكان متسائلا أحقا قابلها أم أنه يحلم
.._ هو أنت أزاي وافقتي تتنازلي عن كل الأصفار دي من غير ما يتهز فيك شعرة
كفكفت نعم دموعها التي فلتت منها وحاولت إخفاء انزعاجها لتطفله عليها لتتذكر تهكمه السابق منها فعقدت حاجبيها وأجابته بجمود
لمعت عينا راجي أعجابا واحتراما لنعم فأومأ بحبور لا يدري مصدره وأردف
زمت نعم شفتيها استياءا وعبرت عنه بقولها
.._ وتحكم على غيرك من الأساس ليه يا أستاذ راجي وأنت مش مطالب غير بضبط نفسك وتصرفاتك وإصلاح عيوبك وبس ولا حضرتك متعرفش إن ربنا موكلش غيره بأمر الحساب وإنه عز وجل هو اللي هيحاسب كل واحد فينا على قد عمله.
ولم يدر الثنائي المتنافر الأقطاب إنهما أثارا حفيظة سليم الذي نهشته الغيرة لوجودهما معا فاقترب منهما على عجالة وجلس فجأة قائلا
.._ ممكن أعرف أنتم سيبين المكتب وقاعدين هنا بتتكلموا فأيه
كبل الحرج نعم ورمقت سليم بضيق لعدم مراعاته مكانهم وتجاوزه حده الذي وضعته في التعامل معه ليربكها بتعمده التحديق بها باتهام فأشاحت نعم بعينيها عنه ونظرت إلى راجي تسأله المساعدة بصمت ليباغتهم راجي بقوله الصاډم
شهقت حين أكد راجي قوله ومد يده والتقط كفها ونظر لعينها قائلا
.._ ها يا نعم تقبلي تتجوزيني ولا ناوية تحكمي عليا بالعڈاب والوحدة وترفضي
هب سليم على قدميه غاضبا فسقط مقعده بدوي تزامن مع صيحة استنكاره وقوله
انضم راجي إلى سليم ووقف إلى جواره مردفا
.._ وفيها إيه لما أعرض عليها الجواز على فكرة طلبي لا هو حرام ولا عيب بالعكس أنا واحد أعجب بشخصية زميلته فالشغل وحب إنه يتعرف عليها أكتر فكان لازم اعجابه بيها يترجم لحاجة رسمية علشان يحافظ عليها.
صمت راجي لثوان ليصدمه كم العيون المتابعة بتركيز لما يدور فسارع بقوله مازحا
.._ أوعى يا سليم تعمل عليا حما وأخ كبير لنعم بما إنك متولي أمرها وتعاكسني وترفض يا أبو نسب عموما أنا مش عايزك تقلق أنا هحافظ على نعم وهحطها فعنيا بس أنت وافق علشان أطير بقلب جامد على القاهرة أطلب إيدها من عمها رسمي.
للحظات توقف عقل نعم عن العمل وظنت أنها فقدت قواها العقلية فما يدور من حديث بين راجي وسليم من المؤكد أنه لا يخصها بينما حمحم سليم بحرج حين لاحظ نظرات زملائهم المنصبة عليهم بانتظار سماعهم لأجابته ليقول بإيجاز
.._ أكيد يا صاحبي وهو في حاجة فالدنيا ممكن تسعدني قد جوازك من نعم.
احتضن راجي سليم وربت ظهره قائلا بصوت عالي
.._ وهو دا عشمي فيك يا صاحبي.
ودت نعم لو يوقظها أحدهم من ثباتها لتنتبه لنفسها