الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 29 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

تحاول مجادلته أو التأثير عليه لتثنيه عما يريد وكل ما فعلته هو الموافقة على طلبه دون مماطلة حتى تسرب الشك إلى نفسه فلا يوجد على سطح الأرض من يوافق على التنازل عن تلك الثروة إلا إذا كان مصاپا بخطب ما ولكن أمام نظراتها الثابتة التي لم تحد عنه سحبت نعم هاتفها ونفذت ما تفوهت به ليقف وائل أمامها يشعر بالضألة للمرة الأولى في حياته وغادر المكان متسائلا أحقا قابلها أم أنه يحلم
بينما ضړب راجي كفا بأخر وود لو صفع نفسه ولكم ذلك الوائل فنعم أثبتت بأبسط ردود الفعل أن المال لا يعني لها أي شيء وأمام حيرته التي أراد أن يضع لها حدا تقدم من مكانها وجلس أمامها وسألها دون مواربة
.._ هو أنت أزاي وافقتي تتنازلي عن كل الأصفار دي من غير ما يتهز فيك شعرة
كفكفت نعم دموعها التي فلتت منها وحاولت إخفاء انزعاجها لتطفله عليها لتتذكر تهكمه السابق منها فعقدت حاجبيها وأجابته بجمود
.._ علشان عمر الفلوس ما هتعمل بني آدم صالح ولا هتدي له أي قيمة ولو اعتمد على قيمة الفلوس فهتبقى قيمة مؤقته وهتروح أول ما الفلوس هتروح والأنسان مطالب إنه يأدب نفسه بالتخلي والحمد لله عمي علمني من زمان أزاي أأدب نفسي وأتخلى وأستغنى علشان كده الأصفار اللي اتنازلت عنها مفرقتش معايا.
لمعت عينا راجي أعجابا واحتراما لنعم فأومأ بحبور لا يدري مصدره وأردف
.._ أسمحي لي أحييك على تصرفك على فكرة أنت للمرة التانية قدرتي تثبتي لي إن حكمي على الناس لازم يتغير وإني علشان أكون رأي صحيح عن غيري لازم أقرب منه وأعرفه وأفهمه علشان مظلموش.
زمت نعم شفتيها استياءا وعبرت عنه بقولها
.._ وتحكم على غيرك من الأساس ليه يا أستاذ راجي وأنت مش مطالب غير بضبط نفسك وتصرفاتك وإصلاح عيوبك وبس ولا حضرتك متعرفش إن ربنا موكلش غيره بأمر الحساب وإنه عز وجل هو اللي هيحاسب كل واحد فينا على قد عمله.
خفض راجي رأسه حرجا وأقر بداخله أن نعم استطاعت إعادة هيكلة أفكاره كليا بجدارة.
ولم يدر الثنائي المتنافر الأقطاب إنهما أثارا حفيظة سليم الذي نهشته الغيرة لوجودهما معا فاقترب منهما على عجالة وجلس فجأة قائلا
.._ ممكن أعرف أنتم سيبين المكتب وقاعدين هنا بتتكلموا فأيه 
كبل الحرج نعم ورمقت سليم بضيق لعدم مراعاته مكانهم وتجاوزه حده الذي وضعته في التعامل معه ليربكها بتعمده التحديق بها باتهام فأشاحت نعم بعينيها عنه ونظرت إلى راجي تسأله المساعدة بصمت ليباغتهم راجي بقوله الصاډم
.._ يعني أنت لازم تظهر دلوقتي يا عم سليم وتضيع عليا المفاجأة اللي عملها لنعم يا أخي أنا كنت لسه هطلب إيد نعم للجواز
شهقت حين أكد راجي قوله ومد يده والتقط كفها ونظر لعينها قائلا
.._ ها يا نعم تقبلي تتجوزيني ولا ناوية تحكمي عليا بالعڈاب والوحدة وترفضي
هب سليم على قدميه غاضبا فسقط مقعده بدوي تزامن مع صيحة استنكاره وقوله
.._ أنت أتجننت يا راجي يعني إيه عايز تتجوز نعم
انضم راجي إلى سليم ووقف إلى جواره مردفا
.._ وفيها إيه لما أعرض عليها الجواز على فكرة طلبي لا هو حرام ولا عيب بالعكس أنا واحد أعجب بشخصية زميلته فالشغل وحب إنه يتعرف عليها أكتر فكان لازم اعجابه بيها يترجم لحاجة رسمية علشان يحافظ عليها.
صمت راجي لثوان ليصدمه كم العيون المتابعة بتركيز لما يدور فسارع بقوله مازحا
.._ أوعى يا سليم تعمل عليا حما وأخ كبير لنعم بما إنك متولي أمرها وتعاكسني وترفض يا أبو نسب عموما أنا مش عايزك تقلق أنا هحافظ على نعم وهحطها فعنيا بس أنت وافق علشان أطير بقلب جامد على القاهرة أطلب إيدها من عمها رسمي.
للحظات توقف عقل نعم عن العمل وظنت أنها فقدت قواها العقلية فما يدور من حديث بين راجي وسليم من المؤكد أنه لا يخصها بينما حمحم سليم بحرج حين لاحظ نظرات زملائهم المنصبة عليهم بانتظار سماعهم لأجابته ليقول بإيجاز
.._ أكيد يا صاحبي وهو في حاجة فالدنيا ممكن تسعدني قد جوازك من نعم.
احتضن راجي سليم وربت ظهره قائلا بصوت عالي
.._ وهو دا عشمي فيك يا صاحبي.    
ودت نعم لو يوقظها أحدهم من ثباتها لتنتبه لنفسها
28  29  30 

انت في الصفحة 29 من 39 صفحات