رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
داخل مكتبها برفقة راجي لا تدري كيف عادت فوقفت تنظر إليه بتساؤل ليمط الأخير شفتيه قائلا
.._ أنا نفسي عايز اللي يفهمني ويقول لي ليه قلت اللي قولته ولا حصل أزاي
رفعت نعم حاجبها بتحد ليرفع راجي كفيه أمام صدره ببراءة مصطنعة مردفا
.._ تمام أنا بعترف أني قصدت أطلبك للجواز.
حافظت نعم على هدوئها وعيناها مستمرة في تحديها ليزفر راجي ويضيف بجدية
أشار لها راجي بالجلوس مستكملا حديثه
.._ بصي يا نعم أنا مش هخبي عليك أنا أتكلمت مع سليم علشان أعقله بس واضح أنه مصمم يهد حياته مع نادين ومتشبث بوهم حبه ليك علشان كده أنا عايزك تفكري جديا بعرضي
.._ مش شايف إن طلبك غريب وأنت من أول يوم ليا فالشركة هنا مش طايقني وواخد مني موقف لحد اللحظة مش فاهمة سببه.
.._ خلي كل حاجة لوقتها يا نعم المهم أنا عايزك تفكري بعقلك قبل قلبك بجوزنا ولو حابة أنا ممكن أفكر معاك وأقنعك جربيني أنت بس وشوفي راجي هيعمل إيه.
ابتسمت رغما عنها وأحست برجفة تسري بقلبها رجفة ظنت أنها لن تشعر بها بعد جرحها الأول لتتلاش بسمتها فجأة حين تذكرت أمر يزيد وعقدت ما بين حاجبيها وهمست
.._ متفكريش كتير فاللي فات وخليك معايا أنا.
جفلت حين تسللت كلمات راجي إليها وابتعدت عنه بعين وجلة ليومئ لها مضيفا
.._ هو زي ما أنت فهمتي.
عقبت على قوله بضيق لاقتحامه أفكارها
.._ مش شايف أنك بقيت جرئ زيادة عن اللزوم.
.._ وهو اللي قلته دا جرأة ياه دا أنت على نياتك جدا يا نعم.
6.._ خيوط المواجهة
تعمد أن يجعل محاميه يبلغه بأمر سحب كل ما تملكه من عقارات ومال منها ووقف متواريا يراقب رده فعله الغاضبة ووصل إلى إذنيه سيل السباب والألفاظ النابية التي تفوه بها وقڈفها بوجه المحامي الذي بذل جهدا خرقا ليمنع نفسه من لكمه وتركه دون أن يضيف حرفا وغادر وطوال طريقه إلى منزله أخذ يزيد يكيل لنفسه التقريظ لشعوره بالخديعة فمعتز سدد له طعنه في الصميم بحرمانه مما سعى إليه فبعدما امتص ما استطاعه من نعم وهم بسحب الوديعة التي جمع فيها والدها ثروته ووضعها بداخلها فصدم بشروطها المحكمة لعدم فكها حينها رأى أن عليه البحث عن مصدر أخر لينال ما يصبو إليه ولم يك هناك أفضل من تلك الفتاة الغرة المراهقة المفتقدة للحب والتي تابعها من كثب ليحل ألغازها جميعها وعلم كيف يتسلل إليها لقد رمى طعمه واصطبر طويلا حتى اقتنصها وأحكم كفيه حولها ولم يعد لها أي مهرب منه وبعد تأكده من امتلاكها لما يساوي العشرة ملايين سعى ليكون الفارس المغوار لها وتحقق ما أراده وباتت زوجته ولكن أن يدخل إلى تلك الزيجة دون مكسب هو مالا يطيقه وعليه رد الصڤعة لها بعدما أهدرت عليه فرصة التأثير على نعم التي كان من الممكن جعلها التنازل عما تملك بكل سهولة ويسر له.
.._ حضري لي الغدا علشان أنا راجع من الشغل تعبان وعايز أكل وأنام.
ارتبكت روميساء وخفضت