الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 30 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

داخل مكتبها برفقة راجي لا تدري كيف عادت فوقفت تنظر إليه بتساؤل ليمط الأخير شفتيه قائلا
.._ أنا نفسي عايز اللي يفهمني ويقول لي ليه قلت اللي قولته ولا حصل أزاي
رفعت نعم حاجبها بتحد ليرفع راجي كفيه أمام صدره ببراءة مصطنعة مردفا
.._ تمام أنا بعترف أني قصدت أطلبك للجواز.
حافظت نعم على هدوئها وعيناها مستمرة في تحديها ليزفر راجي ويضيف بجدية
.._ أتجوزيني يا نعم علشان نقطع على سليم الطريق ولا أنت مشوفتيش حالته كانت عاملة أزاي دا كان فاضل له ثواني ويولع فينا من غيرته عليك.
أشار لها راجي بالجلوس مستكملا حديثه
.._ بصي يا نعم أنا مش هخبي عليك أنا أتكلمت مع سليم علشان أعقله بس واضح أنه مصمم يهد حياته مع نادين ومتشبث بوهم حبه ليك علشان كده أنا عايزك تفكري  جديا بعرضي
أشادت نعم بخطوة راجي الماكرة التي أقصت سليم بعيدا عن حياتها ولكنها حشرتها معه بعرض زواج مرفوض ولم تهمل نعم الفرصة تمر من بين يدها إلا وهي تخبره برفضها وعرفانها بجميله لأنقاذ حياة صديقتها الزوجية ليأت قول راجي يثير حيرتها بتجديده طلبه للزواح منها فنظرت إليه بتمعن وقالت
.._ مش شايف إن طلبك غريب وأنت من أول يوم ليا فالشركة هنا مش طايقني وواخد مني موقف لحد اللحظة مش فاهمة سببه.
ابتسم راجي بغموض وأشاح بوجهه قائلا
.._ خلي كل حاجة لوقتها يا نعم المهم أنا عايزك تفكري بعقلك قبل قلبك بجوزنا ولو حابة أنا ممكن أفكر معاك وأقنعك جربيني أنت بس وشوفي راجي هيعمل إيه.
ابتسمت رغما عنها وأحست برجفة تسري بقلبها رجفة ظنت أنها لن تشعر بها بعد جرحها الأول لتتلاش بسمتها فجأة حين تذكرت أمر يزيد وعقدت ما بين حاجبيها وهمست
.._ معقول معدتش مهتمة بيه ولا بأي حاجة تخصه ومش فارق بالسرعة دي إيه يا نعم دا أنت كنت فاكرة إن حياتك هتقف ومش هتتحرك بسببه.
.._ متفكريش كتير فاللي فات وخليك معايا أنا.
جفلت حين تسللت كلمات راجي إليها وابتعدت عنه بعين وجلة ليومئ لها مضيفا
.._ هو زي ما أنت فهمتي.
عقبت على قوله بضيق لاقتحامه أفكارها
.._ مش شايف أنك بقيت جرئ زيادة عن اللزوم.
هز رأسه بالنفي فزفرت بسخط واتجهت صوب مكتبها وجلست بعدما سحبت أحد الملفات ودفنت رأسها بداخله ليتسلل إليها صوت ضحكة راجي وقوله
.._ وهو اللي قلته دا جرأة ياه دا أنت على نياتك جدا يا نعم.
6.._ خيوط المواجهة
تعمد أن يجعل محاميه يبلغه بأمر سحب كل ما تملكه من عقارات ومال منها ووقف متواريا يراقب رده فعله الغاضبة ووصل إلى إذنيه سيل السباب والألفاظ النابية التي تفوه بها وقڈفها بوجه المحامي الذي بذل جهدا خرقا ليمنع نفسه من لكمه وتركه دون أن يضيف حرفا وغادر وطوال طريقه إلى منزله أخذ يزيد يكيل لنفسه التقريظ لشعوره بالخديعة فمعتز سدد له طعنه في الصميم بحرمانه مما سعى إليه فبعدما امتص ما استطاعه من نعم وهم بسحب الوديعة التي جمع فيها والدها ثروته ووضعها بداخلها فصدم بشروطها المحكمة لعدم فكها حينها رأى أن عليه البحث عن مصدر أخر لينال ما يصبو إليه ولم يك هناك أفضل من تلك الفتاة الغرة المراهقة المفتقدة للحب والتي تابعها من كثب ليحل ألغازها جميعها وعلم كيف يتسلل إليها لقد رمى طعمه واصطبر طويلا حتى اقتنصها وأحكم كفيه حولها ولم يعد لها أي مهرب منه وبعد تأكده من امتلاكها لما يساوي العشرة ملايين سعى ليكون الفارس المغوار لها وتحقق ما أراده وباتت زوجته ولكن أن يدخل إلى تلك الزيجة دون مكسب هو مالا يطيقه وعليه رد الصڤعة لها بعدما أهدرت عليه فرصة التأثير على نعم التي كان من الممكن جعلها التنازل عما تملك بكل سهولة ويسر له.
أغلق يزيد باب مسكنه بدوي استغربته روميساء لتهب فزعة عن فراشها حين ولج يزيد بوجه مكفهر ووقف يحدجها بنظرات ڼارية جعلتها تتساءل ماذا فعلت يحدق بها بتلك الطريقة التي أرهبتها ازدردت روميساء لعابها وحاولت كسر تعويذة نظراته واقتربت منه محتضنة إياه لتفاجئ بدفعه لها بعيدا عنه وزجره إياها وقوله
.._ حضري لي الغدا علشان أنا راجع من الشغل تعبان وعايز أكل وأنام.
ارتبكت روميساء وخفضت
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 39 صفحات