الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

ثورته عليها وتقريظه لها لمجرد أنها لم تعد له الطعام أدركت أنه تعمد افتعال شجاره معها ليدفعها للرحيل فحدقت به مليا وأردفت
.._ هو أنا عملت إيه لكل دا يا يزيد ممكن تفهمني إيه الچريمة اللي عملتها علشان توصل للحالة دي.
زفر بضيق وأستدار عنها قائلا
.._ مش مهم تعرفي عملت إيه المهم إنك تاخدي نصيبك من العقاپ ما هو أنا مش هحاسب على الفاتورة كلها لوحدي ولازم تدفعي فيها معايا.
حدقت به لوهله لا تعي مغزى كلماته ليقترب منها يزيد ويقول
.._ إيه مفهمتيش ولا خاېفة تفهمي
هزت رأسها بالنفي وهمت بإجابته ليوفقها رنين الباب فتطلعت نحو يزيد بتساؤل ليتحرك بضيق نحو الباب وما أن وقع بصره على وائل المستند إلى حافة الباب مبتسما باستفزاز حتى أدرك أنه من أرسل إليه المحامي فغام وجهه وهم بإغلاق الباب ليمنعه وائل بوضعه قدمه قائلا
.._ مش عيب بردوا يا جوز اختي تقفل فوشي الباب هو دا بردوا الذوق
انتبهت روميساء لصوت شقيقها فأسرعت ودفعت بحقيبتها داخل غرفتها كي لا يراها واتجهت نحوه في اللحظة نفسها التي ولج فيها عنوة ووقف يتطلع إلى دموع شقيقه الجافة للحظات قبل أن يشيح ببصره عنها ويولي وجهه نحو يزيد الذي وقف متحديا إياه ليبادره وائل بقوله
.._ واضح على ملامح روميساء إنك قمت بالواجب معها مش كده يا جوز اختي
زفر يزيد بحدة وكاد يصرفه ولكن تساؤل روميساء أوقفه بقولها
.._ أنا مش فاهمة حاجة ممكن تفهمني يا وائل أنت هنا بتعمل إيه وليه
امتعضت ملامح وائل وشمل يزيد بنظرة نفور قائلا
.._ الظاهر إن جوزك خاف يكشف كل ورقه وأتعامل معاك بمبدأ الندالة زي عادته عموما أنا هبلغك نفس الرسالة اللي وصلت له وهسيبك أنت تفهميها زي ما تحبي.
سألته روميساء بنفاذ صبر أن يخبرها دون مماطلة فغمز وائل بعينه ليزيد وأردف
.._ أصل يا روميساء يا حبيبتي في واحد كده بركة ربنا حطه فطريقي فالوقت المناسب وقال لي إن يزيد جوزك وجوز نعم سابقا ڼصب على واحد صاحبه فمبلغ كبير وبسببه صاحبه اتسجن سبع سنين أخوك أول ما عرف راح بلغ السيد الوالد اللي فوقتها استغل إن يزيد نسى يخليك تلغي توكيل الإدارة وسحب كل اللي كاتبه باسمك.
أوقف وائل حديثه وعينه تتفرس بملامح شقيقته التي حاول عقلها فهم الصورة ليستدير عنها قائلا
.._ أنا شايف إني بلغت الرسالة وعليه اسمحوا لي أمشي وأسيبكم تصفوا الأمور بينكم لوحدكم عن إذنكم.
رحل وائل تاركا شقيقته وسط دوامة أفكارها بينما كال يزيد لوائل الكثير من السباب ليبتلع ما تبقى على طرف لسانه حين سألته روميساء بتردد
.._ قول لي إن وائل بېكذب يا يزيد وإنه بيفتري عليك علشان واخد منك موقف من زمان قول وأنا هصدقك زي ما بصدق كلامك على طول و.
أشاح بوجهه حين حاصرته بنظراتها وأردف
.._ وأنا ميهميش تصدقي أخوك ولا تكذبيه وكلامي معاك وسبب خلافي واضح أنا مش عجبني الحال المايل اللي أنت فيه وأخر ما عندي يا بنت الناس يا تبقي زي أي زوجة وتعيشي وترضي بمرتبي وتوفري لي يا روحي للي يصرف عليك ومتوجعيش دماغي. 
هرب وتركها تتلظى في چحيم ظنونها ووقفت تتابع حركاته العشوائية وتذمره ولكن ما كسرها اخراجه لحقيبتها ووضعها أمامها ووقوفه محدقا بها فبدى وكأنه يطلب منها الرحيل فمالت وحملت حقيبتها وتجاوزته إلى الخارج بخطى مثقلة تبكي دون توقف حين أغلق الباب خلفها.
ومن داخل مسكنها هزت قمر رأسها بأسف بعدما وصلت إليها أصواتهم فهمست قائلة
.._ اللهم لا شماته أهو حقك بيرجع يا نعم يا بنتي زي ربنا ما قال وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.
لم تستطع روميساء العودة إلى منزل والدها خاصة بعدما أفصح عنه شقيقها فاتجهت تجر أذيال خيبتها إلى منزل دليلة التي وقفت أمامها تحدق بعيونها الحمراء الباكية ووجها الشاحب وحقيبتها المستندة إلى ساقها بوجه مقطب وأمام صمتها نظرت إليها روميساء بحيرة وأردفت بتردد
.._ أنا أتخانقت مع يزيد و.
زفرت دليلة وأفسحت لها فولجت روميساء بقلق ولم تكد تخطو إلى منتصف الردهة حتى رن صوت روز يقول
.._ مين اللي على الباب يا دليلة
أجابتها دليلة وهي تجول بعينها فوق جسد روميساء المنتفخ
.._ دي روميساء يا ماما بتقول
31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 39 صفحات