رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
معاك لعمي معتز أطلب منه السماح على غلطي فحقه لما كنت بكذب عليه وأخبي.
ومن الخارج وقفت روز تردد دعائها أن يهدي ابنتها ويتقبل توبتها ويلهم روميساء الحكمة والتدبر لتنقذ حياتها قبل أن تضيع منها إلى الأبد.
...
للآن لا تصدق أنها تجلس بجواره بطريقها إلى منزل عمها تتساءل كيف استطاع راجي اقناعها بالموافقة على طلب الزواج منه والتفتت نحوه تحدق به بحيرة فأشاح بوجهه عن الطريق لثوان قائلا
تنهدت واسندت رأسها إلى مسند المقعد مردفة
.._ بصراحة مش مصدقة لحد دلوقتي أني راجعة معاك علشان تقابل عمي
ابتسم راجي وعقب بما صدمها
.._ وهو أنت كنت فاكر أني هقف أتفرج عليك لما ما يظهر فحياتك حد تاني ويخطفك يا نعم أنا من وقت ما سليم قال لي أنه بيحبك وأنا كنت بكافح علشان ملفش إيدي حوالين رقبته وأعصرها ويوم ما سمعتك بتكلمي ابن عمك ونزلتي تقابليه مقدرتش أقعد فالمكتب جريت وراك فضلت واقف ڠصب عني أسمع هو بيقول إيه بصراحة خۏفت يكون جاي يطلب إيدك فقلت أخليني جاهز علشان لو الموضوع فيه جواز أنط وأبوظه.
.._ لا دا أنت طلعت لغز كبير وبصراحة حاسة أني هتصدم لما أفهم اللي جواك.
صف راجي سيارته جانبا والټفت إليها وقال
.._ أوعدك تكون صدمة حلوة ومافيش إلا كل حلو ليك عندي يا نعم علشان أنت فعلا اسم على مسمى وأنا متمسك بيك للنهاية ويا ستي لو على أول لغز فأسمحي لي أقولك إني كنت بعاند نفسي لما أكتشفت أني حبيتك من أول يوم شوفتك فيه بس اللي خلاني أتراجع المرحومة الله يرحمها لما جات لي فالمنام وقالت لي ليه سايب نصيبك يروح منك وعايز تضيعه من إيدك بصراحة وقتها خۏفت علشان كده قلت عليا وعلى منافسيني.
واضح إن المرحومة لسه بتأثر عليك حتى بعد ما ماټت هي على كده كانت حلوة.
فغر راجي فاه لوهلة ليعود ويهز رأسه بعدما وعى غيرتها مجيبا
.._ نعم أنت بتغيري من مراتي اللي ماټت
.._ هي مش غيرة بس فضول إني أعرف حياتك معاها كانت أزاي
ابتسم بسعادة وأطال النظر إلى ملامحها الهادئة ثم عاد لمتابعة قيادته قائلا
.._ هقولك على كل حاجة أول ما نكتب الكتاب علشان يبقى من حقي.
تفهمت نعم طلبه فأومأت وعادت لتريح رأسها إلى مسند المقعد تشعر بأنها اختارت تلك المرة من يصون كرامتها ويعززها.
ليضع بقوله نهاية لآمال سليم الذي أغمض عينه عن رؤية ابتسامة نعم بعدما شعر بلهيب الغيرة يأكل قلبه بينما هب وائل على قدميه مردفا بتعمد
.._ أتمنى المرة دي تعرفي تحافظي على جوزك يا نعم و.
.._ وائل...
هز صوت معتز المكان فأجفلت نعم التي أهانها قول وائل بينما سبته نادين سرا ورمقته پحقد الټفت وائل نحو والده ساخرا لتبهت سخريته حين رأى والده يقف مستندا إلى ساعد راجي الذي لم يدر كيف ومتى ظهر بجواره وقبل أن يرفع حاجبه متحديا إياه أتاه قول راجي الهادئ ليضعه في زاوية الأزدراء من الجميع
.._ لا اطمن يا أستاذ وائل ومتقلقش على مراتي علشان والدك وكيلها حط إيده فإيد راجل.
رماه الجميع بنظرات استنكار لم يستطع وائل البقاء فغادر مرغما بينما اقترب معتز من نعم وضمھا إلى صدره قائلا
.._ حقك عليا يا بنتي معل.
أوقفته نعم وشبت على قدميها وقبلت جبهته واسندت جسدها إليه قائلة
.._ ولا تشغل بالك بأي حاجة يا حبيبي