رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
المهم أنا عايزة أعرف حضرتك فكرت فطلبي إنك تيجي تعيش معانا فإسكندرية.
هز معتز رافضا وأردف ويده تربت رأسها
.._ وأسيب بيتي طب أزاي يا نعم يا بنتي أنا زي السمك مقدرش أسيب بيتي وأعيش بعيد عنه.
لم تقبل نعم برده وحدقت بوجهه قائلة برجاء
.._ عمي أرجوك تعالى معايا وصدقني فأي وقت هتقول لي بيتي وحشني هتلاقينا كلنا جينا معاك ها قلت إيه
.._ على فكرة طلب نعم مشترك ويمكن أنا أكتر منها فأني عايز حضرتك تيجي تعيش معانا على فكرة أنا أخدت شقة هيعجبك والجميل فيها إن فيه جزء بيطل على البحر ومعزول عن باقي الشقة وفيه حيطة كاملة أزاز ها تعالى وأنا هتنازل لك عنه وأمري لله.
أدرك معتز صدق مشاعر راجي نحوه فعينه لم تحد عن عينه ونظراته الثابتة وابتسامته الصادقة دليل محبته فأومأ برأسه لتتسع ابتسامة نعم وراجي الذي غمز لها سرا فخفضت رأسها حرجا أمام فعلته بينما تنهدت نادين وتمسكت بساعد زوجها الذي لف يده حول كتفها ومال نحوها قائلا
اسندت نادين رأسها بتعب إلى صدره وأجابته بوهن
.._ هو يلا بس لو ينفع نروح أي فندق ونبيت فيه وبكرة نسافر يبقى علشان موضوع أني أرجع فنفس اليوم تعبني فوق تعبي.
وصل قول نادين إلى سمع نعم فالتفتت إلى صديقتها وأردفت
.._ يعني بيت أختك يبقى موجود وأنت تقولي أروح فندق لأ أنا كده أزعل يا نادين وأجيب ناس تزعل معايا.
.._ على فكرة نعم معاها حق والبيت موجود ومش دا الشقة اللي فوق متوضة ونضيفة هتاخد مراتك وتطلع تريح فيها لحد الصبح نفطر سوا ونتوكل على الله ولو عامل على العرسان فمعلش يتحملوا هما ويباتوا معايا هنا.
لم يستطع سليم رفض طلب معتز أمام أرهاق زوجته واعتذر حاملا إياها إلى أعلى يشعر بالخۏف عليها بعدما لاحظ تغضن جبهتها المستمر ليقف على بعد خطوات منها قائلا
رفضت نادين ومدت يدها إليه وجذبته ليجلس بجوارها واسندت رأسها لكتفه وأغمضت عينها قائلة
.._ دوايا فوجودك جانبي صدقني أنا لما أريح جانبك هبقى كويسة فخليك جانبي يا سليم ومتسبنيش.
لم يدر سليم لما شعر أن قولها الأخير لا يمت لتعبها بصلة وأغمض عينه ليخفي حرجه منها وأردف
تنهدت نادين بقوة وهمست باضطراب
.._ هتفضل تحبني يا سليم
ارتعش قلبه وأحس بالخۏف فصوت نادين المذبذة زرع بداخله خوف بارد أعتصره بقوة فجذبها بقوة إليه وهو يردد ليطمئن نفسه قبل أن يطمأنها
.._ بحبك بس يا نادين دا أنا قلبي معرفش الحب والعشق إلا معاك.
.._ حق عليا يا حب عمري سامحيني على تقصيري فحقك أنا مش عارف عقلي كان فين لما فكرت أني ممكن.
بتر سليم سيل كلماته واستغفر بندم وسحب نادين وساعدها على النوم واستسلم للنوم.
...
لم تستطع روميساء النوم فتسللت بعيدا عن دليلة بعدما تأكدت من نومها وخرجت إلى الشرفة وحدقت بهاتفها الصامت بعيون يابسة فزوجها لم يحاول حتى أرسال أي كلمة لها ولم يحاول السؤال عنها ظلت عينا روميساء معلقة بهاتفها لتحاصرها كلمات روز ودليلة فازدردت غصتها قائلة پألم
.._ وبعدين يا روميساء أنت ناوية على إيه معقول هتفضلي مغمضة عينك عن اللي قاله وائل وتعملي نفسك مصدقة إن يزيد مكنش بيبتلكك طب أزاي وتصرفه كان واضح وباين وكلامه ليك قبل ما وائل يجي بيأكد المعنى دا معقول يكون قرب مني لما عرف إنه مش هيقدر ياخد من نعم فلوس تاني ودلوقتي لما عرف إن بابا سحب الفلوس قال خلاص معدش ليا لازمة فحياته.
اعترفت روميساء بأنها لم تسأل يزيد المال منذ زواجهم بل كانت تتوالى كافة المعاملات المادية وتنفق مما تملكه بفيزتها الخاصة حتى بات رصيدها مهدد بالنفاذ وأنه لم يسألها يوما عن أي فاتورة قامت بسدادها.
فجأة ارتسمت ابتسامة بلهاء فوق