رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
شفتيها لتتحول شيئا فشيء إلى دموع منهمرة ومع ازدياد اڼهيارها ضغطت روميساء فوق أرقام والدها ورفعت الهاتف نحو أذنها بأصابع مرتعشة لتشهق پاختناق حين انتهى الرنين دون إجابة لتعيد تكرار مهاتفه وقبيل انتهاء زمن الرنين أجابها صوته بقلق واضح
.._ ألو.
تعالى صوت نحيبها فأضاع صوتها لتصله كلماتها مشوهة ضړبته بصميم قلبه فهب معتز عن فراشه وصوت يعلو باستفساره
تعالى صوت شهقات بكائها مع كل كلمة تفوه بها والدها ليكشف لها زيف أفكارها واعتقادها بقسوته الوهمية وعدم محبته لها التي زرعها يزيد داخلها وأمام خوفه الواضح وصوت تحركه المربك حاولت روميساء إجلاء صوتها وهتفت بقوة
.._ أنا عند دليلة يا بابا أرجوك تعالى خدني.
.._ خير يا عمي طمني حضرتك بخير.
هز معتز رأسه وأجابه بصوت مختلج بمشاعر أبوته رغما عنه
.._ بنتي يا راجي بنتي محتاجالي وأنا حاسس أني مش قادر أتحرك من مكاني زي ما أكون أتشليت أرجوك يا ابني روح هات بنتي وطمن قلبي عليها.
كادت نعم أن تقترح على عمها استدعاء وائل ليصلها الرد قبل أن تخبره بفكرتها حين تمسك بيدها قائلا
.._ مش عايز وائل يعرف حاجة يا نعم وساعديني أدخل أوضتي.
أومأت وساندته وعينها تتابع رحيل زوجها باضطراب لينتشلها صوت معتز قبل أن تجرفها دوامة ظنونها
.._ مټخافيش على جوزك يا نعم دا راجل عارف حدود الله وعمره ولو على روميساء فأول ما توصل خدي جوزك وأمشي وأنا مش هخليها تقرب منك طول ما أنا عايش.
.._ متقولش كده يا عمي وبعدين روميساء مهما عملت فهي فالأخر أختي الصغيرة ولو على اللي حصل فأنا فعلا مش خاېفة إنه يتكرر لإن راجي غير يزيد راجي زي ما حضرتك قلت راجل عارف حدود ربنا واللي أكد لي لما حكى لي عن مراته الله يرحمها وقد إيه هو كان نعم الزوج ليها أصل راجي يا عمي كان متجوز بنت خالته وللأسف بعد شهر من جوزاهم تعبت ومكنش حد عارف عندها إيه ولما زاد تعبها ومبقتش قادرة تتحرك في دكتور طلب إنهم ياخدوا مسحة من نخاع العضم ويحللوه وللأسف اكتشفوا إن عندها ورم حبلي فالعمود الفقري ودا کانسر من النوع النادر وكان وصل لمرحلة بتهدد حياتها بالخطړ وقتها الكل قاله يسيبها ويشوف نفسه ويعيش حياته بس هو رفض وكان شايف إن مرضها منحة ربنا لا يمكن يرفضها وفضل معاها فرحلة علاجها وعاش كل لحظة ألم مرت بيها لحد ما ربنا أسترد أمانته ولما سألته ليه اعتبر مرضها منحة مش محڼة قال لي أنها كشفت له حقيقة ناس كتير كانوا قريبين منه علشان المصلحة وإن في ناس قربت بسبب مرض مراته علشان تقنعه يرتبط بقريبة ليهم أو أخت ووسط كل دا مأهملش فدوره مع أخواته وفضل معاهم لحد ما كل واحد فيهم أتجوز وبقى مسؤول عن بيت وعيلة فهل تفتكر راجل زيه ممكن يخون فيوم من الأيام
.._ الحمد لله يا بنتي إن ربنا كرمك بيه فحاولي لو مكنتيش لسه حاسة ناحيته بمشاعر إنك تحبيه وتتعاملي معاه بما يرضي الله.
أومأت نعم مبتسمة وأخبرته بمرح
.._ بقى بدل ما توصيه هو عليا بتوصيني أنا عليه لا حضرتك كده هتخليني أحسده وأقول يا بختك يا راجي بمحبة عمي