رواية رائعة بقلم الكاتبة منى أجمد
ليك.
ربت معتز وجنتها قائلا
.._ ومش هوصيه عليك علشان باين فعينه إنه بيحبك وواقع فيك علشان كده قلت أوصيك أنت.
شعرت نعم بالحرج وابتعدت قائلة
.._ أنا بقول أروح أعملنا كوبيتن لبن دافيين نشربهم لحد ما راجي يرجع إيه رأيك
في تلك الأثناء كان راجي يقف أمام البناية يشعر بالحرج لإضطراره طرقه بابا غريبا كليا عنه ولكنه في النهاية استجمع شجاعته وصعد إلى الطابق الثالث وطرق على استحياء وابتعد سريعا بضع خطوات إلى الخلف غاضا بصره ولم تمض إلا ثوان وكانت امرأة يبدو عليها الشيب تستقبله وحين أشارت إليه لينضم إليهم رفض راجي وأخبرها بحرج
أحست روز الفخر لرؤيتها تلك الأخلاق الراقية فهو طوال حديثه إليها لم يرفع رأسه أبدا ولم ينظر نحوها ولو سرا ليغادر راجي مؤكدا انتظاره بالأسفل فالتفتت روز إلى ابنتها وأردفت
.._ أهي الرجالة اللي بجد مش الأشباه اللي جريتم وراها واغضبتم ربنا بسببها روحي يا بنتي الله يصلح حالك وحال صاحبتها واستعجليها علشان متتأخرش أكتر من كده.
حمحمت روميساء لتلفت انتباه والدها الذي استحوذت نعم عليها كاملة لتلتف لها نعم وما أن وقع بصرها عليها حتى تركت مكانها ووقفت قائلة
.._ طيب يا عمي أنا هروح أوضتي وحضرتك لو أحتاجت أي حاجة نادي عليا علشان مترهقش روميساء عن إذنكم.
وتجاوزتها دون النظر إليها هامسة بترحيب فاتر وأسرعت إلى غرفتها ليستقبلها راجي الذي جلس بانتظارها يتابع ملامحها من كثب لتشق ابتسامة شفتيه ما أن أكد له قلبه أن زوجته تجاوزت الماضي بنجاح ورافق ابتسامته قوله
هزت نعم رأسها بالنفي واقتربت منه قائلة
.._ أظن إن عمي معدش محتاج لوجودي معاه وإن روميساء هتعرف تهتم بيه كما يجب المرة دي علشان كده خلينا نطير على بيتنا بكرة أتفقنا.
أومأ راجي واتجه صوب الأريكة وتمدد قائلا
أجابته نعم مبتسمة
.._ وأنت رفيق جنتي يا زوجي العزيز.
...
في اليوم التالي هاتف سليم راجي وأخبره بعودته فجرا إلى الإسكندرية لحصوله على موعد لزيارة طبيبة زوجته للأطمئنان عليها وحين انتصف النهار تفاجئت نعم بزيارة دليلة ووالدتها وطلبها الحديث إليها على انفراد فرحبت بها ورافقتها إلى إحدى الغرف لتبادرها دليلة قائلة
سألتها نعم التوضيح فخفضت دليلة رأسها وقصت عليها ذنبها كاملا وختمت كلماتها المغمسة بندمها
.._ ودلوقتي بعد ما قلت لك اللي عملته كل اللي طلباه إنك تحاولي تسامحيني وليك وعدي أني هبعد علشان أكفي غيري أذايا زي ما ماما قالت لي وأحاول أبدأ صح.
لتغادرها متجهة إلى مكان معتز وكما فعلت مع نعم صارحت دليلة معتز بكل أغلاطها وغادرت إلى منزلها تشعر بالراحة والتفتت إلى والدتها وأردفت
.._ أظن كده مفضلش غير أنك تسامحيني يا أمي.
ضمتها روز بين ذراعيها قائلة
.._ ومين قالك أني مش مسمحاك يا دليلة لا يا بنتي أنا مسمحاك وراضية عنك طالما رجعتي لربنا وتوبتي.
ودعت نعم عمها رغم رفض عمها رحيلها وطلب روميساء منها البقاء بضعة أيام معهم وغادرت برفقة زوجها وعادت إلى الإسكندرية لتبدأ حياتها معه.
بينما في القاهرة طلبت روميساء من والدها مهاتفة يزيد ليضع حدا