رواية كاملة بقلم سلوى عليبة
تشعر به من قبل . تائهة لا تعرف ماهو الرد المناسب بذلك الوقت .فحتى أثناء زواجها لم يتذكر علي عيد ميلادها ولو لمرة واحدة رغم تذكرها الدائم ليوم مولده.
دخل أحدى الزبائن فانقذها من الرد . تنحنحت وذهبت إليه لاحضار له مايريد. خرج الزبون بعد ان حاسبها أما هى فلم تلتفت رغم معرفتها الأكيدة أنه الآن يحدق بها ومنتظر لأى رد فعل منها. أخذت نفسا عميقا ثم استدارت وقالت بهدوء مخالف لصخب دواخلها بص ياباشمهندس أنا حياتى كلها ولادى وبس ومش مستعدة أنى أدخل عليهم حد حتى لو قالى انه بيحبهم فمسيره على الأقل يعاملهم بطريقة أقل من ولاده مثلا خاصة بقه انهم عمرهم ماهيكونوا ولاده ولا من صلبه .كانت عيناها تترقرق بها الدموع أثناء الكلام . حتى أنه إقترب منها وقال بتأثر لا ياحنين عمرى ماهعمل كده معاهم صدقينى أنا حبيتهم هم كمان زى ماحبيتك بالظبط واللى عرف طعم الوحدة زيى أكيد هيقدر العيلة ولمتها وانا عمرى ما هبعدهم عنك ولا هبعدك عنهم مهماحصل . توسل لها بعيناه وقال أرجوكي إدينا فرصة احنا نستاهل نعيش ياحنين فى سعادة .أرجوكي فكري وادى لقلبك فرصة انه يعيش.
أجابها پغضب زى إيه تقدرى تقوليلي
أجابته بعصبية وبكاء زى مامت علي الله يرحمه اللى وعدتها ان عمرى ماهبعد عنها أحفادها وإنهم هيفضلوا على طول قريبين منها زى ياسين أخوة جوزى اللى رفضت أتجوزه عشان يربي ولاد اخوه وقلتله أنى مش هتجوز.
نطرت ذراعها منه وقالت انت ازاى تمسكني كده ثم كمان أنا قلت أنى رفضت اييه مسمعتش دى .
مسح وجهه بكفيه وهو يستعيذ بالله من الشيطان ويقول بصى بقه ياحنين أنا هروح لباباكى وأتقدمله رسمى تمام .
نظر إليها بحزن وقال براحتك وانا مش هغصب عليكي أكتر من كده .بس كل اللى عايز أقولهولك ان محدش حبك ولا هيحبك قدي لأن ربنا هو اللى حط حبك فى قلبي من غير أى مقدمات حتى أنا مكنتش مصدق أنى ممكن أحب من أول نظرة ويحصل معايا كده .
خرج من المحل أما حنين فجلست على المقعد بقوة وكأنها تريد أن ټدفن نفسها بداخله .وضعت يدها وبكت بقوة ولا تدرى لم تبكى وعلى ماذا رن هاتفها فكانت حفصة أختها .مسحت دموعها وردت على الهاتف فوجدتها تعايدها من أجل عيد ميلادها وتخبرها أنها ستأتى مساء . حاولت حنين التماسك حتى لا تلاحظ أختها شيئا. أغلقت معها ووجدت نفسها تتصل على سينا والتى قد علمت بماحدث من نديم . أجابتها بسرعة وسمعت صوتها المتحشرج من البكاء فسألتها سينا بوجل رغم معرفتها السبب إلا أن صوتها ازعجها بتعيطى ليه يا حنين .
تداركت سينا الموقف وقالت أنا جايالك ياحبيبتى دى كانت مفجأتي ليكى بس مش مهم حرقتهالك .كل سنه وانت طيبه ياحبيبتى النهاردة عيد ميلادك وانا أصلا نازله البلد عندكم عشان اهل جوزى هناك وقلتله
وكنت هفوت عليكى .إستطردت وهى تنظر لباسم ان ينهض وقالت يادوب مسافة الطريق ولما اجى هتحكيلى كل حاجة تمام.
انتهى اليوم على خير غير ان حنين كانت بواد مختلف عن الجميع تفكر بنديم وكيف ان قلبها يؤلمها بشدة لما حدث.
أما نديم هو الآخر فكان حزينا جدايريدها ولكن بإرادتها بأن نخبره أنها احبته كما فعل هو. فهو شعر بهذا داخل عيناها ولكن ... اعتدل مرة واحدة بعد ان كان مستندا على السيارة وقال بعزيمة أنا عرفت أنا هكلم مين ياست حنين ويا أنا يا انت.
الفصل الثامن والآخير
آسفة أرفض الزواج
سلوى عليبه
أماعند حنين فقد أتت حفصة الذى أوصلها زوجها وتركها ليكونوا على راحتهم . كانت حفصة تتفقد ملامح حنين الحزينة. فسالتها بترقب مالك يا حبيبتى انت معيطه
بكت حنين بشدة وارتمت داخل أختها .تركتها حتى تهدأ وسالتها فيه إيه مالك بس
رن جرس الباب فذهبت فريدة لكى تفتح فوجدتها صديقة والدتها الى تحدثهم دائما على الانترنت .رحبت بها سينا بشدة وأنزلت مابيدها من العاب للأطفال وكذلك هدية حنين . اتجهت إليها حنين وتعانقا بقوة شديدة . دخلتا معا وعرفتها على حفصة . جلسن جميعا بالصالة أمام التلفاز وأتى الأولاد أيضا أخذوا هداياهم وشكروا كلا من حفصة وسينا . سألت سينا بترقب مالك ياحنين عينك وارمة كده ليه شكلك معيط على الآخر .
إبتلعت حنين رمقها وقالت أنا هحكيلكم على كل حاجة من الأول بس ياريت اسمعوني وتفهموني.
قصت حنين عليهم ماحدث معها منذ معرفتها بنديم وحتى الآن .
كان الصمت هو السائد حتى سألتها سينا بترقب أفهم من عياطك ده انك حبتيه صح
نظرت إليها حنين بتيه ولا تدري بماذا تجيبها
تحدثت سينا بهدوء وكأنها تحاول أن تجعلها تقترب من الحقيقة بصي يا حنين هكلمك بصراحة انت رفضتي كذا عريس وعمرك ما نزلتي عليهم دمعة واحدة فاشمعنى بقه بتعيطى وقاهرة نفسك على نديم ده بالذات الا لو إنك فعلا حبتيه وجدااااا كمان.
نظرت حنين لحفصة علها تنقذها من كلمات سينا والتى تقع على عقلها تجعله يدرك حقيقة وضع قلبها.
زفرت حفصة بقوة وقالت هى الأخرى للأسف ياحنين حالتك فعلا بتأكد كلام سينا انت حبيتي نديم وعشان كده انت موجوعة عليه .
تحدثت حنين بخفوت وتيه حبيته إزاى بس طب وولادى مامت عليياسين والناس .كل دول هيبصولي ازاي بس .
أستدركت سينا ما تقوله وقررت أن ټضرب على الحديد وهو ساخن فقالت انت مش بتقولي أنه قالك عايزك بولادك ياحنين . يعنى شاريكي ياحبيبتى انت وولادك يبقى ليه لا
ثم اقتربت من حفصة وقالت ماتقولي حاجة انت كمان !
أكملت بتشجيع خلينا نتكلم كده بعقلانية ماشى
اولا باباكى عايزك تتجوزى عشان لسه صغيرة وخائڤ عليكي .
ثانيا بقه حماتك نفسها كانت عايزة تجوزك لابنها وفوق ده انت قلت إنه حب ولادك ومن كلامك أن ولادك لما شافوه حبوه صح . أكملت بترقب وغير كده بقه والواضح قوووى من حالتك دى انك انت كمان حبيتي نديم صح
كلماتها كإعصار أخذها بين طياته فيرفعها تارة ويخفضها تارة أخرى وهى لا تدري كيف تقاوم وكيف النجاة
اقتربت حفصة منها وأمسكت بيدها وقالت بحنان بصي ياحنين احنا مننكرش أن علي الله يرحمه كان عزيز علينا رغم انك عمرك ما اشتكيتي لحد غير ليا عن جمود مشاعره وعمليته وده كان مأثر عليكي