رواية إمبراطورية الرجال بقلم الكاتبة رحاب إبراهيم من ال١٦ الي ال٤٠
تلمس مقبض الباب مائة مرة قبل أن تفتح وتلقي مصيرها بين يد هذا الرجل القاسې.... ضيق عيناه لدى دخولها وهو يقف أمام مكتبه طويلا بهيبته المعتادة التي تشعل هالته بالسيطرة والتحكم..... وكأن الأيام التي تمضي علي عمره تضع سحرها بعيناه...لم يكن اسوء من أن تراه يقف هكذا....عزمت أن تظهر له فيض من القسۏة ولكن يعرف كيف يصوب ضړبة ناجحة بكل دفعاتها... وقفت للحظة تتطلع بعيناه بإرتباك هائل...أطرفت عينيه وغطت أهدابه القاتمة الطويلة ما يلتمع خلفهما وما تعكسانه من افكار خبيثة ماكرة.... ابتسم وجيه بسخرية وقال _كنت عارف أنك هتجيلي قريب...فهمتي الرسالة بذكاء !! توجهت للي إليه بشيء من الكبرياء قد استمدته من قساوته وسخريته اللاذعة...أجابت وحاولت أن تجابهه في السخرية _ فهمت وجيتلك يا وجيه مش ده اللي أنت عايزه ! اتممت جملتها وهي تقف أمامه متحدية بعينان اخفت فيهما أي الم ولو مؤقتا....تهكمت نبرته وقال بحدة _ لو اللي أنا عايزه مجرد وجودك فأنتي عارفة أنك بالنسبالي ولا شيء لكن لما تفكري تقربي لحد يخصني تبقي قضيتي على نفسك....ضعف وغباء منك لما تفكري ټنتقمي مني تقومي تستخدمي ولاد اخواتي كان اشرفلك تتحديني وتحاربيني بدل الاساليب الرخيصة دي !! صدمت من حديثه ومن التعابير الهازئة التي تملأ عيناه.....كيف له بكل ذلك الجبروت الذي يتحدث به ! وكأنها ألد اعدائه !! أجابت بعصبية وصوت عال _ الأساليب الرخيصة مش أنا اللي بستخدمها...فكر مين اللي استخدم اسلوب رخيص ورخص نفسه معاه... اقترب لها بنظرات أعين مشټعلة ڠضب وقال بتحذير _ لعلمك...أنا عندي اساليب تانية كتير تخليكي ما تناميش الليل لو ناوية تكملي في اللعبة الغبية بتاعتك وتتحديني يبقى حكمتي على نفسك حكم أنتي مش اده... هتفت للي پغضب _ أنت ايه !! ولعبة ايه اللي بتتكلم عنها ! أن كنت جيتلك النهاردة فعشان فهمت من كلام البنات قصدك ولأنك عارف أن الكلام هيوصلني الكلام وصلني مش لأني متفقة معاهم لأني اتعرفت عليهم من ايام قليلة وحبيتهم واعتبرتهم أخواتي انا لسه عارفة أنك عم جاسر ويوسف امبارح بليل... ضيق وجيه عيناه باستهزاء لتتابع للي بعصبية _ عارفة أنك مش هتصدقني لكن هي دي الحقيقة لو كنت رافض جوازاتهم عشان يعرفوني فأنا هبعد عنهم للأبد ليه بتحملهم حاجة مالهمش ذنب فيها !! أجاب وجيه بقوة وهو ينظر لعيناها بغموض عايز اوجعك...أنا مبسوط بالدموع المحپوسة اللي في عنيكي دي وأي شيء يوجعك هعمله.... جرت دمعة من عيناها بنيران قلب تتقد مع كل نظرة ساخرة محتقرة من عيناه....حتى قال بقسۏة وشراسة
لم تستطع لجم ڠضب أكثر من ذلك فرفعت يدها لټصفعه حتى سبقها ولوى معصمها اسفل ظهرها ووجه على مقربة من وجهها قال بسخرية _ لو فكرتي تعمليها تاني وترفعي ايدك يبقى حكمتي على نفسك حكم قاسې أوي مش هتقدري عليه... التوت وهي تحاول الابتعاد عنه حتى نظر لعيناه القريبة منه وكم تمنى لو كانت زوجته الآن ليشفي شوقه المحموم إليها وقال بنظرة تلتمع بشيء مجهول _ انا موافق اني اسلملهم ميراثهم حتى لو اتجوزوا البنات بس بشرط ابتعدت للي وهي تبكي وتتفحص معصمها پألم...قال وجيه بغموض ولم ينتظر استفسارها تتجوزيني كانت تنظر لمعصم يدها الذي كان بين يديه منذ لحظات وتبكي حتى وكأن الأرض دارت بها وتوقفت جميع حواسها عند هذه الكلمة.....رفعت رأسها ببطء وتكاثف الصدمة يغيم عيناها عن أي تعابير واضحة....وكأن الإجابة تأتي من عيناها...انتظر تحركت نظرتها على عينيه پصدمة...تحاول أن تفهم أو تستوعب هذه الكلمة....عجبا أن أحيانا تأت الأحلام على بساط قاتم من الآلام...بساط جنائزي للسعادة.. اقترب إليها بثقة وببطء...متعمق بعيناها التي توقفت الدموع بمحجرها...لم تشعر كيف اقترب هكذا فقط تمنت أن تقترب عيناه لتبحث عن الصدق فيها...وكأنه أتى من حلم !! وقف أمامها بنظرة ثابته بعيناها...لم تطرف عيناه لم تسخر لم تزدري صډمتها بل وكأن نظرته تتلهف للعناق المچنون...قال بنبرة وافقت نظرته غموض ودفء يسخر من هذه الحړب بينهما وافقي توقف عقلها عن التفكير بينما قلبها له لاهثا !! اتقف وتجيب أم تركض اليه بموافقة أم تهرب من هنا بلا راجعة وتبتعد عن الجميع وللعجب كان اقلهما الم هو خيار الموافقة!! كيف للحب أن يجعل القلب يفضل القرب پألم عن الفراق عنه !! يبدو أن لا شيء يضاهي الفراق ألم...ولكن الحقيقة أنه يريد ذلك للأنتقام...وهذا الما على الم خرجت الكلمة من شفتيها بصعوبة وقالت ببطء وعيناها ممتلئة بالدموع _للدرجادي مصمم ټنتقم مني ! مش مكفيك اللي عملته في فرنسا ! وبتأمرني أوافق !! طب ارحمني وسيبني افكر حتى !! تحرك عضب فكيه من الڠضب ليتها ما ذكرت